قال ضابط عراقي كبير أمس الخميس بأن قيادة العمليات المشتركة تسلمت أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والمدافع الذكية في عمليات تحرير المحاور المتبقية بالساحل الأيمن من مدينة الموصل 400كلم شمال بغداد. وقال العميد محمد الجبوري من قيادة العمليات المشتركة لوكالة الأنباء الألمانية إن «قيادة العمليات المشتركة أبلغت بدورها القوات التي تشارك في المعارك من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب بكافة قطعاتها بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة كالصواريخ والمدافع الذكية في قصف أوكار داعش، تجنبا لنزيف المزيد من دماء المدنيين في مناطق القتال غربي الموصل». وأضاف أن «قرار عدم استخدام الأسلحة الثقيلة الذي أمرت به القيادة العامة للقوات المسلحة جاء على خلفية ارتفاع وتيرة سقوط ضحايا من المدنيين بسبب استغلال عناصر داعش لهم واتخاذهم كدروع بشرية خلال عمليات التقدم والاشتباكات بالمدينة». وأوضح أن «أعدادا كبيرة من عناصر داعش تفر من جبهات القتال إلى خارج الموصل في ظل التقدم الكبير الذي تحققه الأجهزة الأمنية بالمنطقة». ذكرت قيادة الشرطة العراقية في نينوى أمس الخميس أنه قتل خمس نساء وطفلان في قصف لتنظيم داعش بصواريخ كاتيوشا استهدف سوقا شرقي مدينة الموصل 400كلم شمالي بغداد. وتتواصل عمليات القوات العراقية في الجانب الأيمن من الموصل بعد سيطرتها في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي على الجانب الأيسر في إطار عملية الموصل التي انطلقت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال العقيد خالد الجواري من قيادة شرطة نينوى لوكالة الأنباء الألمانية إن «عناصر داعش قصفت بثلاثة صواريخ نوع كاتيوشا سوق الزهور ما تسبب بمقتل خمس نساء وطفلين وإصابة امرأة بجروح في منطقة حي الزهور المحررة في الساحل الأيسر شرقي الموصل». وأضاف أن القوات العراقية سارعت بنقل الضحايا والمصابين إلى المراكز الطبية في منطقة زهور شرقي الموصل. وتواجه القوات العراقية وقوات التحالف الدولي اتهامات بالمسؤولية عن مقتل مئات المدنيين خلال العمليات الدائرة في الموصل. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 307 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 273 آخرون منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي عندما بدأت القوات الحكومية التي تدعمها الولايات المتحدة هجوما لطرد تنظيم داعش من الجانب الأيمن من الموصل. إلى ذلك، أعلنت قوات الشرطة الاتحادية أمس اتخاذ تكتيك عسكري جديد في معارك تحرير ما تبقى من أحياء ومناطق الموصل القديمة تعتمد على القناصة والقنابل المحدودة. بينما أعدم التنظيم في حي التنك وسط الموصل الأول من أمس أكثر من 25 موصليا بتهمة التخابر مع القوات الأمنية. وشهدت مدينة الموصل أمس قصفا متبادلا بين مسلحي التنظيم والقوات الأمنية العراقية، وقال الضابط في قوات الجيش العراقي الملازم الأول فرحان الجبوري: «قصفنا مواقع داعش بدقة وبحسب المعلومات الواردة إلينا قتل العشرات منهم، الإرهابيون حاولوا الرد على نيراننا لكننا أسكتناها وقضينا عليهم فهم يستخدمون حاليا قذائف محلية الصنع ولن يتمكنوا من إلحاق الخسائر بنا». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط»: «سيطرت قواتنا على منطقة قضيب البان والملعب في الجناح الغربي للموصل القديمة بشكل كامل، وأحكمت حصارها على مسلحي التنظيم المتمركزين قرب الجامع الكبير (الجامع النوري)». لافتا إلى أن القوات العراقية تستخدم تكتيك القنابل المحدودة ونيران القناصة لقتال الإرهابيين المتحصنين وسط المناطق السكانية وتقصف بالمدفعية أهدافا محددة بدقة للتنظيم في المناطق المفتوحة الخالية من الوجود السكاني. وبحسب إحصائيات الشرطة الاتحادية، قُتل خلال عمليات تحرير قضيب البان أكثر من 60 مسلحا من التنظيم، مؤكدة تدمير 15 موضعا لرشاشات مقاومة الطائرات و18 دراجة مفخخة. وكشف الفريق جودت أن الشرطة الاتحادية قتلت الأول من أمس وزير صحة «داعش» الإرهابي سعد الله أبو شعيب مع مرافقيه، حيث استهدفت عجلته قرب مستشفى الجمهوري في الموصل القديمة. وبلغ عدد المناطق والأحياء والمؤسسات التي حررتها قوات الشرطة الاتحادية منذ انطلاقة العمليات العسكرية لتحرير هذا الجانب في 19 فبراير (شباط) الماضي، 62 منطقة تشكل ما مساحته 330 كيلومترا مربعا من مساحة الجانب الأيمن الكلية، وأنقذت أكثر 25 ألف نازح من مناطق القتال ونقلتهم إلى مخيمات النازحين. من جهة ثانية أعلنت السلطات العراقية أمس مقتل 14 شخصاً على الأقل بتفجير انتحاري بشاحنة كبيرة استهدف حاجزاً أمنياً عند المدخل الرئيسي في جنوب بغداد، وتبنى تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وأسفر التفجير الذي وقع مساء أول من أمس، عند حاجز يعرف بـ«حاجز 75» عن إصابة 36 شخصاً آخرين بجروح، واحتراق عدد كبير من الشاحنات المتوقفة في طابور للتفتيش قبل دخول العاصمة. وأصدر تنظيم داعش، بياناً تبنى فيه التفجير قائلاً إن الهجوم نفذ بواسطة انتحاري يقود شاحنة تحمل أطناناً من المتفجرات.
مشاركة :