قالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة اليوم (الخميس) إن سياسة الولايات المتحدة في سورية التي تمزقها الحرب لم تعد تركز على إزاحة الرئيس بشار الأسد. وأبلغت السفيرة نيكي هيلي مجموعة صغيرة من الصحافيين «أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد... أولويتنا هي كيفية إنجاز الأمور ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سورية». وأضافت قائلة «لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة». من جهتها، أبلغت عضو «الهيئة العليا للمفاوضات» فرح الأتاسي الصحافيين في جنيف اليوم، أن وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض يبعثان رسائل متضاربة في شأن سورية، وقالت إن على واشنطن أن تبدأ بالاضطلاع بدور القيادة وألا تركز فقط على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأضافت الأتاسي أن الولايات المتحدة يجب عليها أن تضغط على روسيا وأن تنظر إلى المعارضة السورية كشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة «الإرهاب» الذي لا يشمل فقط «داعش» بل أيضاً فصائل مسلحة مدعومة من إيران مثل «حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني». وكانت هايلي قالت أمس، إن الرئيس السوري وإيران «عقبة كبيرة في محاولة المضي قدماً» لوضع نهاية للصراع المستمر منذ ست سنوات في سورية. وأوضحت هايلي أمام مجلس العلاقات الخارجية: «لن أعود للحديث عما إذا كان يجب على الأسد أن يبقى أو يرحل... لكني سأقول لكم إنه عقبة كبيرة في محاولة المضي قدماً، وإيران عقبة كبيرة في محاولة التحرك إلى الأمام». وأكدت السفيرة أنه «حين يكون هناك زعيم مستعد للذهاب إلى حد استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه فعليك أن تتساءل إذا كان هذا شخص يمكن حتى العمل معه». وأضافت: «إذا لم يكن لدينا سورية مستقرة فلن تكون لدينا منطقة مستقرة وسيزداد الوضع سوءاً. إنها (مصدر) تهديد دولي في الوقت الحالي وعلينا أن نجد حلاً لها». وقالت هايلي «هذا واحد من تلك المواقف حيث يمكن بالتأكيد للولايات المتحدة وروسيا الحديث في شأنها وقول: حسناً كيف يمكننا الوصول إلى حل أفضل. لكن قضية الأسد ستظل قائمة». وتجرى حالياً محادثات تقودها الأمم المتحدة في جنيف، وقالت هايلي إن الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا يرغب «بشدة» في أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من الوصول إلى حل للنزاع في سورية. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرت على موقع «ذي ناشونال إنترست» إنه لا يزال من الممكن تجديد التعاون مع الولايات المتحدة في شأن تسوية الأزمة السورية. وأضاف أن «الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب قال إن محاربة الإرهاب هو هدفه الدولي الأول وأعتقد أن هذا طبيعي تماماً. سنشترك في هذا النهج بالتأكيد». وذكر لافروف أنه لا تزال هناك مناقشات في شأن اجتماع محتمل مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون.
مشاركة :