أسس رئيس الوزراء التونسي السابق مهدي جمعة تنظيماً سياسياً جديداً يسعى من خلاله إلى منافسة حزب «نداء تونس» وحركة «النهضة» الإسلامية اللذين يتصدران المشهد السياسي. وقال جمعة (54 سنة) في مؤتمر صحافي للإعلان عن حزبه الجديد، إن «انتظارات التونسيين كانت كبيرة بعد انتخابات 2014 لكن بعد سنتين مررنا من الأمل إلى خيبة أمل ووضعية صعبة وعدم وضوح في الرؤية وتفشي الفساد والمحسوبية»، معتبراً أن حزبه «البديل التونسي» سيُعيد الأمل إلى التونسيين. وأوضح رئيس الوزراء السابق، الذي يُعد من شخصيات التكنوقراط، بأنه يسعى من خلال حزب «البديل التونسي» أن «يكون لاعباً أساسياً اعتماداً على برامج اقتصادية وسياسية بديلة تقطع مع الممارسات السائدة التي تثير قلق التونسيين». ويضم حزب «البديل التونسي» وزراء سابقين في حكومة جمعة أبرزهم وزير الاقتصاد، الناطق السابق باسم الحكومة نضال الورفلي ووزير داخليته القاضي لطفي بن جدو، إضافة إلى شخصيات من التكنوقراط من بينهم محافظ المصرف المركزي، المرشح الرئاسي السابق مصطفى كمال النابلي. ويأتي ظهور مهدي جمعة الأخير ليؤكد كل التوقعات بعودة قوية له إلى الساحة السياسية بعد ابتعاد من الأضواء طيلة سنتين، أي منذ مغادرته رئاسة الحكومة التي أمضى فيها مدة سنة بعد أن توافقت القوى السياسية والاجتماعية على تعيينه رئيساً للوزراء ليخلف بذلك حكومة الترويكا التي قادتها «النهضة». وشدد جمعة على أن حزبه «لن يكون حزباً أيديولوجياً وسيسعى إلى استقطاب كل الكفاءات من كل التيارات السياسية والفكرية من دون إقصاء»، ما جعله يواجه انتقادات رأت أن حزبه مجرد تجمع للتكنوقراط يفتقد إلى الهوية السياسية والفكرية. وقال رئيس الوزراء السابق: «اخترنا عدم التقيد بالسياقات الأيديولوجية وتقديم رؤية متكاملة تضم الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بخاصة في ظل وضع اقتصادي متأزم ومناخ اجتماعي متوتر ودولة ضعيفة مهددة بعدم الاستقرار». وأعرب جمعة عن استعداد حزبه للمشاركة في المحطات الانتخابية المقبلة.
مشاركة :