يتميز ملتقى الشارقة للاتصال الحكومي بأنه ملتقى عالمي يمنحك فرصة الالتقاء بمشاهير ونجوم الاتصال المؤسسي في العالم قاطبة، لذلك أحرص على التواجد فيه وأعتقد أن زملائي الإعلاميين يشاركوني الرأي والحرص على الحضور، فهو يمنحك خلال أيام معدودة خبرات سنين طويلة، وهي بادرة حضارية تحسب لمدينة الشارقة الحبيبة، ولشيخها المهاب د. سلطان القاسمي. على هامش هذا الملتقى العالمي جمعتني الصدفة مع اثنين من الإعلاميين البارزين في الإعلام الأمريكي، وهما السيدة فريدا جيتيس من CNN ومارك شابيرو، مختصان في قضايا الشرق الأوسط، يدركان تماما الخطر الإيراني ودوره في زعزعة استقرار المنطقة والعالم. سبق أن قامت جيتيس بزيارة المملكة قبل سنوات وقد كتبتْ بعد الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني قبل عام مقالاً شهيرا أدرجته برنامجي عين ثالثة آنذاك تسأل فيه الرئيس أوباما ما الخطوات التي تلي الاتفاق النووي مع إيران؟ وتحذره من التبعات الوخيمة لهذا الاتفاق. أكثر ما بعث الاطمئنان في نفسي إني وجدتهما يشاركان الشعب السعودي والخليجي والعربي بالتفاؤل والأمل بدور الأمير الشاب محمد بن سلمان، حيث كان حوارنا يتزامن مع زيارته -حفظه الله- إلى أمريكا واجتماعه المهيب مع الرئيس الأمريكي ترامب، وما حظيت به الزيارة من اهتمام كبير من جميع وسائل الإعلام العالمية، هذه الزيارة التي يتفق الجميع بأنها قلبت معادلات كثيرة في المنطقة والتي تؤكد علو كعب سموه في فهم السياسات الدولية وبناء علاقات سياسية مبنية على القوة والصدق والوضوح. كان لدي وجهة نظر خاصة حول حوارنا - نحن العرب - مع أمريكا وحوار أمريكا معنا، بأنه ينطلق من وجهة نظر سياسية بحتة واقعة تحت تأثير عوامل سياسية محددة لا تحيد عنها، كثير من الحوارات بين الغرب والعرب لا تحقق نتائج مرجوة لأنها لا تنطلق من حوار إنساني بحت ليس به ذرة سياسة، عندما اقترحت على جيتيس ومارك أن يكون حوارنا إنسانيا استحسنا الفكرة ووعدا بنقل ملاحظتي هذه للإعلام الأمريكي. لا يمنع وجود ملاحظات سلبية من رؤية جمال المشهد بشكل عام، أي لا يمنع وجود ملاحظات لا تتوافق مع فكر الإنسان الغربي بأن يرى المجتمع العربي مجتمعا جميلا ومتكاتفا والعكس أيضا صحيح. لقد تفهما من منطلق إنساني خصوصية المجتمع السعودي المحافظ وناقشا معي العديد من هذه الخصوصيات وأعتقد بأني استطعت تغيير وجهة نظر إعلاميين مهمين جدا، فكيف لو كان هناك عدة إعلاميين سعوديين يقومون بهذا الدور من منطلق إنساني بحت. لقد وجدت حماسا منقطع النظير في أعينهما وهما يستمعان لحديثي ويجولان بخيالهما في شوارع السعودية لدرجة أنهما أبديا رغبة جادة لزيارتها ورؤية نموها وتطورها عن قرب. آمل أن تكون الزيارة والدعوة متاحة وقريبة لإتاحة الفرصة لأمثال زميليّ الإعلاميين الأمريكيين من التواجد من التجربة السعودية ورؤية «2030» عن قرب.
مشاركة :