اغتيال قيادي في حماس ينذر بمواجهة مع إسرائيل

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - بعدما توعدت حماس برد قوي على اغتيال أحد قادتها أخيرا يتحدث خبراء عن احتمال حصول مواجهة جديدة بين الحركة والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لكن المسألة تكمن في معرفة نوعية الرد وزمانه. واغتيل مازن فقهاء على أيدي مجهولين بأربع رصاصات قرب منزله في مدينة غزة في 24 آذار/مارس، واتهمت حركة حماس إسرائيل بتنفيذ العملية وتوعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بالثأر، وكانت إسرائيل أفرجت عن فقهاء ضمن صفقة تبادل في 2011 وأبعدته الى غزة. ويعني أي رد لحماس من قطاع غزة تعريض القطاع إلى تصعيد جديد في وقت لم ينته بعد من تضميد آلام الحرب الأخيرة في 2014 التي خلفت فيه دمارا هائلا وزادته بؤسا، وقد تعرض القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه قبل أكثر من عشر سنوات لثلاث حروب إسرائيلية، لذلك قد تلجأ الحركة إلى التحرك انطلاقا من الضفة الغربية. ويرجح الخبير في شؤون الفصائل الفلسطينية حمزة أبوشنب أن تسعى حماس إلى "استهداف عسكري ينطلق من الضفة الغربية الى داخل أراضي 1948 المحتلة، كونها ساحات مفتوحة للمعركة"، مشيرا إلى أن هذا الفعل "سيجنب" قطاع غزة المواجهة. ويعيش حوالي 400 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية، بينما لا يوجد أي إسرائيلي في قطاع غزة. ولكن إذا خرج الرد عن هذا الإطار وفق ابو شنب فان الوضع "سيتدحرج لتصعيد أو حرب رغم أن حماس وإسرائيل لا يريدان حربا". ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبوسعدة من جهته أن "الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد، وانطلاق رد حماس المتوقع من الضفة أو حصوله في الخارج لن يمنع حدوث مواجهة عسكرية وحرب في غزة". ورفضت إسرائيل التعليق رسميا على مقتل فقهاء الذي تتهمه بأنه العقل المدبر لعدد من العمليات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005). وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني شخص. وبحسب مسؤول في حماس فإن الحركة "لن تكون انفعالية" في تعاملها مع تداعيات الاغتيال، لكنها "ترفض بقوة أي تغيير في قواعد اللعبة: كل عدوان إسرائيلي سيواجه برد بالمثل سواء مباشر أو غير مباشر". ووضعت القسام لافتة ضخمة على طريق صلاح الدين الرئيسي في وسط القطاع كتب عليها "الجزاء من جنس العمل" بجانب صورة لفقهاء وهو يحمل مسدسا، ولافتة أخرى عليها صورة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل كتب عليها بالعربية والعبرية والانكليزية "قبلنا التحدي". واعتبر مشعل في كلمة عبر الفيديو ألقاها خلال مهرجان تأبين لفقهاء في غزة الاثنين الاغتيال "تحديا كبيرا ودَينا في أعناقنا يضاف إلى ديون سابقة". وقال "إذا كان العدو يغيّر قواعد الصراع، فإن قيادة الحركة بكل مكوّناتها العسكرية والسياسية قبلت التحدي مع الاحتلال، والجواب ما سيرى الاحتلال لا ما سيسمع". على طريقة حزب الله؟ إلا أن أبوشنب يلفت إلى أن الفكر العسكري لحماس "تطور كثيرا وباتت الحركة تدرك أن أي معركة يجب ألا تبنى على ردات الفعل أو العواطف، لا سيما أنها تعتبر نفسها في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال". ويعتقد أبوسعدة أن "نموذج حزب الله في الرد على إسرائيل سيكون حاضرا في رد حماس"، مضيفا أن الرد سيتمثل في "عمل عسكري في الوقت المناسب والمكان المناسب، وليس كما حصل ردا على اغتيال احمد الجعبري" القائد العسكري لحماس في 2012. وأدى مقتل الجعبري في غارة إسرائيلية على مدينة غزة إلى اندلاع حرب، إذ ردت حماس بإطلاق عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية. وسبق لإسرائيل أن استهدفت قياديين آخرين في حركة حماس، أبرزهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين بالإضافة إلى يحيى عياش وعبد العزيز الرنتيسي. وغالبا ما ترد حماس على الهجمات التي تستهدفها بإطلاق قذائف أو صواريخ على البلدات الإسرائيلية. لكنها هذه المرة تتريث، ما يثير قلق إسرائيل بحسب المحلل مصطفى صواف الذي يقول أن حماس "تركت الأمور في منتهى الغموض والحيرة للعدو كي لا يفهم ماذا تريد حماس وكيف يمكن أن تنفذ ردها". ويتحدث الصواف عن احتمال عودة حماس إلى أسلوب "العمليات الاستشهادية أو اغتيال شخصية عسكرية أو سياسية إسرائيلية، وهذه تساؤلات مشروعة للاحتلال". ويشكل الاغتيال اختبارا للقيادي البارز يحيى السنوار الذي انتخب رئيسا للمكتب السياسي لحماس في القطاع، والذي يؤشر وصوله إلى صعود نجم العسكريين في الحركة. في الجانب الإسرائيلي يتحدث المحلل في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان عن "تغيير في النهج" إذا صح "الافتراض أن إسرائيل تقف وراء العملية". ويقول "إذا نجحت إسرائيل بالفعل في اغتيال قادة أو خبراء في حماس دون أن تترك بصمات، سواء في غزة أو في الخارج، فهذا يعني أن إسرائيل قررت اتخاذ نهج أكثر عدوانية". ويرى أبوسعدة من جهته أن أسلوب إسرائيل "جديد قديم، لكنها المرة الأولى التي تضرب بهذه الطريقة في غزة ساحة حماس القوية، وهذا ما صدم حماس". ويتوقع أبوسعدة "مرحلة جديدة من المواجهة الاستخباراتية الهادئة وغير العلنية" بين حماس وإسرائيل.

مشاركة :