دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الجمعة من العراق الى تضامن دولي أوسع مع أهالي الموصل الذين عانوا لسنوات تحت حكم الجهاديين وأشهرا من ويلات المعارك.وبدأت القوات العراقية منذ اكثر من خمسة اشهر معركة استعادة الموصل من أيدي الجهاديين، دفعت منذ الشهر الماضي اكثر من 200 الف شخص الى النزوح من أحياء الجانب الغربي من المدينة، كما أوقعت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين في حين لا يزال مئات الالاف منهم في خطر عالقين وسط المعارك.وقال غوتيريس للصحافيين خلال تفقده مخيم حسن شام الذي يستقبل الفارين من المدينة "ليس لدينا الموارد الضرورية لدعم هؤلاء الناس وليس لدينا التضامن الدولي المطلوب".واضاف ان "هؤلاء عانوا الأمرين ولا يزالون يعانون. نحتاج لتضامن أكبر من المجتمع الدولي" معهم.واشار غوتيريس الى انه "لسوء الحظ، برنامجنا هنا يتم تمويله فقط بنسبة ثمانية في المئة، وهذا يدل على مدى محدودية مواردنا".كما ذكر انه ليس هناك ما يكفي من الموارد من اجل ان يعيش أهالي الموصل في ظروف انسانية، اضافة لضرورة الجهود المصالحة التي يجب ان تتحقق بعد استعادة كامل المدينة.واذا تم التوصل الى مصالحة حقيقية في الموصل او مناطق اخرى في البلاد، فان ذلك سيلعب دورا مهما في الاستقرار او الدفع باتجاه مزيد من العنف اذا لم يتم تحقيق ذلك.تفقد الامين العام المخيم في اليوم الثاني من زيارة بدأها الخميس للعراق التقى خلالها كبار المسؤولين وبينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد.ودعا غوتيريس في اليوم الاول من زيارته، الى جعل حماية المدنيين "أولوية مطلقة".ــ قتلى بين المدنيين ــقالت الامم المتحدة مطلع الشهر الجاري ان نحو 600 الف مدني لا يزالون داخل الجانب الغربي في الموصل، بينهم 400 الف محاصرون داخل المدينة القديمة وسط ظروف سيئة للغاية ومعرضون في حال بقائهم لمخاطر كبيرة.وافاد مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بمقتل أكثر من 300 مدني خلال الشهر الماضي جراء قصف جوي وانفجارات واطلاق نار.من جانبها، فتحت بلجيكا المشاركة في التحالف الدولي تحقيقا للكشف عن احتمال تورط طائراتها في الضربات الجوية التي ادت الى مقتل مدنيين في الموصل.وقال المتحدث باسم النيابة العامة اريك فان در سيبت لفرانس برس "فتحنا تحقيقا مبدئيا لتحديد ما اذا كانت جميع الاجراءات قد اتخذت".واضاف "اذا تم الالتزام بالاجراءات بشكل صحيح (...) فمن الممكن عدم ارتكاب اي جريمة".وتتهم الحكومة العراقية الجهاديين بالوقوف وراء مقتل مدنيين.واتهم الكولونيل جو سكروكا المتحدث باسم التحالف الدولي الجهاديين بجر التحالف الدولي الى شن ضربات جوية تؤدي الى قتل مدنيين. وقال ان "تنظيم الدولة الاسلامية يدفع مدنيين الى دخول مبنى ويحرض التحالف على شن هجوم".واشار سكروكا الى ان عدد الجهاديين المتواجدين في الموصل انخفض من حوالى الفين الى نصف هذه العدد.وتقول السلطات العراقية ان اكثر من 200 الف مدني فروا منذ بدء عملية استعادة هذا الجانب من المدينة، منتصف شباط / فبراير.واقيمت مخيمات في مناطق حول الموصل لايواء النازحين الذين لجأ بعضهم الى اقاربهم او استأجروا مساكن فيما اقام اخرون في ملاجئ مؤقتة او مباني قيد الانشاء.واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة في شمال وغرب البلاد عام 2014، لكن القوات العراقية بدعم التحالف الدولي تمكنت من استعادة معظمها.وبدأت القوات الامنية تنفيذ عملية استعادة الموصل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، واعلنت بداية العام عن سيطرتها الكاملة على الجانب الشرقي من المدينة قبل ان تبدأ خطوة استعادة غربها الذي يعد اصغر مساحة لكنه اكثر اكتظاظا .وقال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الاميركية ان المعارك ادت الى وقوع خسائر فادحة في صفوف القوات الامنية العراقية.واضاف امام لجنة في الكونغرس الاميركي ان 490 من قوات الامن العراقية قتلوا واصيب اكثر من ثلاثة الاف خلال معركة شرق الموصل، فيما قتل 284 واصيب اكثر من 1600 خلال المعارك التي ما زالت دائرة في غربها.
مشاركة :