لا انسحاب تركيا من سوريا فالعين على تمدد الأكراد

  • 3/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - أعلن الجيش التركي الجمعة أنه سيبقي وجوده العسكري في شمال سوريا رغم انتهاء عملية درع الفرات التي بدأها نهاية اغسطس/اب. وقالت القوات المسلحة التركية في بيان إن "أنشطتنا مستمرة لحاجات حماية أمننا القومي بهدف منع قيام كيانات غير مرغوب فيها (كانتونات كردية) والسماح لإخواننا السوريين بالعودة إلى مناطقهم وضمان استقرار وأمن المنطقة". وأضافت أن "عملية درع الفرات التي بدأت في 24 اغسطس/اب بالتنسيق مع قوات التحالف انتهت بنجاح". والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم انتهاء العملية المذكورة ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الأكراد من دون أان يوضح ما اذا كانت القوات التركية ستنسحب من سوريا. وفي إطار هذه العملية، تمكنت فصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة من استعادة عدة مدن مثل جرابلس والراعي ودابق والباب من قبضة الجهاديين. وقد تكبد فيها الجيش التركي خسائر فادحة. وفي السياق ذاته قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة "يجب ألا يفهم أن تركيا ستظل تتجاهل الأخطار الأمنية أو أنها لن تتحرك" في سوريا. وتدارك "على العكس، إن عملياتنا الأمنية في المنطقة ستتواصل على أعلى مستوى". وترغب أنقرة في التعاون مع حلفائها لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة معقل الجهاديين في سوريا ولكن مع استبعاد مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها "ارهابية". ولكن يبدو أن واشنطن استبعدت تركيا فعليا من التحضيرات لمعركة الرقة مع دعوتها وحدات حماية الشعب الكردية إلى أداء دور رئيسي فيها. وخلال زيارته أنقرة الخميس، تجنب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون العديد من الاسئلة حول هذا الموضوع في مسعى لعدم اثارة استياء مضيفيه الأتراك الذين ينتقدون على الدوام واشنطن لتعاونها مع المقاتلين الأكراد. تركيا تشعر بالاحباط وتشعر تركيا بالإحباط ازاء فشل مساعيها في المشاركة في عملية الرقة واخفاقها في فك التحالف الأميركي الكردي في سوريا. وقد أبقت على قواتها في شمال سوريا لمراقبة الوحدات الكردية التي باتت تمثل قوة ضاربة بفضل الدعم الأميركي وبفعل ما حققته من مكاسب ميدانية. ويطمح أكراد سوريا إلى اقامة كيان على تخوم تركيا ويخططون لتوسيع مناطق ادارتهم الذاتية لتشمل الرقة بعد تحريرها. وتنظر أنقرة بريبة شديدة لهذا التمدد ومن المستبعد جدا أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التوسع الكردي على مقربة من حدودها. وإلى حدّ الآن تعد حوادث الاحتكاك العسكري مع الوحدات الكردية محدودة جدا بفعل التواجد العسكري الأميركي مع قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري. وأغضب دور وحدات حماية الشعب في الرقة تركيا التي تعتبر الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا انفصاليا على الأراضي التركية منذ 30 عاما. لكن التحالف لم يحدد بعد متى أو كيف سيبدأ الهجوم النهائي على الرقة حتى مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على المدخل الشمالي لسد الطبقة الأسبوع الماضي لكنها لم تحرز تقدما منذ ذلك الحين. واستدعي مهندسون إلى الموقع هذا الأسبوع لفتح قنوات تصريف المياه التي تضررت لتخفيف ضغط المياه المتراكمة. وكثفت تركيا من تنسيقها العسكري والسياسي مع روسيا في ظل الجفاء مع حليفتها التقليدية الولايات المتحدة. وقد أجبرها التقارب مع روسيا حليفة بشار الأسد على تخفيف لهجتها حيال النظام السوري. أطول من المتوقع وفي ما يتعلق بمعركة الرقة، قالت قائدة عملية تدعمها الولايات المتحدة بهدف انتزاع السيطرة على معقل الجهاديين الرئيسي في سوريا، إن العملية ستستغرق شهورا وهو إطار زمني أطول مما سبق وحددته وحدات حماية الشعب الكردية صاحبة الدور الرئيسي في هذه الحملة. وتحدثت روجدا فلات قرب سد الطبقة على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة وهو من الأهداف الرئيسية لحملة غضب الفرات التي يشنها تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب ومقاتلين من العرب متحالفين معها. وفلات عضو في وحدات حماية الشعب وهي واحدة من نحو ألف امرأة يشاركن في الحملة. وذكرت أن عمليات قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على السد تعقدت بسبب الألغام التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية وتهديداته بتدمير السد. وأضافت أنه جرى وضع خطط بديلة للسيطرة عليه، مشيرة إلى أن القوات ستتمكن من إتمام هذه المهمة خلال الأيام القليلة المقبلة. ويشن تحالف قوات سوريا الديمقراطية حملة متعددة المراحل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بهدف عزل الرقة، المعقل الحضري الرئيسي للمتشددين في سوريا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت فلات إن دعم التحالف "أفضل بكثير" في المرحلة الأحدث. وأشارت أيضا إلى أن موعد بدء الهجوم النهائي على الرقة قد يختلف قليلا عن الموعد المستهدف الذي سبق وأُعلن أنه أوائل أبريل/نيسان قائلة "إجمالا الحملة على المدينة سوف تبدأ في أبريل وإن لم تكن في بداية الشهر فإنها ستكون في منتصفه." وتابعت "أعتقد أنها سوف تطول عدة أشهر لأنها تتطلب منا السيطرة بشكل كامل على الطبقة أولا وتنظيم مخططات الحملة بشكل جيد وإخراج المدنيين من المدينة." ويعتقد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 200 ألف شخص يعيشون في الرقة. وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية هذا الشهر إنه يتوقع أن تستغرق حملة السيطرة على الرقة عدة أسابيع وهو إطار زمني كرره هذا الأسبوع عندما قال إن العملية لن تستغرق أكثر من شهر. ويتزامن الهجوم على الرقة مع حملة تقودها الولايات المتحدة لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الموصل العراقية. ويهدد الهجومان بتسديد ضربتين كبيرتين للتنظيم المتطرف وخلافته المزعومة التي أعلنتها في العراق وسوريا. وقالت فلات التي فقدت 20 من أفراد عائلتها حين نفذ التنظيم هجوما انتحاريا استهدف حفل زفاف في العام 2016 إن المتشددين هددوا بنسف السد إذا لم توقف قوات سوريا الديمقراطية الهجوم. وأضافت "لدينا خطط بديلة لبدء عملية السيطرة على السد... و كان هناك تخوف من تدمير السد لأن مقاتلينا عثروا على عدد كبير من الألغام لذلك انسحبت قواتنا من داخل جسم السد حفاظا على سلامته". وقالت "إن كانت الظروف الجوية مساعدة وخططنا جيدا للعمل العسكري فالسيطرة ستكون خلال يومين أو ثلاثة." وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على قاعدة الطبقة الجوية من قبضة الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي بعد أن نفذت إنزالا جويا مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وهي العملية الأولى من نوعها لتلك القوات التي تتقدم صوب مدينة الرقة من الشمال والشرق والغرب. ويحد نهر الفرات المدينة من الجنوب. اسناد أرضي وجوي وقالت فلات "بالنسبة لمساعدة التحالف فهم يقدمون المساعدة الأرضية والجوية أيضا وفي هذه الحملة كانت المساعدة أفضل من المرات السابقة من تقديم أسلحة لم نكن نملكها." وتابعت "هم يقدمون مساعدة أرضية كاستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومضادات للدروع والمدفعية. هم يتمركزون خلف قواتنا الموجودة في الخطوط الأمامية باثنين أو ثلاثة كيلومترات أي أنهم يقدمون دور الإسناد للمقاتلين في الخط الأمامي." وقالت "توجد غرفة عمليات استخباراتية مشتركة بيننا وبين التحالف الدولي نقوم فيها بتبادل المعلومات والتنسيق معا بخصوص عملية تحرير الرقة." وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها ستسلم السيطرة على الرقة لمجلس معظمه من المدنيين العرب متى تسيطر عليها التزاما بالتركيبة السكانية للمدينة. وكانت فلات تدرس الأدب قبل بدء الصراع السوري عام 2011. وكانت دائما تحلم بالانضمام لكلية عسكرية وانضمت لوحدات حماية الشعب بمجرد تشكيلها. وقالت "أنا نذرت نفسي لشعبي. بعد انتهاء الحرب هنا سأقاتل بأي مكان يتطلب وجودي من أجل شعبي."

مشاركة :