أكدت جلسة حوارية، أقيمت ضمن أعمال «القمة العالمية للصناعة والتصنيع»، التي اختتمت دورتها الأولى في أبوظبي، أول من أمس، أن دولة الإمارات حققت، خلال أقل من 50 عاماً من تأسيسها، معجزة حضارية تؤهلها لقيادة ركب الثورة الصناعية الرابعة. محمد عبدالله القرقاوي: - قادة دولة الإمارات قادوا شعبهم إلى نجاح لم يكن بمقدور أحد أن يتخيله. - التحدي الحقيقي يتمثل في توجه بعض الأسواق إلى تبنّي سياسات منغلقة. خلدون خليفة المبارك: - عشنا دائماً في بيئة تنافسية لكننا نتمتع بالقدرة على تحقيق الريادة. - التغير المناخي كان تحدياً عالمياً وتعاملنا معه عبر توليد الطاقة الشمسية. وشدّدت الجلسة التي عقدت بعنوان «الـ50 عاماً المقبلة»، وضمت وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد عبدالله القرقاوي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي، والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة «مبادلة» للتنمية، خلدون خليفة المبارك، على أهمية الانفتاح الاقتصادي، لافتة إلى أن التحدي الحقيقي في الاقتصاد العالمي حالياً يتمثل في توجه بعض الأسواق العالمية إلى تبني سياسات منغلقة وحمائية. وفي وقت أكد فيه القرقاوي أن دولة الإمارات تعمل على إعادة صياغة قطاع التعليم، لضمان أن يحصل الشباب الإماراتي على المهارات التي تؤهله لقيادة المستقبل، قال المبارك إن دولة الإمارات تعتبر مثالاً يحتذى في تنويع الاقتصاد بالنسبة للدول المنتجة للنفط، وعندما يأتي اليوم الذي تنفد فيه الموارد النفطية، أو تتهاوى فيه الأسعار، فإنها ستكون مستعدة تماماً للتعامل مع هذه الآثار بكفاءة واقتدار. معجزة حضارية وتفصيلاً، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، أن دولة الإمارات حققت، خلال أقل من 50 عاماً من تأسيسها، معجزة حضارية، تؤهلها لقيادة ركب الثورة الصناعية الرابعة، وأصبحت مثالاً عالمياً يحتذى، بتركيزها على الارتقاء بالإنسان، وتبني الابتكار واستشراف المستقبل، وتوظيف التقنيات الحديثة في تطوير قطاعات الأعمال المختلفة. وأضاف القرقاوي في جلسة حوارية، عقدت ضمن أعمال القمة العالمية للصناعة والتصنيع في أبوظبي، أن «قادة دولة الإمارات جمعوا بين الإيمان بأهمية الإنسان كمحور للعملية التنموية، وقدرات شعبهم، وإدراكهم العميق للظروف المحيطة، ما مكنهم من قيادة شعبهم إلى نجاح لم يكن بمقدور أحد أن يتخيله»، لافتاً إلى أن ما تحقق منذ عام 1971 يعد معجزة بكل المقاييس، فمن دولة لم تكن بها طرق معبدة في عام 1970، فإنها تمتلك اليوم أكبر أسطول طائرات يحمل مسافري العالم إلى قارات الدنيا كلها. وأكد القرقاوي أن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان صاحب رؤية خلّاقة، وعزيمة حولت التحديات إلى فرص، والرؤية إلى واقع. قيادة ملهمة وتابع القرقاوي أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بنت على نهج الآباء المؤسسين، الذين وضعوا الإنسان وتنميته في قمة أولوياتهم، ما يؤكد على دور القيادة الملهمة كعامل هو الأهم في التقدم والمسيرة التنموية الشاملة. سياسات حمائية محاور رئيسة لقمّة الصناعة والتصنيع عقدت الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة باريس السوربون ــ أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتهدف القمة إلى تشكيل الأفكار والرؤى الجديدة، وتمهيد الطريق للعمل على تمكين القطاع الصناعي من المساهمة في صياغة مستقبل جديد للمجتمعات العالمية، ودمج الأنشطة الصناعية في الأسواق المتقدمة والناشئة، وتكريس المسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه الأجيال المقبلة. وركزت القمة على ستة محاور رئيسة، هي: التكنولوجيا والابتكار، وسلاسل القيمة العالمية، والمهارات والوظائف والتعليم، والاستدامة والبيئة، والبنية التحتية، والمعايير، والمواءمة بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي. وتطرق القرقاوي خلال الجلسة إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية، في ظل انفتاح الأسواق الإقليمية، الذي يفتح بدوره أبواب العديد من الفرص لدولة الإمارات، فقال إن التحدي الحقيقي يتمثل في توجه بعض الأسواق العالمية إلى تبني سياسات منغلقة وحمائية، تؤثر سلباً في الاقتصاد العالمي، مؤكداً على أن دولة الإمارات تشجع الانفتاح الاقتصادي على المستويين الإقليمي والعالمي، لإيمانها بأهمية التجارة الحرة والتعاون الدولي. وأضاف: «نعمل على بناء دولتنا وفق رؤية استشرافية، لتكون في موقع الريادة على المستوى العالمي، وعلى الرغم من أننا دولة فتية، فإننا طموحون للغاية، ونحن واثقون بقدرتنا على تطوير كوادرنا البشرية، وبنيتنا التحتية، وقطاعاتنا الاقتصادية، لأن كل ما نقوم به في دولة الإمارات مرتكز على حبنا الكبير لدولتنا، ورغبتنا في تأسيس تجربة ناجحة في الإقليم يتطلع إليها العالم بأسره». الاستثمار في التعليم وبيّن القرقاوي أن «مئوية الإمارات 2071»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تمثل برنامج عمل الحكومة الشامل في المرحلة المقبلة، والتي تهدف إلى ضمان تنويع الموارد الاقتصادية، والاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي. وأكد في هذا السياق أن دولة الإمارات تعمل على إعادة صياغة قطاع التعليم، لضمان أن يحصل الشباب الإماراتي على المهارات التي تؤهله لقيادة المستقبل، مشدداً على أهمية أن يلبي النظام التعليمي متطلبات الحاضر والمستقبل معاً، ولذلك وجهت القيادة بأن يتم تدريس البرمجة في كل مراحل التعليم في الدولة، حتى يكون كل طالب ينهي دراسته الثانوية مبرمجاً ليستعد لوظائف المستقبل. وقال: «نحن نتبنى منهجاً شمولياً، آخذين في الحسبان أن التكنولوجيا مجال قابل للتغير المستمر». رؤية قيادية من جهته، قال رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي والرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في «شركة مبادلة للتنمية»، خلدون خليفة المبارك، خلال الجلسة: «لقد وفقنا الله بقيادة مكنتنا من تحقيق الإنجازات التي نشهدها اليوم، ولم يكن أحد ليصدق في سبعينات القرن الماضي بأننا سنصل إلى النهضة الحضارية التي نتمتع بها». وأضاف: «يعود الفضل في ذلك إلى قيادتنا ورؤيتها السديدة التي شكلت نبراساً لمسيرتنا منذ تأسيس الدولة، فالموارد الطبيعية لا يمكن الاستفادة منها إلا بقيادة تتمتع برؤية استراتيجية واضحة وطموحة». بيئة تنافسية وتابع المبارك: «عشنا دائماً في بيئة تنافسية، لكننا نتمتع بالقدرة على تحقيق الريادة، ونحن على ثقة تامة بقدراتنا. لقد تعودنا على أن نكون الأفضل، وأن نحقق أهدافنا، وأصبح التفوق من عاداتنا، وسنستمر في مسيرة الإنجاز». وأكد المبارك أن هذه الثقة غير محصورة في مجموعة معينة، بل هي ثقة شاملة، تنبع من القيادة، ويتمتع بها كل إماراتي وإماراتية، مشدداً على مواصلة مسيرة التميز، باعتباره نعمة حبا الله بها الإمارات، ولذلك يجب أن نبني تميزنا على قاعدة صلبة من الاستدامة، والفعالية، وقيادة التحول الاقتصادي نحو تبني التقنيات الحديثة المتطورة. موارد النفط وتعليقاً على إمكانية نفاد الموارد النفطية في المستقبل، قال المبارك: «لقد واجهنا هذا التحدي منذ 30 عاماً، حين قررت حكومتنا بناء اقتصاد متنوع ومستدام. ونحن نلمس النتائج على أرض الواقع اليوم، إذ تعتبر دولة الإمارات مثالاً يحتذى في تنويع الاقتصاد بالنسبة للدول المنتجة للنفط. وعندما يأتي اليوم الذي تنفد فيه مواردنا النفطية، أو تتهاوى فيه أسعارها، سنكون مستعدين تماماً للتعامل مع هذه الآثار بكفاءة واقتدار». وتابع: «مع أن التغير المناخي يشكل تحدياً لجميع دول العالم، فإن دولة الإمارات استطاعت التعامل مع هذا التحدي على أنه فرصة من خلال تجربتها الفريدة في توليد الطاقة الشمسية، فقد بدأنا الاستثمار في هذا المجال من خلال شركة (مصدر)، وفي حين تساءل الكثيرون عن جدوى استثمار دولة منتجة للنفط في مصادر الطاقة المتجددة، كنا السباقين في معرفة التوجه العالمي نحو الاستثمار في المصادر المتجددة، وكنا نرغب في أن نكون في مقدمة الدول التي تتبنى هذا التوجه».
مشاركة :