سوريا - وكالات: دفعت المعارك المستمرة في محيط مدينة الطبقة في شمال سوريا مئات المدنيين إلى النزوح باتجاه مناطق تقدّمت فيها قوات سوريا الديموقراطية ضمن العملية التي تخوضها لطرد تنظيم داعش من الرقة، أبرز معاقله في البلاد. وعلى بعد كيلومترات شمال مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، نقل مراسل فرانس برس في قرية سويدية صغيرة مشاهدته لمئات النازحين يحملون أغراضهم ويصطحبون ماشيتهم بعد فرارهم من تهديدات تنظيم داعش والقذائف التي يطلقها على مناطق تواجدهم. واتجه هؤلاء إلى مناطق أكثر أماناً بعيداً عن المعارك قبل أن يتم نقلهم من قبل قوات سوريا الديموقراطية إلى قرية المحمودلي شمالاً ليتخذوا من إحدى مدارسها ملجأ مؤقتاً لهم. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استمرار المعارك في محيط مدينة الطبقة ترافق مع "عملية نزوح لمئات المواطنين من المدينة وريفها عبر زوارق باتجاه الضفة الشمالية لنهر الفرات" قبل أن يتم نقلهم ونازحين آخرين موجودين أصلاً في المكان إلى مناطق أكثر أمناً". وأثناء انتظار نقلهم إلى المدرسة، عبّر أحمد الإبراهيم من قرية سويدية صغيرة (50 عاماً) عن غضبه وتعبه بعد حوالي عامين من حكم الجهاديين. وقال: "كرهنا حياتنا بسببهم". ويضيف "هربنا من الرصاص والضرب، نفدنا بأرواحنا". وتقدّمت عشرات الدرّاجات النارية على متنها رجال وشبان وأطفال رتلاً من السيارات والشاحنات المحمّلة بالنازحين أثناء نقلهم من قبل قوات سوريا الديموقراطية إلى مدرسة قرية المحمودلي. وتم وضع النساء في الطابق السفلي للمدرسة والرجال في الطابق الثاني بعد التدقيق بأوراقهم الثبوتية وتفتيش أغراضهم. وقال موسى العيسى (70 عاماً) الذي فرّ من قريته سحل الخشب ونصب مع آخرين مخيّماً عشوائياً بالقرب منها "هدّدونا عناصر تنظيم داعش بحرق الخيم إذا لم نرحل، فحملنا حاجياتنا في وسائل النقل التي معنا وتركنا كل شيء آخر وأتينا". وأضاف أثناء تواجده في المدرسة "قطعنا الطريق باعجوبة". وتتواصل المعارك العنيفة في محيط مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات والتي تعد أحد معاقل تنظيم داعش ومقراً لأبرز قادته، وهي تبعد حوالي 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. من جهة أخرى يشهد محيط مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي شمال شرق سوريا معارك عنيفة بين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات كردية وتنظيم داعش وسط أنباء عن قرب فرض حصار كامل على التنظيم بالطبقة. وقالت "قوات سوريا الديموقراطية" إن المعارك تدور على أطراف قرية الصفصافة شرق مدينة الطبقة، وأضافت هذه القوات أن أسلحة ثقيلة استخدمت في المعارك فضلاً عن غطاء جوي وفّرته طائرات التحالف الدولي الداعم لها، وأن ساعات قليلة فقط تفصلها عن السيطرة على قرية الصفصافة.