بالتزامن مع الإنفراج في العلاقات اللبنانية- العربية، وفيما فرض الوضع الميداني في جرود عرسال والإشتباكات شبه اليومية في المنطقة نفسه بنداً ضاغطاً على الوضع اللبناني، تردّدت معلومات مفادها أن الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات مالية جديدة على «حزب الله». وفيما يشهد لبنان نوعاً من الإسترخاء السياسي، بفعل المناخ الإيجابي الذي أشاعه الحضور اللبناني في قمّة عمّان وقراراتها، تسلّل خرق أمني صنعته يد الإرهاب في بلدة عرسال الحدودية (البقاع الشمالي)، أول من أمس، في توقيت ملتبس طرح كثيراً من علامات الإستفهام حول الغايات المبيّتة التي يعدّها الإرهابيون لضرب الإستقرار الداخلي. ما استدعى اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري،برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، توسّع ليضمّ الضباط المعنيين بحركتَي المرفأ والمطار. وبعد الإجتماع الأمني الموسّع، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن «هناك مطالبات دولية بالمزيد من التفتيش والتدقيق، والمزيد من العمل على تحقيق الأمن على مستوى عالٍ. وهذا يتطلب أعتدة وأجهزة». كما أشار إلى أن رئيس الجمهورية أوصى بإعادة النظر في مسألة المعابر البرية، من دون تحديد التفاصيل. نتائج جيدة إلى ذلك، رصدت أوساط سياسية نتائج جيدة للبنان، على صعيد ما انتهت إليه قمّة عمان العربية، وأشارت لـ«البيان» إلى عودة الرئيس عون مرتاحاً لذلك. ولفتت إلى ترابط ذلك مع استكمال محادثات الرئيس سعد الحريري في الرياض. وفيما ترقب هذه الأوساط خطوات خليجية إستثمارية وسياحية في لبنان، من دون إسقاط إمكان استعادة الدعم السعودي للجيش اللبناني والقوى الأمنية، فهي أعربت عن اعتقادها بأنّ اتصالات ستحصل على خطّين: الأول عربي لترجمة القرار العربي بدعم لبنان وتخفيف أعباء النازحين السوريين عليه، والثاني دولي يتولاه الأمين العام للأمم المتحدة، في شأن معالجة إرتفاع عدد النازحين إلى لبنان والأردن وتركيا إلى أكثر من خمسة ملايين نازح. وبعد غياب لعدة أشهر، عادت عمليات التفجير والعبوات المفخّخة تطلّ برأسها مجدّداً من بلدة عرسال الحدودية، ما طرح تساؤلات حول الوضع الأمني على الحدود الشرقية. وفي المعلومات، فإنّ الإنفجار الذي وقع لم يكن مدبّراً ليستهدف الجيش اللبناني، بل هي تصفيات بين السوريين أنفسهم في البلدة. مع الإشارة إلى أن الإنفجار تزامن مع الخطة الأمنية التي بدأها الجيش منذ نحو أسبوع، من دون إعلانٍ عن مكانها وتوقيتها. جولة يستعدّ رئيس الحكومة سعد الحريري، العائد إلى لبنان آتياً من السعودية، لجولة أوروبية تبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وتشمل فرنسا وألمانيا وبروكسل.