كيف تكشف شخصاً مجرماً وخطراً وما هي صفاته؟

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«لا أستطيع أن أصدق أن القاتل هو هذا الشخص نفسه». «بدا وكأنه شخص عادي!» «الجميع في هذا الشارع أحبه كثيرا». «كان دائما مهذبا جدا مع الجميع». تلك العبارات هي مجرد بعض تعليقات التي أدلى بها أصدقاء وجيران عدد من المجرمين مثل جيفري داهمر، تيد باندي، جون واين غاسي، دينيس رادر. والأسباب الكامنة وراء هذه الملاحظات بسيطة. المرضى النفسيون، الذين ينظر إليهم من قبل الكثير من الأطباء النفسيين بأنهم «أفراد المجتمع الأكثر خطورة»، لا تبدو عليهم أعراض الجنون والإجرام. فيتمكنون من الظهور بصورة عادية وطبيعية للجميع من حولهم، وهم أيضا خبراء في كسب ثقة الناس. كشفت دراسة حديثة أن هناك صفات مشتركة بين العقول المدبرة للجريمة، منها أنّ أصحاب هذه العقول غالباً ما يكونون اجتماعيين ومتعلمين. وأظهرت الأبحاث التي أجريت على مدى عامين في جامعة «بورتسموث» البريطانية أن الكثير من المحتالين يملكون سمات شخصية مماثلة. وبيّنت مقابلات مع 15 من المحتالين والمسؤولين الفاسدين يعملون في مجالات مختلفة، أن لهم صفات مشتركة كثيرة، تكشف قدرتهم على الخداع من أجل الحصول على ما يريدون. ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت»، يقول أحد رجال الأعمال الفاسدين واسمه فيل، للباحث: «على سبيل المثال، إذا رأيت صورة جميلة ليخت على المكتب، وكان هذا اليخت يفوق إمكانات صاحب المكتب بكثير، فإنه يرسل إليك إشارة تقول: أنا منهم، تحدث إلي». وقال مدير «المركز الدولي للبحوث في علم النفس الشرعي» في جامعة «بورتسموث»، الدكتور كلير ني، إن «الفاسدين يفكرون بطريقة مختلفة عن تلك التي نفكر بها». ويضيف: «هم يتصرفون وفق أفكار مختلفة خاصة بهم، ولمواجهتهم يمكننا وضع استراتيجيات أفضل للحد من ارتكابهم الجريمة». وتمت مقابلة مجموعة من المجرمين شملت 15 رجلاً قبض عليهم في جرائم مثل الرشوة وسوء السلوك في الوظائف العامة والقيام بعمليات احتيال في شركات خاصة تابعة لهم، وكانت النتيجة أن غالبيتهم من المتعلمين تعليماً متقدماً، وأن معظم أفراد هذه المجموعة هم فوق 40 عاماً. ووفقاً لدراسة جامعة «بورتسموث» كان المحرك الأساسي في معظم الجرائم الحاجة إلى المال والخلافات العائلية، وأن السعي وراء الثروة المادية هو الغاية الأساسية المحركة لهم. وتفيد أبحاث علم الأعصاب بأن أدمغة أنواع معينة من المجرمين تختلف عن تلك الموجودة لدى باقي الناس. وفي حين أن نتائج هذه الأبحاث يمكن أن تحسن فهمنا للسلوك الإجرامي، فهي تثير أيضاً المآزق الأخلاقية حول كيفية استخدام المجتمع هذه المعرفة لمكافحة الجريمة. وأظهرت نتائج مسح الدماغ للمجرمين، مقارنة مع مجموعة من الأفراد لا يعانون أي اضطرابات عقلية، انخفاضا بنسبة 18 في المائة في حجم التلافيف الجبهية للدماغ، وبنسبة نحو 9 في المائة في حجم التلافيف الجبهية المدارية، وهما قسمان في الفص الجبهي للدماغ. وفي دراسة دماغية أخرى، نشرت في سبتمبر (أيلول) 2009، لاحظ الباحثون تشوهات في جزء آخر من الدماغ يسمى اللوزة، لدى المرضى النفسيين، إذ يظهر ترقق في الطبقة الخارجية من تلك المنطقة المسماة القشرة. وأضاف البحث أن «اللوزة هي مقر العاطفة، والمرضى النفسيون يفتقرون إلى المشاعر، وتكون اللوزة لديهم مفتقرة إلى الإحساس بالتعاطف أو الندم أو الشعور بالذنب». وقال عضو فريق البحث، أدريان راين، رئيس قسم علم الجريمة في جامعة «بنسلفانيا»، إنه «بالإضافة إلى الاختلافات في الدماغ لدى الناس الذين ينتهي بهم الأمر إلى ارتكاب جرائم، غالباً ما تظهر لديهم اختلافات سلوكية مقارنة مع بقية الناس».

مشاركة :