كشف الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة (31 مارس/ آذار2017) الخطوط العريضة لخطته بشأن مفاوضات «بريكست»، ورفض طلب لندن القيام بمحادثات موازية لاتفاق الانسحاب من أجل تحديد «العلاقة المستقبلية» بين الجانبين. وقال الاتحاد في مشروع «توجهات المفاوضات» الذي أعده رئيس المجلس الأوروبي، إنه يمكن أن يباشر «محادثات تمهيدية» بشأن «العلاقة المستقبلية» قبل انسحاب بريطانيا بالكامل. لكنه يشترط لذلك تحقيق «تقدم كاف» في اتفاق الخروج، وأن الأمر لن يتعلق سوى بـ «محادثات تمهيدية». ولإزالة الغموض الذي يلف المرحلة بين خروج بريطانيا وتوقيع اتفاق بشأن العلاقة المستقبلية وخصوصاً على الصعيد التجاري، فإن الدول الـ 27 الأعضاء مستعدة لاتخاذ «إجراءات مرحلية»، بحسب الوثيقة. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي ورئيس وزراء بولندا السابق دونالد توسك «أنه الطلاق الأول لي وآمل أن يكون الأخير»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بمبادئ خلال المفاوضات التي يأمل ألا تشهد مواجهات. وقال توسك في مؤتمر صحافي في فاليتا عاصمة مالطا: إن «الاتحاد الأوروبي لم ولن ينتهج سياسة عقابية. فبريكست عقاب بحد ذاته». ويريد الاتحاد الأوروبي التأكيد على وحدته، بينما يواجه انفصال أحد أهم أعضائه في حدث هو الأول من نوعه منذ تأسيس الاتحاد قبل 60 عاماً. وسيتم إرسال توجيهات توسك إلى قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الـ 27، التي يمكن أن تقترح إجراء تعديلات عليه قبل قمة خاصة مقررة في بروكسل للمصادقة عليه في 29 أبريل/ نيسان المقبل. وقال توسك: إن «بدء محادثات موازية بشأن كل المواضيع في الوقت نفسه كما اقترحه البعض في بريطانيا، لن يحصل». وأضاف «فقط عندما نحقق تقدما كافياً بشأن الانسحاب، عندما يمكن التباحث في إطار علاقتنا المستقبلية». ويتصدر مصير نحو 3 ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا ومليون بريطاني في الاتحاد الأوروبي جدول أعمال المسئولين. كما يخيم هاجس «فاتورة الخروج» التي سيتعين على بريطانيا تسديدها والمقدرة بنحو 60 مليار يورو، بالإضافة إلى الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا. ومن المتوقع أن يعطي كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بارنييه الضوء الأخضر لبدء المحادثات مع بريطانيا في 22 مايو/ أيار، بحسب مسئول أوروبي. من جانبه، شدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمسعلى التزام بريطانيا «غير المشروط» إزاء الأمن في أوروبا الذي لن يكون موضوع «مساومة» خلال مفاوضات «بريكست». وتابع جونسون عند وصوله للمشاركة في اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل أن «المملكة المتحدة لديها التزام إزاء الأمن والدفاع في أوروبا». وأضاف أن الالتزام «غير مشروط ولن يكون موضوع مساومة في المفاوضات التي تجرى في مكان آخر من هذه العاصمة»، في إشارة إلى محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن أمس الأول (الخميس) أنها طلبت رسمياً من الحكومة البريطانية إمكان إجراء استفتاء ثان على الاستقلال، بعد يومين من بدء إجراءات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ووجهت زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تؤكد فيها أن «الشعب الاسكتلندي ينبغي أن يكون له الحق في اختيار مستقبله». وتحتاج ستورجن إلى موافقة الحكومة وبرلمان وستمنتسر لإجراء الاستفتاء الثاني. وأضافت في رسالتها من ثلاث صفحات «أقول بحزم إن تفويض البرلمان الاسكتلندي ينبغي احترامه وتنفيذه. لا تتعلق القضية بمعرفة (ما إذا كان ذلك مسموحاً به) بل كيفية» حصول الأمر.
مشاركة :