أندية الدوري الانكليزي الممتاز قلقة من عواقب البريكستاتسعت المخاوف على مستقبل ومكانة البريميرليغ، الدوري الأغلى في عالم كرة القدم، بعد تفعيل إجراءات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وتخشى الأندية من تراجع قدرتها على شراء اللاعبين، إضافة إلى أن معظم اللاعبين الأوروبيين قد لا يحصلون على حق اللعب في بريطانيا.العرب [نُشر في 2017/04/01، العدد: 10589، ص(10)]تحت تهديد فقدان حق اللعب في البريميرليغ لندن – دعا رؤساء أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الحكومة البريطانية إلى إعفاء لاعبي كرة القدم من القيود المتعلقة بالهجرة، التي من المتوقع أن تفرض بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأكدوا أن إتمام إجراءات البريكست ربما يقيّد قدرتهم على التعاقد مع لاعبين أوروبيين مستقبلا وأن أندية الدوري الإنكليزي بحاجة إلى الحماية في مواجهة مثل هذه المواقف الغامضة. ونقلت صحيفة تايمز عن بيتر كوتس رئيس نادي ستوك سيتي قوله بعد اجتماع لرؤساء أندية أغلى دوري في العالم “أنا متشائم إزاء الخروج من الاتحاد الأوروبي. نأمل أن تعثر كرة القدم على سبيل للتغلب على هذه العقبات عند حدوث الأمر في نهاية المطاف، أيا كان موعد الخروج”. وقال ديفيد غولد المالك المشارك لنادي وست هام يونايتد إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تسبب فعلا في تراجع نشاط أندية الدوري الإنكليزي الممتاز في سوق الانتقالات، بعد أن أدى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني إلى ارتفاع أسعار اللاعبين. وأكد ديفيد سوليفان، المالك الآخر للنادي أن العواقب ستكون وخيمة إذا واصل الجنيه الإسترليني هبوطه مقابل اليورو… سيصبح لاعبو الأندية الأوروبية أكثر تكلفة ما يؤثر على قوتنا الشرائية. وانطلقت عملية بريكست الأربعاء الماضي، والتي تستمر لمدة عامين. ومن المقرر أن يتم تعديل لوائح الهجرة بصورة رسمية قبل الموعد النهائي للانفصال بين الطرفين في 29 مارس 2019. ويتحدث كثيرون عن العدد الكبير من اللاعبين والنجوم الأوروبيين الكبار الذين يمكن أن يفقدوا حق العمل واللعب في بريطانيا إذا تم اعتبارهم لاعبين أجانب. كما اتسع الجدل بشأن قدرة الأندية الإنكليزية على شراء لاعبين من العيار الثقيل من الأندية الأوروبية الأخرى، خصوصا في ظل تدهور سعر صرف الجنيه الإسترليني الذي خسر نحو 20 بالمئة من قيمته مقابل اليورو منذ إجراء الاستفتاء وقد يفقد المزيد إذا ما تعسّر مخاض البريكست. وقال سوليفان إن المعاناة بدأت بالفعل “وسنعاني من الخسائر نتيجة الأموال التي ندين بها لأندية اشترينا منها لاعبين في حال تواصل هبوط الجنيه، لكن كل الأندية في المركب ذاته”. وسيكون التأثير متفاوتا، حيث ينخفض تأثير فوارق صرف العملة على الأندية الإنكليزية الغنية مثل مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد، لكنها قد ترخي بظلالها على الأندية المتوسطة. وعلى سبيل المثال فإن اللاعب الذي كان يكلف 10 ملايين جنيه إسترليني قبل الاستفتاء أصبح يكلف نحو 12 مليون جنيه بعد الاستفتاء. ومن المتوقع أن يفقد معظم اللاعبين الأوروبيين حق اللعب في بريطانيا بعد إكمال إجراءات الانفصال عن أوروبا. وسيخضعون حينها للقواعد الصارمة المطبقة على اللاعبين من خارج الاتحاد الاوروبي، مثل وجوب خوضهم نسبة معينة من المباريات الدولية في العامين اللذين يسبقان التوقيع. وتشير التقديرات إلى أن نحو 400 لاعب في أعلى درجتين في الدوري الإنكليزي والأسكتلندي غير مؤهلين للعب في بريطانيا ومن بينهم نجوم كبار لأنهم لم يخوضوا نسبة المباريات الدولية المطلوبة مع منتخباتهم الوطنية. لكن في الوقت نفسه هناك وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان البقاء في السوق الأوروبية الموحدة، الذي يسمح بانتقال اللاعبين بحرية، سيكون نعمة أم نقمة على كرة القدم. ويرى المرحبون بالبريكست أن الخروج من السوق الأوروبية الموحدة يعتبر نعمة لأنه سيمنح المواهب الإنكليزية الشابة فرصة الصعود إلى النجومية والحصول على فرص أكبر لإبراز قدراتها عوضا عن إعارتها إلى الفرق الرديفة من أجل تنمية مواهبها في ظل وجود اللاعب الأوروبي. وسيعزز ذلك مساعي الاتحاد الإنكليزي إلى إيقاف نزيف اللاعبين المحليين في أندية البريميرليغ، وقد أدخل قواعد تشدد إجراءات طلب التأشيرات للاعبين من خارج الاتحاد. ويرى دان لوين من مكتب المحاماة الرياضي كوتشمانز أن الاندية “تحتاج دون شك الى النظر في سياساتها واهدافها في سوق الانتقالات وأن الموقف سيصبح أكثر وضوحا خلال الاعوام المقبلة”. وأضاف “يمكننا أن نتوقع بأن يبذل الدوري الممتاز كل ما في وسعه لتشجيع الحكومة على تقديم أيّ تغييرات ضرورية في قواعد تصاريح العمل، من أجل الحرص على أن لا تتقلص قدرة الأندية البريطانية على التوقيع مع المواهب الأوروبية”. وأظهرت دراسة في سبتمبر الماضي أن ثلثي لاعبي الدوربي الإنكليزي الممتاز القادمين من الاتحاد الأوروبي لا تتوافر فيهم تلك المعايير. ومن بينهم ثلاثي مانشستر يونايتد، الإسباني خوان ماتا والفرنسيان مورغان شنايدرلن وأنتوني مارسيال، وكذلك مدافعا تشلسي الفرنسي كورت زوما والإسباني سيزار اسبيليكويتا. وفي المحصلة ستصبح الأندية الإنكليزية أقل جاذبية للاعبين النجوم من أوروبا، ما سيضعف مكانة الدوري الإنكليزي كأغنى دوري في العالم، ويعرض عقوده التجارية الوفيرة للخطر.
مشاركة :