لقاء مرتقب بين الرئيسين السيسي وترامب في البيت الأبيض

  • 4/1/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يلتقي هذا الأسبوع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب بعد سنوات من الجفاء في العلاقات طبعت علاقة نظام السيسي مع سلف ترامب الديمقراطي باراك أوباما، عقب إطاحة السيسي بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. ويأمل السيسي بإعطاء دفع للعلاقات بين البلدين. بعد أربع سنوات من التوتر مع الولايات المتحدة، يلتقي عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع في البيت الأبيض نظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي لم يتردد في التعبير عن إعجابه بالرئيس المصري. وقطب العقارات الأمريكي لم يخف إعجابه بقائد الجيش المصري السابق الذي أطاح بسلفه الإسلامي محمد مرسي وأطلق حملة قمع دموية ضد أنصاره. ودفعت إطاحة الجيش بمرسي في 2013 بعد عام على فوزه في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر، وما تلاها من حملة قمع ضد الإسلاميين، الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما إلى تعليق المساعدات العسكرية للقاهرة مؤقتا. لكن حين يلتقي السيسي ترامب الاثنين خلال أول زيارة دولة له لواشنطن، فإنه سيقابل رجلا يقدر "مهمته" في محاربة الإسلاميين والجهاديين، خلافا لأوباما الذي كان يبدي قلقه حيال ملف حقوق الإنسان في مصر. وقال السيسي الذي كان قد التقى ترامب في أيلول/سبتمبر قبل الانتخابات الأمريكية، في مقابلة تليفزيونية سابقة "في الواقع الرئيس المنتخب ترامب أبدى تفهما عميقا وكبيرا بخصوص ما يحدث في المنطقة ككل وما يحدث في مصر". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض الجمعة إن ترامب يود أن "يبني على الاتصال القوي الذي أسسه الرئيسان". من جانبه، يتحدث ترامب بحماس عن "الانسجام" مع السيسي. فقد وصف ترامب السيسي في حديث لقناة فوكس نيوز بأنه "رجل رائع. أحكم زمام السلطة على مصر"، مشيرا إلى الفترة التي تلت عزل مرسي وشهدت قتل مئات المتظاهرين الإسلاميين وتوقيف آلاف آخرين. وخلال السنوات الثلاثة الماضية، التقى السيسي بعدد من الوفود من المراكز الفكرية الأمريكية ومجموعات أخرى نقلت رسائل لأمريكا عن أهمية دعمه. وقال عضو في أحد هذه الوفود طلب عدم ذكر اسمه إن السيسي "عرض بحماس وبشكل مقنع لماذا ينبغي على كل الأمم التوقف عن العمل مع الإسلاميين". مصر تحاول فرض نفسها ويعتبر الرئيس المصري أن ترامب أكثر تفهما من سلفه للضرورة مواصلة مكافحة الجهاديين والإسلاميين. وتبدو القاهرة مسرورة من إشارات من إدارة ترامب والكونغرس إلى أنهما يمكن أن يدرسا إمكانية إدراج جماعة الإخوان المسلمين على اللائحة السوداء، وهي خطوة لها منتقدوها في واشنطن. وعنونت صحيفة الأهرام المملوكة للدولة "أمريكا تستعد لمواجهة الإخوان". ويقول مدير قسم شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية إسكندر العمراني "بعيدا عن سعادة السيسي بخلافة ترامب لأوباما وفرصة طي الصفحة، تحاول مصر فرض نفسها كنقطة مركزية لإستراتيجية الولايات المتحدة للشرق الأوسط". ومصر، إحدى دولتين عربيتين تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل، لعبت تاريخيا دورا مركزيا في تحالفات الولايات المتحدة الإقليمية. وهي تحصل على مساعدات عسكرية سنوية تبلغ 1,3 مليار دولار. وتتوسط القاهرة أيضا باستمرار بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال مكتب السيسي إنه سيطرح المسألة مع ترامب، الذي يرى أن حل الدولتين، إسرائيلية وفلسطينية، ليس الحل الوحيد الممكن للنزاع بين الطرفين، في قطيعة مع السياسة الأمريكية السابقة. وقدم السيسي بالفعل بادرة حسن نية على تلك الجبهة في كانون الثاني/يناير الفائت، إذ تراجع عن تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدين المستوطنات الإسرائيلية بعد دعوة من الرئيس المنتخب آنذاك الذي أعلن معارضته له. لكن مجلس الأمن الدولي تبنى هذا القرار الذي يحمل الرقم 2334 في 23 كانون الأول/ديسمبر بتأييد 14 دولة وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت بعدما رفضت، وللمرة الأولى منذ 1979 استخدام حق النقض لمنع صدوره. وقال المسؤول الكبير في البيت الأبيض الجمعة إن "مصر هي إحدى الركائز التقليدية للاستقرار في الشرق الأوسط وهي شريك موثوق فيه للولايات المتحدة منذ عقود". وتأتى زيارة السيسى لواشنطن الاثنين قبل محادثات ترامب مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى الأربعاء، وبعد دعوة مبدئية للرئيس الفلسطينى محمود عباس لزيارة الولايات المتحدة. ويحاول مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات التوصل إلى اتفاق قد يشكل إنجازا كبيرا لرئيس يفخر بكونه مفاوضا بارعا. ورغم أن السيسي قد يكون مرتاحا إلى أن ترامب سيستمع إليه، غير أنه قد يحبط أيضا. ويشير العمراني إلى أن ترامب يركز على مناطق لا تملك فيها مصر سوى نفوذ ضعيف، مثل العراق وسوريا. ومصر جزء من الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنها تواجه صعوبة في معركتها ضد الفرع المصري لهذا التنظيم الجهادي في شبه جزيرة سيناء، حيث قتل مئات من الجنود ورجال الشرطة. ويقول مسؤولون غربيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن مصر مهتمة في الدرجة الأولى بالمعدات العسكرية المتطورة التي تعتقد أن الدول الغربية تمنعها من الحصول عليها. كما تريد القاهرة معدات تقليدية تعتقد واشنطن أنها غير مفيدة للحملة ضد الجهاديين.   فرانس24/ أ ف ب   نشرت في : 01/04/2017

مشاركة :