بيروت - بعد 40 عاما على وفاته لا يزال صوت عبدالحليم حافظ يصدح في بيروت ويعتلي أرفف المكتبات الموسيقية ويشكل حالة رومانسية تعذر على أي فنان آخر سد فراغها. واحتفاء بذكراه نظمت لجنة تكريم رواد الشرق احتفالا رعته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية بالاشتراك مع وزارتي الثقافة في لبنان ومصر وبالتنسيق مع السفارة المصرية في لبنان وبحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم. وقد شارك في الاحتفال الذي أقيم على مسرح الاونيسكو في بيروت ليل الخميس عدد من الفنانين والسياسين اللبنانيين والعرب من محبي عبدالحليم وفي مقدمهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي اعتبر أن إحياء ذكرى فنان بحجم عبدالحليم هو غنى للذاكرة والتاريخ الثقافي الجميل. وأضاف "هذ ليست أمسية فنية فقط.. هذا ليس تعلقا بالثقافة فحسب، بل عودة للالتزام بالعروبة المستنيرة التي تجمعنا مع أشقائنا في العالم العربي". وأشاد السنيورة بمسيرة عبدالحليم وقال "مكانته في حياته ومماته في القلب والضمير والوجدان ما تزال قائمة". وأدى عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب أغاني عبدالحليم على المسرح أمام جمهور احتشد في قاعة الأونيسكو لإحياء الذكرى. وقال الفنان سعد رمضان إنه شعر بخوف شديد أثناء تأديته أغاني حليم لكونه "من الصعوبة وضع أنفسنا في مقارنة مع عملاق فني مثله". وأضاف "أغنية قارئة الفنجان أنقذتني من هذا الحرج والخوف وعندما أديتها أستعدت ثقتي بنفسي". وعلى أنغام أغنية "على قد الشوق" رقصت سيدة غزا الشيب رأسها أمام الجمهور وكانت تعكس حب الناس لحليم وتستعيد ملامح صوته عبر موسقى أغنياته. وتوالت على المسرح أغنيات عبدالحليم بأصوات أحمد عفت من مصر ومحمد الجبالي من تونس، وبمشاركة خاصة لعازف الكمان جهاد عقل والأوركسترا اللبنانية الشرقية بقيادة المايسترو أندريه الحاج. قال وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري إن عبدالحليم مصري لكن فنه جعله ملكاً للوطن العربي كله. وأضاف أن هذا الحفل "أثبت مدى حب اللبنانيين إلى عبدالحليم العندليب الاسمر وفنه الذي ينتمي إلى العصر الذهبي". وقال عازف الكمان جهاد عقل إنه أمضى لحظات صادقة في عزف أنغام حليم حيث أنه يسعد نفسه ويسعد الجمهور في آن واحد. وأضاف "كل فنان يطمح لأن يكرم الفنانيين الكبار والذين تركوا ذكرى خالدة". وأقيم معرض فني تشكيلي على مسرح الاونيسكو شارك فيه 74 فناناً تشيكلياً عرضوا لوحات عن عبدالحليم حافظ وحياته وأفلامه وصوره وأغتياته ومسيرته الفنية. وعبدالحليم حافظ واسمه الأصلي عبدالحليم علي شبانة أحد أشهر فناني مصر وتوفي في 30 مارس/آذار عام 1977 بعد صراع مع المرض عن عمر 48 عاماً في إحدى مستشفيات لندن. وتعاون عبدالحليم مع الملحن محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أن له أغاني شهيرة من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب مثل (أهواك ونبتدي منين الحكاية وفاتت جنبنا). وأكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري محمد حمزة سلسلة من أفضل الأغاني العربية من أبرزها (زي الهوا وسواح وحاول تفتكرني وأي دمعة حزن لا وموعود). وقد غنى للشاعر الكبير نزار قباني أغنية قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.
مشاركة :