اكتشف باحثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، سلالات جديدة من البكتريا موجودة في شبكة الصرف الصحي بجدة، أطلقوا عليها «البكتيريا الخارقة» لمقاومتها المضادات الحيوية، وتسببها في الوفاة، مشيرين إلى أن «البكتيريا» تطورت وكبرت وأصبحت تقاوم المضادات الحيوية، ومع الوقت تزداد قوة مقاومتها. وأوضحوا أن «البكتيريا» التي يتحدثون عنها في «البحث» هي بكتيريا تسبب الالتهاب الرئوي أو التهاب المسالك البولية أو التهاب الكلية أو التهاب المثانة أو أمراض الدم، وعادة هذه الأمراض أن تعالج بالمضادات الحيوية، وإذا لم تأتِ بنتيجة يستعمل مضاد حيوي قوي جداً ويسمونه «الحل الأخير»، إلا أن «البكتيريا الخارقة» قاومت مضاد الحل الأخير بقوة، إذ إن المضاد يفقد جزءاً كبيراً من فاعليته مع بعض الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة طالما أن مصدرها البكتيريا الخارقة، مبينين أنه وبسبب زيارة كثير من السياح والمتسوقين والمعتمرين والحجاج مدينة جدة، فإن «البكتيريا» بدأت تتوسع في الانتشار، إذ رصد الباحثون زيادة عدد المصابين بهذه الأمراض في المنطقة كاملة. وأشاروا إلى أن المشكلة في تصريف مياه المجاري في جدة، لأن ٥٠ في المئة من مياه الصرف الصحي تعالجت وتنقل بشبكات الصرف الصحي، بينما تنقل البقية بصهاريج وتعالج جزئياً ثم تفرغ مرة أخرى إلى بيئة تساعد البكتيريا على التطور. ودرس الباحثون مياه الصرف الصحي بجدة مدة عام. وجدوا فيها أن ١٠ آلاف نسخة من هذه البكتيريا الخارقة توجود في كل متر مكعب من مياه الصرف الصحي بجدة. كما أن البكتيريا هذه قادرة على التنقل عبر الحشرات والديدان من مكان إلى آخر، مشددين على أهمية إصلاح مشكلات الصرف الصحي بجدة، وكذلك مراقبة أنواع البكتيريا والأوبئة فيها.