كتب - عبدالحميد غانم:انتقد عددٌ من المواطنين استنزاف 80 % من وقت الأطباء بالمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية في أعمال إدارية وتسجيل بيانات المرضى. وأكدوا لـ الراية أن تكليف الأطباء بأعمال إدارية يُمثل عبئاً إضافياً على عملهم الأساسي، ويقلل تركيزهم في إجراء التشخيص، وما يتبع ذلك من زيادة الأخطاء الطبية. وأشاروا إلى تصاعد شكاوى الأطباء من تكليفهم بأعمال إدارية خارج اختصاصاتهم، مطالبين بتخصيص مساعدين وممرضات للقيام بتسجيل البيانات والمعلومات واستكمال الإجراءات الإدارية لتفرغ الأطباء لمهامهم الأساسية. وأكدوا أن تسجيل بيانات المرضى وإجراءات مراجعة الأطباء تستغرق مدة طويلة بالمستشفيات وأقسام الطوارئ ما يستنزف طاقة الأطباء ويرهق المرضى نتيجة الانتظار الطويل. وطالبوا بزيادة المراكز الصحية والمستشفيات والكادر الطبي في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، موضحين أن المراكز الحالية ومستشفى حمد قليلة ولا تستطيع مواكبة هذا النمو السكاني السريع. وفي سياق متصل توقع عددٌ من المديرين والإداريين بالمستشفيات تراجع التأخر في إدخال البيانات إلى نصف الوقت الذي يستغرقه الطبيب حالياً في إدخال البيانات مع اكتساب الطبيب أو الممارس الصحي خبرة إدخال البيانات. وأرجعوا التأخير في تسجيل البيانات التي يستغرقها الطبيب خلال فحص المريض إلى أن النظام مازال جديداً وكل الأنظمة الجديدة في أي مجال تتطلب الوقت لحين الوصول إلى درجة الإتقان التي يصل إليها الطبيب بعد فترة من الوقت. د. سيف الحجري:عودة التأمين الصحي تقلل مشاكل الانتظار يشير د. سيف علي الحجري، رئيس اللجنة الوطنية للرياضة والبيئة، إلى أن عودة نظام التأمين الصحي ستساعد في التخفيف عن كاهل المراكز الصحية ومستشفى حمد الذي عليه ضغط كبير بالفعل سواء الطوارئ أو العيادات الخارجية، وبالتالي يجب التوسع في إنشاء مراكز صحية ومستشفيات جديدة وهذا بالفعل هو توجه الدولة خلال الفترة الحالية. وأكد أن ما يقوم الطبيب بتسجيله من بيانات هو الأعراض التي يشكو منها المريض، لكن باقي البيانات مثل الاسم والرقم الطبي والعمر فهي بيانات موجودة على النظام الإلكتروني، لأن في السابق كانت تسجل هذه البيانات في أوراق وكروت توضع في ملف ورقي يسمي الملف الطبي وكانت الأمور تسير بشكل تقليدي ومبسط وكان عدد السكان أيضاً قليلاً وليس كما هو الحال الآن. وقال: الآن تم استبدال الطريقة القديمة بنظام إلكتروني جديد يطلق عليه أيضاً الملف الطبي الإلكتروني للمريض مدون به كل كبيرة وصغيرة عنه فزادت الأعباء قليلاً على الطبيب، والمشكلة الأكبر كما ذكرت هي النمو السكاني السريع وقلة عدد المراكز الصحية والمستشفيات والكادر الطبي، وهذا يؤدي إلى قضاء المرضى فترات انتظار طويلة داخل المراكز والمستشفيات عكس السابق، حيث لم تكن تصل فترة الانتظار إلى ثلث ساعة تشمل التمريض والدخول للطبيب والحصول على الدواء والخروج من المركز أو المستشفى أما الآن فالأمر أحياناً يصل إلى أكثر من ساعتين. ويضيف د. الحجري: بالطبع فترات الانتظار الطويلة تؤدي إلى معاناة المرضى، لكن يجب هنا أن نشير إلى معلومة مهمة عرفتها من خلال ترددي كمريض على المراكز والمستشفيات أن الكمبيوتر الموجود أمام الطبيب هو خاص به وحده فقط وله رقم سري لا يعرفه سواه وعليه معلومات وبيانات لا تتاح للعامة ولا حتى لطاقم التمريض وتتعلق بخصوصيات المرضى وهذا ما يسمى بالملف الطبي الإلكتروني والطبيب هنا يسأل المريض فقط عن مستجدات مرضه لكن كل المعلومات السابقة عن المريض ومرضه والأدوية التي حصل عليها متوفرة أمامه ولا يحتاج لتسجيلها من جديد. ودعا إلى ضرورة التسهيل على المرضى سواء من جانب المراكز الصحية أو مستشفى حمد لأن المريض ذهب للراحة والتداوي وليس من أجل أن يعاني من طول الانتظار. إبراهيم السويدي:الروتين يهدد مراجعي الطوارئ يؤكد إبراهيم السويدي أن الروتين يهدد مراجعي الطوارئ بسبب الانتظار.. فقد ذهبت بابني لطوارئ مستشفى حمد منذ أسبوع، وكان ينزف نتيجة قطع في إصبعه.. وصلت به للمستشفى الساعة الرابعة والنصف، وجاء دوري للدخول للطبيب الساعة السادسة أي بعد ساعة ونصف الساعة، وابني ينزف وقالوا لي في الاستقبال اذهب وخذ رقماً وانتظر دورك كيف وابني إصبعه ينزف وأنا أتيت به لقسم الطوارئ؟. وقال: شيء غريب وعجيب ومثير للدهشة في نفس الوقت أن تذهب للطوارئ فيقولون لك خذ رقماً وانتظر دورك، إذن لماذا يطلق عليها طوارئ، لأنها للأمراض والإصابات الطارئة التي لا تحتمل الانتظار وهل هناك أكثر من إصابة شخص ينزف ؟. وأضاف: كذلك علينا بحث إقامة مراكز صحية جديدة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، لأننا كما ذكرت أمام نمو سكاني يومي بدخول عمال جدد للعمل بالمشروعات الإستراتيجية الكبيرة ومشروعات المونديال. خالد الكعبي: المرضى يعانون من الإجراءات الطويلة يؤكد خالد الكعبي أن المرضى يعانون من الإجراءات الطويلة منذ دخولهم المركز الصحي أو مستشفى حمد وحتى خروجهم والتي تستغرق ما يقرب من ساعتين ونصف الساعة يقضيها المريض في الانتظار تارة للدخول للتمريض وأخرى للدخول للطبيب، وتارة ثالثة للانتظار أمام الصيدلية لصرف الدواء وهذا الكلام أقوله عن تجربة شخصية. ويضيف: بعض المرضى أصبح يكره الذهاب للمراكز الصحية ومستشفى حمد من طول أمد الانتظار والإجراءات الطويلة التي يشهدها ويفضلون الذهاب للعيادات الخاصة على نفقتهم هرباً من الانتظار. وأوضح: أن مسألة الدخول للطبيب أصبحت شاقة للغاية وعندما تدخل له تجده يتحدث معك وعينه في الكمبيوتر ولا ينظر لك ثم يصمت ويظل يسجل في بيانات ومعلومات ثم يفحصك في ثوانٍ ويكتب لك العلاج وهذه مشكلة لأنه يقوم بعمل إداري ليس من صميم عمله كطبيب ويأخذ معظم وقته ووقت المريض وبالتالي هذه الإجراءات الإدارية تضغط على أعصابه وتفقده القدرة على التركيز وتتسبب في أخطاء طبية مثل الخطأ في التشخيص أو كتابة الدواء وهذه كارثة يجب أن ننتبه لها ونفرغ الطبيب لعمله وحسب ونكلف ممرضة أو موظفي الاستقبال بالتسجيل وإدخال المعلومات. وطالب، بإقامة أكثر من مركز صحي في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل الريان والوكرة لتخفيف الضغط عن المراكز ومستشفى حمد والتقليل من أوقات الانتظار. د. عبدالحميد الأنصاري: تسجيل البيانات يعرقل الأطباء ويهدر وقت المرضى يقول د. عبدالحميد الأنصاري: نحن أمام مشكلة ومعاناة حقيقية نعيشها جميعاً عندما نذهب لطوارئ مستشفى حمد، أو المراكز الصحية، وأنا شخصياً مررت بهذه التجربة، تجربة الميكنة الإلكترونية التي من المفترض أن تسهل على المرضى ولا تعقد لهم الأمور بإجراءات إدارية طويلة تبدأ من الحصول على رقم من الاستقبال للدخول إلى غرفة التمريض لقياس الضغط والحرارة وجميع القياسات الحيوية، ثم تحصل على رقم للدخول للطبيب ومع كل رقم تأخذه تنتظر ما بين 20 إلى 25 دقيقة أحياناً وتنتظر مثلها أمام الصيدلية لصرف الدواء، لكن في الطوارئ قد تصل فترة الانتظار إلى أكثر من ساعتين تقضيها بالمركز الصحي أو مستشفى حمد حتى الخروج منهما. ويضيف: للأسف النظام الإلكتروني الجديد الذي حلّ بديلاً للنظام التقليدي القديم الذي لم يكن يستغرق ثلث الساعة من فحص والحصول على الدواء له تأثيراته السلبية على المريض، ولكن أيضاً له إيجابياته صحيح هو جاء للتنظيم والدقة وتحقيق الرقابة ومتطلبات الإدارة الحديثة والرشيدة، لكن سلبياته أيضاً كثيرة، فعندما تدخل للطبيب تجده منهمكاً ومنشغلاً في تسجيل بياناتك على جهاز الكمبيوتر ولا يركز معك في توصيف مرضك والأعراض التي تشكو منها وهذا عمل إداري تقوم به ممرضة مساعدة وليس من اختصاص الطبيب على الإطلاق أن نكبله بعمل إداري يأخذ من وقته ووقت المرضى الكثير والكثير. ويرى د. الأنصاري، أن الحل يكمن في تخصيص ممرضة مساعدة للعمل الإداري أو أن تقوم به موظفة الاستقبال على أن يتفرغ الطبيب لمرضاه ويركز معهم لأننا بهذا الشكل نشغله بإجراءات وعمل إداري يفقده تركيزه ويضغط على أعصابه ونجعله في عجلة من أمره لأنه يعلم أن في الخارج طابوراً ينتظره من المرضى، والطبيب في النهاية بشر قد يخطئ في التشخيص بسبب هذه الضغوط الإدارية. إبراهيم المهندي: تسجيل البيانات يأخذ وقتاً أكثر من التشخيص يقول إبراهيم أحمد المهندي: التشخيص نصف العلاج فكيف لطبيب مشغول بتسجيل بيانات وعمل إداري ليس من اختصاصه ولا يلتفت لمرضاه ليسمع أعراض مرضهم يشخص أعراض مرضهم بشكل دقيق وصحيح دون أخطاء لذلك كثرت الأخطاء الطبية في الفترة الأخيرة. وأضاف: عن تجربة شخصية أتحدث لكم، دخلت إلى الطبيب، مكثت عنده فترة طويلة لتسجيل البيانات والمعلومات وأقل من دقيقتين للفحص وكتابة الدواء ثم خرجت وبالتالي نحن أمام معاناة لابد من وضع حد لها.وطالب بتخصيص ممرضة مساعده تتولى تسجيل البيانات والعمل الإداري حتى يتفرغ الطبيب تماماً لمرضاه، ويحصلون على الوقت الكافي في الفحص أما بهذه الطريقة التي نسير عليها الآن فسوف تستمر المعاناة. خضر السعدي:أخطاء التشخيص.. أهم النتائج يقول خضر أحمد السعدي: المريض عندما يدخل على الطبيب يجده مستغرقاً أمام الكمبيوتر لتسجيل البيانات والقيام بعمل إداري ليس من اختصاصه أصلاً لدرجة أنه لا يلتفت للمريض ويتحدث معه دون تركيز لأن كل تركيزه منصب على تسجيل البيانات والمعلومات الإدارية. وأوضح أن الأطباء اشتكوا من تكليفهم بأعمال إدارية خارج اختصاصاتهم ما يأخذ من وقتهم ووقت المرضى، وتحوّل الطب إلى إجراءات إدارية، ولذلك كثرت الأخطاء الطبية سواء في التشخيص أو في كتابة الدواء لتذهب أحياناً إلى الصيدلي للحصول على الدواء ليكتشف أن الوصفة ليست لك وإنما لمريض آخر وهذا بسبب تقييد الطبيب بالعمل الإداري رغماً عنه فأصبح تحت ضغط ويقل تركيزه مع مرضاه لأنه غير متفرغ لهم بالكامل. وأشار السعدي، إلى أن البطاقة الشخصية بها كل المعلومات المطلوبة وكل مريض له ملف إلكتروني أو ورقي يحمل رقماً مدوناً فيه بياناته ومعلوماته الصحية فلم نكبل الأطباء بعمل إداري من الممكن أن تقوم به موظفة الاستقبال أو ممرضة مساعدة، ويتفرغون هم للمرض بشكل تام وبدلاً من أن يقضي المريض ساعتين أو أكثر في المركز الصحي أو حمد الطبية يقضي ربع أو نصف ساعة على الأكثر كما كان يحدث قبل تطبيق هذا النظام الإلكتروني. مبارك الخالدي:ضرورة زيادة أطباء الطوارئ انتقد مبارك الفياض الخالدي، مدرب تنمية بشرية، النظام الإلكتروني لحجز وتنظيم المواعيد بالمستشفيات والمراكز الصحية وأقسام الطوارئ، لافتاً إلى أن ذلك النظام تسبب في زيادة فترة الانتظار. ويضيف: المسألة لا تقف فقط عن إشغال الأطباء بعمل إداري ليس من صميم عملهم ويضعف من تركيزهم ويأخذ من وقتهم ووقت المرضى، وإنما تجد في طوارئ مستشفى حمد في ظل هذه الزيادة السكانية الكبيرة والضغط اليومي الشديد على الطوارئ تجد طبيباً وممرضتين و3 أو 4 أسرة لتجلس في الانتظار ليس ساعة أو اثنتين وإنما ساعات طويلة !. وطالب بتخصيص ممرضتين في حمد الطبية لتسجيل البيانات والمعلومات الخاصة بالمرضى وتفرغ الأطباء للمرضى وألا نقيّدهم بعمل إداري يضعف من تركيزهم، الأمر الذي قد يتسبب في أخطاء في التشخيص التي كثرت هذه الأيام. ودعا إلى زيادة أطباء الطوارئ وطاقم التمريض وعدد الأسرة لمواجهة حالة التكدس والانتظار الطويل، خاصة أن مرضى الطوارئ من أصحاب الأمراض الطارئة مثل الحوادث الخفيفة والثقيلة وآلام البطن المفاجئة وهذه أمراض لا تحتمل الانتظار. وأشار إلى ضرورة تخصيص طبيب عام لفحص الأمراض البسيطة مثل الصداع أو البرد والأمراض العامة التي لا تحتاج للعرض على أخصائي ومنحهم الدواء ولا ندخلهم للأخصائي لنأخذ من وقته ووقت مرضاه. حسين السادة:مطلوب تفريغ الطبيب لمهامه الأساسية يقول حسين السادة: أعاني من طول الانتظار سواء في مستشفى حمد أو المراكز الصحية، فمثلاً عندما تدخل المركز الصحي تذهب للاستقبال للحصول على رقم للدخول إلى الممرضة لقياس الضغط والحرارة، ثم تأخذ رقماً آخر للدخول للطبيب وفي كل مرة تنتظر على الأقل نصف ساعة لدخول غرفة التمريض، ونصف ساعة أخرى للدخول للطبيب وهذه معاناة للمريض الذي جاء للتداوي والراحة ليجد نفسه في معاناة لا تنتهي مع الانتظار. ويضيف: المشكلة الأكبر عندما تدخل للطبيب للفحص تجده جالساً خلف جهاز الكمبيوتر يسجل بيانات ومعلومات وإجراءات إدارية طويلة، وأنت تصف له أعراض مرضك وهو غير منتبهٍ لك، وعينه في شاشة جهاز الكمبيوتر دون أن يلتفت لك وهذه الإجراءات تأخذ 80 % من وقته ومن وقت المريض بمعنى إذا كان الطبيب يخصص 6 دقائق للمريض تجد منها أكثر من 4 دقائق لتسجيل البيانات والإجراءات الإدارية وأقل من دقيقتين لفحص المريض وهذه مشكلة نعاني منها. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تكون عامل ضغط على الطبيب ولا تجعله منتبهاً وقد يخطئ في التشخيص ومن ثم العلاج وهذه نقطة في غاية الخطورة لابد أن ننتبه لها لأن كثرة الأخطاء الطبية تأتي من هذه النقطة.وطالب بتخصيص مساعد أو ممرضة لمساعد الطبيب لتسجيل البيانات وهذه الإجراءات الإدارية وتفريغ الطبيب لمهامه الأساسية وعدم تقييده بهذا الشكل الغريب والعجيب، خاصة أن أقل وقت يقضيه مريض في أي مركز صحي، أو مستشفى حمد لا يقل عن ساعة ونصف الساعة أو ساعتين بسبب هذه الإجراءات العقيمة التي تتسبب في التكدس والانتظار الطويل للدخول للطبيب.
مشاركة :