لحظة الدخول إلى مجلس الرياضي الشامل علي الوالي في منزله بإمارة رأس الخيمة، لا بد أن تقف مندهشاً لبعض الوقت أمام ذلك «المتحف المصغر»، الذي يحتفظ فيه بتاريخ طويل عريض زاخر بالنجاحات، وهذا ما تكتشفه من النظرة الأولى لأن تلك الشهادات التقديرية والميداليات الملونة، والكؤوس تحكي عن تاريخ يستحق أن يتفاخر به صاحبه، وعلي الوالي، رجل، لا تعرف من أين تبدأ الكتابة عنه وكيف تحاوره، فهو لاعب ومدرب وإداري سابق بنادي الإمارات لسنوات طويلة، وحكم وإداري باتحاد كرة القدم خلال 4 دورات متتالية، وصاحب تاريخ أيضاً في اتحاد الدراجات، الذي عمل فيه أكثر من 15 عاماً، وحالياً يشغل منصب، مستشار الاتحاد، بحكم خبرته الطويلة، فمثله يجب أن يشار لأنه أفضل مستشار. جلسنا معه في حوار اجتر فيه الذكريات وتحدث عن الحاضر، حدثنا عن كل شيء، وعن تاريخه في العمل الرياضي، مؤكداً أن ما يحدث في كرة القدم، فوضى وإهدار للمال، والكثير من التفاصيل التي تتابعونها، عبر تجربة أكثر من نصف قرن اختصرناها في هذه المساحة. هذا تاريخي في البداية تحدث علي الوالي عن متحفه المصغر في منزله، وقال: هذا تاريخي الذي يتحدث ويدافع عني، كل ما قدمته في العمل الرياضي موجود به، وإذا شكك أي شخص في سنوات عطائي فإن هذه الشهادات، وهذا الإرث التاريخي يرد عليه، هذا العمل باختصار يمنحني المصداقية والحق عندما أتحدث في الرياضة. النشاط الرياضي عن بداياته مع الرياضة يقول علي الوالي: كانت البداية في الصغر، وحينها كانت المدارس هي المتنفس الوحيد لممارسة النشاط الرياضي في كرة القدم وألعاب القوى والسلة والكرة الطائرة، ولم تكن هنالك أندية، كان ذلك في منتصف الخمسينيات، في رأيي أن تلك الفترة كانت تقويماً للرياضة في دولة الإمارات، وهي التي مازالت تغذي المجال حتى الآن، جيلاً بعد جيل، بعد ذلك بدأت الأندية تظهر ويتم تكوينها، وكانت الوزارة تلزم اللاعب بتحديد منشطه، لأن المشاركة في نشاطين كانت ممنوعة، أما كرة قدم أو كرة طائرة وهكذا، حتى يجد كل شاب فرصته في ممارسة نشاطه الرياضي الذي يفضله مع ناديه والآن كل الأنشطة متوفرة ومتاحة ولا يوجد إبداع حقيقي. بالنسبة لي بدأت مع نادي الإمارات عام 1965وكان حينها يحمل في أول تأسيس له اسم النادي الثقافي، وبعدها تحول إلى اسم الهلال ثم الأهلي وبعد ذلك عمان ثم القادسية، وبعد أن تم دمج أندية إمارة رأس الخيمة «التعاون والجزيرة والقادسية» أصبح يحمل اسم نادي الإمارات، وخلال كل هذه السنوات كنت لاعباً في الفريق عبر كل مسمياته باستثناء اسم نادي الإمارات، حينها تحولت للتدريب وأصبحت مدرباً للفريق، ومساعداً لمدرب منتخب الإمارات للشباب، وسبق لي الفوز بجائزة أفضل مدرب في الدولة، ثم أصبحت حكماً، لفترة عامين، وبعدها إدارياً بنادي الإمارات، وعضواً في عدد من المجالس ونائباً لرئيس النادي، ثم انتقلت للعمل باتحاد كرة القدم خلال 4 دورات متتالية لمدة 16 عاماً. اتحاد الدراجات بعد كل هذا التاريخ الحافل في كرة القدم، انتقل علي الوالي لخدمة الوطن عبر اتحاد الدراجات، وعن ذلك التحول والانتقال المفاجئ قال: ولجت العمل الإداري في اتحاد الدراجات عضواً عن طريق التعيين بقرار من الشيخ فيصل بن خالد القاسمي، الذي كان حينها وزيراً للشباب والرياضة عام 1995 واستمرت الرحلة حتى عام 2005، حيث وصلت لمنصبي أميناً للصندوق ونائباً للرئيس، بعدها توقفت حتى عام 2012، حيث عدت من جديد للعمل في الاتحاد برئاسة أسامة الشعفار حتى نهاية الدورة، العام الماضي، والآن أيضاً مستمر مع الاتحاد في وظيفة مستشار. ويقول الوالي إنه لم يكن هاوياً للدراجات عندما تم تعيينه في الاتحاد ولكن خبرته الرياضية أهلته للمنصب، وبعد ذلك انسجم مع اللعبة، ويقول: بعد أن عرفت اتحاد الدراجات، تركت كرة القدم نهائياً وشعرت أن الدراجات أفضل لي ووجدت نفسي في هذا الاتحاد. فارق كبير يرى على الوالي أن الفارق كبير بين الرياضة سابقاً وحالياً، وقال: لا توجد علاقة بين الماضي والحاضر، في السابق اللاعب كان يوقع مجاناً لناديه ويلعب بإخلاص، الآن اللاعب يلعب من أجل المادة فقط وبمقابل مالي ضخم دون ولاء لناديه باستثناء البعض، وأضاف: المستوى كان أفضل وكذلك النتائج، الآن المرتبات عالية من دون مستوى ومن دون نتائج، في السابق اللاعب كان يتعامل باحترام مع الإداري، الآن الكثير من اللاعبين لا يتعاملون باحترام مع الإداريين ولا يحترمون حتى أنديتهم، لذلك أنا غير راضٍ عن ما يحدث في كرة القدم حالياً، وأرى ما يحدث مجرد فوضى وإهدار للمال فقط وخسارة كبيرة للدولة التي تدعم هذه الأندية لتصرف أموالها من دون فائدة، كرة القدم تحتاج إلى مراجعة شاملة وتغيير في المفاهيم والسلوك مع ترشيد للمال. تعاقدات انتقد الوالي طريقة التعاقد مع اللاعبين خاصة الأجانب، وقال: نسمع عن أرقام مالية خرافية تدفعها إدارات الأندية للاعبين الأجانب، في السابق كنا نذهب بأنفسنا إلى نيجيريا والبرازيل والعديد من الدول ونتعاقد مع لاعبين بمبالغ مالية بسيطة، أحياناً راتب اللاعب لم يكن يتجاوز ألفي درهم فقط، وفي نفس الوقت اللاعب يكون مميزاً، أما اللاعب المواطن فكان يوقع مجاناً حباً لناديه، التعاقدات الآن ارتجالية ودون تفكير، لذلك لا بد من وقفة وتصحيح هذا الخطأ بدلاً من إضاعة الأموال وعلى الإداريين الاعتماد على أنفسهم في البحث والتنقيب عن النجوم. رأي التكتلات والخلافات أبعدت الكثيرين عن قلعة الصقور انتقد على الوالي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات «الأسبق» ما يحدث في النادي حالياً، ذاكراً أنه في وضع يحسد عليه، وأضاف: صراحة كل إدارات نادي الإمارات في السنوات الأخيرة تفتقد الحكمة، ولم تتواصل مع الإداريين واللاعبين السابقين «يعملون لحالهم» وهذا خطأ كبير، لا بد من التواصل والاستفادة من أصحاب الخبرة خارج منظومة المجلس، حالياً أنا بعيد عن نادي الإمارات ولكن ما يحدث فيه مجرد تخبط أدى إلى عدم استقرار النادي والمعاناة التي يعيشها، وهنالك غياب تام للحكمة في التعامل، أتمنى من الإدارة أن تراجع حساباتها وأسال الله أن يعينها في مهمتها. ونصح علي الوالي إدارة نادي الإمارات الحالية بالتواصل مع أبناء النادي الذين خدموه في سنوات ماضية للاستفادة من خبرتهم، ذاكراً أن العمل الإداري يحتاج إلى المشورة وإلى الاستفادة من أصحاب الخبرة، وقال إن الإدارة الحالية البعض منهم كانوا يلعبون في النادي ولديهم تجاربهم لكن يجب أن يقدموا عملاً أفضل. أضاف الوالي: في السابق كنا نعمل سوياً، أسرة واحدة، الآن أرى أن الكثيرين تركوا النادي وابتعدوا نتيجة الخلافات والتكتلات، وهذا بالتأكيد يضر بالنادي، لذلك فالإدارة الحالية لديها عمل كبير تقوم به في جمع شمل أبناء النادي. تحكيم أخطاء الحكام كانت قليلة لسهولة القوانين قارن علي الوالي، بين التحكيم اليوم وسابقاً، وقال إنه يجد العذر للحكام على الأخطاء التي يرتكبونها في المباريات لكن يعيب عليهم تكرار الأخطاء، وقال: كرة القدم لعبة أخطاء في كل شيء، لكن الحكام يقعون في أخطاء متكررة، وهذه هي مشكلة التحكيم حالياً. وأشار علي الوالي إلى أن أخطاء الحكام سابقاً كانت قليلة لكن الوضع كان مختلفاً، وكذلك القوانين سهلة، وأضاف: كنا ندير المباريات دون ضغوط، التعصب الحالي لم يكن موجوداً، أيضاً إدارة المباريات كانت سهلة، ففي السابق التسلل لم يكن موجوداً ومعظم الأخطاء التي تؤخذ على الحكام الآن في حالات التسلل، أيضاً إعادة الكرة لحارس المرمى أصبحت ممنوعة، وفي السابق كان مسموحاً بها، أيضاً المخالفة في السابق إذا لم يحتسبها الحكم كانت تمر في لحظتها، أما الآن هنالك بث مباشر للمباريات وتكرار للقطات وتعليق، وكلها أشياء جعلت مهمة الحكم أصعب بكثير من السابق، لذلك نجد أن الحكام يتعرضون باستمرار للهجوم العنيف. ذكريات يأخذني الحنين إلى التدريب ذكر علي الوالي أن فترة عمله في عالم تدريب كرة القدم كانت جيدة، مشيراً إلى عمله مع نادي الإمارات وحصوله على جائزة أفضل مدرب في الدولة، وكذلك عمله مساعداً للإنجليزي دون ريفي في تدريب منتخبنا الوطني ومساعداً للإيراني حشمت مهاجراني في تدريب منتخبنا، وقال: «حققت نجاحاً في التدريب، وأنا راضٍ عن ما قدمته في هذا المجال، وفي الكثير من الأوقات، أتمنى لو أنني واصلت التدريب لأنه مهنة جيدة وبها الكثير من العطاء والجهد والتفكير وتضعك أمام تحدٍ مستمر».
مشاركة :