أعاد مهرجان الساحل الشرقي الخامس الحياة إلى تراث استخراج اللؤلؤ كنوع من أهم أنواع الصيد الذي مارسه أهل الخليج وعاشوا عليه كمورد هام اشتهروا به قبل النفط، حيث يحتشد عدد غفير من الزوار على الغواص البحريني تركي الحدي، الذي يعرض بضاعته يوميا قادما بها من مملكة البحرين بعد رحلة غوص هناك ومعه كمية من المحار ثم يبحث في بضاعته عن اللؤلؤ بفلق المحار بطريقة محترفة وسريعة تبهر المشاهد. يقول الغواص الحدي: إن لديه الخبرة الكافية في شكل المحار قبل صيده وذلك من خلال حجم المحار الذي يعطي مؤشرا وتوقعا ما إذا كان يوجد بداخله لؤلؤ قبل فلقه أم لا، وذلك عبر تكوينة المحارة وسمكها، موضحا أن وجود اللؤلؤ في المحار أمر لا يمكن الجزم به قبل فلق المحارة. مراكب الصيد تجذب الزوار (اليوم) ويؤكد أن مهرجان الساحل الشرقي ومنذ خمسة أعوام مضت وهو يعمل على إعادة الكثير من التراث البحري الذي تناساه أهل الخليج بعد اكتشاف الثروة النفطية في المنطقة وتحول الناس عن أهم أنواع مصادر الرزق من الصيد واستخراج اللؤلؤ إلى العمل في الشركات النفطية. وقال: إن الكثير من أهل الخليج نسوا تقاليد استخراج اللؤلؤ الطبيعي من البحر، لكن المهرجانات في المنطقة الشرقية كمهرجان الساحل الشرقي الذي يعتبر أبرز وأكبر المهرجانات من هذا النوع بالإضافة إلى الفعاليات المقامة في بعض دول الخليج في السنوات الأخيرة، بدأت تعيد هذا التقليد إلى أمجاد استخراج اللؤلؤ السالفة، لا سيما أن الخليج العربي يملك أفضل أنواع اللؤلؤ، إذ تتحلى اللآلئ فيه ببريق فريد من نوعه نظرا إلى اختلاط تيارات مياه عذبة ومالحة في المنطقة، حتى مع ازدهار صناعة اللآلئ المستنبتة في اليابان التي أخذت جزءا من تلك الأهمية، إلا أن الاختلافات واضحة في الجودة العالية والبريق المتألق. استعراض للدول المشاركة بأعلامها في مياه الساحل الشرقي ويشرح تركي الحدي طريقة تكون اللؤلؤ الطبيعي الذي لا يتدخل الإنسان في تكوينه وذلك عند ما يدخل جسم غريب في المحارة البحرية بشكل طبيعي، تقوم بإفراز مادة تُغلف هذا الجسم بسبب خوفها منه، ومن أجل حماية نفسها، ومع مرور الزمن الذي يصل قرابة 8 أعوام وأكثر تتكون حبيبات اللؤلؤ، ثم يتم استخراجه من أعماق البحار جاهزا، وهو أغلى أنواع اللؤلؤ بخلاف لؤلؤ المزارع واللؤلؤ الصناعي. الزوار يتدفقون بكثافة على مقر المهرجان يوميا ويشير، إلى أن هناك أماكن معروفة في كل دولة من دول الخليج ينمو بها المحار وتعارف عليها الصيادون، فيما تختلف طرق صيد اللؤلؤ، إذ إن هناك طريقتين لصيد المحار هما الغوص وطريقة المجنا، مبينا أن الغوص يتم من خلاله استخراج المحار من المياه العميقة وفيها يحتاج الغواص إلى نفس طويل قد يمتد إلى نحو ثلاث دقائق تحت الماء، أما طريقة المجنا فتعتبر أسهل كونها تتم بطريقة السير على الأقدام في المناطق الضحلة. مختص في صيد اللؤلؤ يجري عملية لاستخراجهالجناح العماني يتجلى في صناعة السفن وشباك الصيد استطاع المهرجان أن يعيد بعض الصناعات القديمة مثل صناعة السفن وشباك الصيد، من خلال مشاركة سلطنة عمان، ونقل تراثهم البحري بكل تفاصيله. وقال القلاف، أبو محمد البلوشي: إن الوفد العماني ضم 30 شخصا من بين بحارة وحرفيين مختلفين، وأنها المشاركة الثانية لهم في المهرجان. وأوضح أن «القلاف» هي مهنة صانع السفن والقوارب الخشبية قديما والتي تزيد على 40 عاما، وتحمل هذه الحرفة طابعا مميزا يوحي بتراث وثقافة المنطقة، ويشرح البلوشي طريقة صنع السفن والمواد التي تصنع منها وفيها تختلف الأدوات والأغراض اللازمة لصناعتها بحسب الحجم والغرض، وانه من خلال مشاركته في مهرجان يحاول تذكير الأجيال بمهنة آبائهم وأجدادهم حتى لا يطويها النسيان، ويكونوا على ارتباط وثيق بماضيهم العريق. وقال صانع شباك الصيد محمد بن راشد الذي يجسد صناعة الشباك قديما: إن الشباك كانت تصنع من القطن بينما الآن من النايلون، ولم يعد يعمل في هذه المهنة الا القليل من القدماء، وأن الجيل الجديد لا يريد تعلمها لأنها تعتبر شاقة وتحتاج إلى صبر ومهارة ودقة وليس لها عائد مجز، لافتا إلى أن أنواع الشباك تختلف بحسب أحجام الأسماك، وهناك شباك مخصصة لصيد المحار. عمانيون مشاركون في أحد الأركان البحرية (اليوم)30 حرفيا وبحارا ينقلون فنون البحرين لزوار المهرجان استقطبت اللجنة المنظمة لمهرجان الساحل الشرقي هذا العام نخبة من أمهر الحرفيين في مملكة البحرين الشقيقة، وخصصت لهم 6 أركان لمزاولة الحرف اليدوية كصناعة السلال والقراقير والحبال والفخار والزيوت وغيرها، بالإضافة إلى مشاركتهم في العروض البحرية طوال أيام المهرجان. وقال مساعد المشرف على الركن البحريني إبراهيم بن علي: إن مهرجان الساحل الشرقي يعتبر من المهرجانات المميزة على مستوى الخليج، وأبرز ما يميزه مشاركة كافة دول الخليج وكذلك موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وكثافة الجمهور، مشيرا إلى أن زوار المهرجان يستمتعون بشكل يومي بعروض تبرز تقاليد وثقافة شعوب المنطقة، إلى جانب تقديم الأكلات الشعبية والمنتجات التقليدية والمعاصرة. وعن عدد المشاركين قال: تضاعف العدد إذ بلغ هذا العام 30 مشاركا منهم مجموعة حرفيين يتوزعون على محلين للطواشة «بيع اللؤلؤ» ومحل لصناعة الحبال وآخر لصناعة زيت التشحيم الذي يستخدم لطلاء المراكب البحرية، ومحل لعرض القراقير والسلال، وبقالة عذاري، والمجموعة الأخرى تتواجد في البحر «بحارة» وهم أصحاب مهنة وحرفة. دكان العذاري أحد ألوان التراث البحريني (اليوم)
مشاركة :