صعد زعيم الميليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي من اتهاماته وتهديده لشريكه في الانقلاب المخلوع صالح وانصاره ولوح بما سماها الثورة لاستئصال الجناح المناصر للمخلوع وحزبه وبقايا نظامه الساقط. وقال زعيم الميليشيا موجها تهديداته لجناح المخلوع: نحن نعرف متى وكيف نحرك الشعب ودعا الى تنظيف ما سماها الجبهة الداخلية من الخيانة والطابور الخامس على حد قوله في إشارة لشريكه صالح وانصاره. كما دعا زعيم الميليشيا الى الجهوزية التامة لمواجهة هذه الفئة، التي قال انها تخلخل الصف الداخلي وتعمل مع الخارج. ونضح خطاب زعيم الميليشيا بالكثير من الشتائم والتهديدات الجوفاء لشركائه في الانقلاب على الشرعية وتجاوزها لتمتد لكل الأطراف. وحمل الخطاب مضامين طائفية ومذهبية حاول من خلالها التطرق الى جمعة رجب، التي دخل فيها اليمنيون الاسلام لتسويق مفردات طائفية لخدمة ميليشياته وافكارها الهدامة. واعتبر زعيم الميليشيا في خطابه المذهبي ان الحرب في اليمن هي حرب بين مَنْ يقفون ووقفوا ضد علي بن ابي طالب وبين انصار وابناء علي في تأصيل طائفي فاجأ حتى انصاره من غير المنتمين لميليشياته المذهبية. وأثار خطاب زعيم الميليشيا صدمة كبيرة وردود أفعال قوية من جانب انصار حزب المخلوع صالح وحتى من جانب انصار زعيم الميليشيا من التيارات، التي ساندته في بداية انقلابه على الشرعية في اليمن. وامتدادا لردود الأفعال الغاضبة والرافضة للخطاب الطائفي لزعيم ميليشيا الحوثي، كتب القاضي عبدالوهاب قطران، الذي يعتبر من أشد المساندين لزعيم الميليشيا قبل واثناء الانقلاب منشورا على صفحته في منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك قال فيه: «اعتقد انه لم يسبق ان ابتليت اليمن بأحقر من هؤلاء القوم، حتى المستشفيات العامة التى كانت تؤدي الحد الادنى من خدمات التطبيب للفقراء رفعوا رسوم خدماتها اضعافا مضاعفة. حولوها الى ادوات للجباية ومع ذلك لا يدفعون اجور ومرتبات الاطباء والممرضين». وأضاف في منشوره «مستشفى الثورة بصنعاء انموذج يورد باليوم ما لا يقل عن عشرة ملايين ريال، وممرضوه الفقراء بدون مرتبات اضربوا واحتجوا فقمعوهم بوحشية بالحديد والنار، وسجنوا بعضهم ويجبرونهم على العمل كعبيد سخرة مجانية». وقال: «لعنتي عليكم يا احقر وأحط لصوص على وجه الارض». وتابع قطران معلقا على خطاب زعيم الميليشيا الحوثية، كنا ننتظر ان يبشرنا عبدالملك الحوثي بتطهير البلاد من فساد المشرفين ويعلن الطوارئ على المفسدين من جماعته الثورية جدا، ممن اثروا ثراء فاحشا في زمن الحرب بأن يصادر اموالهم لمصلحة الدولة، فجاء يبشرنا بتطهير الدولة من الطابور الخامس المنقطعة مرتباتهم وبات اطفالهم يتضورون جوعا، وختم بقوله «دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى ان تقوم الساعة». بدوره، قال عضو البرلمان وأحد انصار الميليشيا والانقلاب احمد سيف حاشد منتقدا خطاب الحوثي ان التحريض بإمكانية ترك الأمر للمجتمع لإنفاذ الحكم فيما يسمى بالطابور الخامس هو تحريض على القمع غير المسيطر عليه، الذي ربما يؤدي إلى فوضى وفتن ومزيدا من التهديد الخطير للسلم الأهلي في المستقبل. واضاف ان المصطلحات القانونية منضبطة ومعيارية ومحددة، فيما المصطلحات السياسية مثل مصطلح «الطابور الخامس» واستخدامه في سياق تحريضي وغير قانوني ربما يؤدي في المستقبل إلى تصفيات منفلتة بين أعضاء المجتمع وبما يهدد السلم الاجتماعي.
مشاركة :