صممت كريستينا مورغانتي، الراقصة في فرقة «بينا باوش»، عرضها الأخير في مركز فونارو، وهو مقر يستقبل الفنانين الزائرين ومركز ثقافي ومسرح أُسس في ريف مقاطعة توسكانا الإيطالية. هذه الراقصة المنفردة التي ترقص منذ 20 عاماً مع فرقة «تانسثياتر فوبيرتال» تختم في بيستويا إقامة استمرت شهراً، أمضتها في كتابة النصوص وتصميم الرقصات لعرض «أنا وجيسيكا». وتقول وهي تشير إلى الأبنية المرممة حيث كان للنجارين والحطابين مشاغلهم في ما مضى: «هو مكان هادئ ويتم تشجيع الفرد فيه على الصعيد الإنساني، إلا انه مفعم بالحياة إذ فيه دروس مسرح ويمر عبره عدد كبير من الأشخاص من كل الأعمار». الكاتب الفرنسي دانيال بيناك أقام مرتين في فونارو. كريستينا التي حققت كل مسيرتها الفنية في الخارج، «فخورة» بإيجادها مكاناً مماثلاً في إيطاليا، حيث الثقافة تعاني من قلة التمويل ويضطر زملاؤها في الرقص المعاصر «للقيام بثلاثة أعمال لتأمين لقمة العيش». ويشارك مركز فونارو ومسرح ريدجو إيميليا حيث سيقدم العرض الأول لعملها «أنا وجيسيكيا» في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في إنتاج العمل، ويرافقانه في جولة إيطالية، وربما عالمية لاحقاً. ويضم المركز شققاً للفنانين المقيمين وقاعتين إحداهما مسرح يتسع لمئة شخص والثانية مركز توثيق يحفظ أرشيف أندريس نومان منظم المناسبات الثقافية. فمركز فونارو عبارة عن لقاءات بين الفنانين وعائلاتهم (يمكن المركز استقبال 12 شخصاً مقيماً) والأساتذة والمتفرجين و350 طالباً في محترفات المسرح ومختبرات السيرك والكتابة. وفرانشيسكا هي مع لويزا كانتيني ضمن «فرقة الأربعة» التي أسست مركز فونارو العام 2003 والذي انتقل إلى هذا المكان قبل خمس سنوات بمساعدة الفرنسي جان غي ليكا الذي كان لفترة طويلة مصمم السينوغرافيا لدى بيتر بروك والكاتب المسرحي الكولومبي إنريكي فارغاس مؤسس «مسرح الحواس» (في برشلونة وفونارو). وانطلقت المغامرة قبل ذلك في أحد مختبرات المسرح القليلة في بيستويا، فقد التقت فرانشيسكا وليزا، وهما مراهقتان، أنطونيلا كارارا وميريلا كورسو، وكانتا بالغتين، فضلاً عن إدريس نومان الذي شجعهم على إقامة مكان «حاضن للمشاريع». وساهم مركز فونارو كما تقول، في إحياء بيستويا «المدينة الجميلة العائدة إلى القرون الوسطى والتي تتجاهلها المسارات السياحية» والتي عرفت «انطلاقة جديدة مع فتح متاجر ومطاعم فيها». أما السؤال الوحيد، فيبقى حول مستقبل فونارو، لأن «النشاطات تمول النشاطات» في الوقت الراهن وأجور نحو ستة أشخاص لهم عمل دائم من دون الإقامات. ولا يمكن توفير كل الأموال الضرورية إلا بفضل أنطونيلا رئيسة المركز «التي حصلت على ميراث كبير من عائلتها التي تعمل في مجال صناعة الورق». منوعات
مشاركة :