«أطباء بلا حدود»: النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية في حماة

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» النظام السوري وحلفاءه باستخدام الأسلحة الكيميائية في قصفهم ريف محافظة حماة. وشرحت المنظمة أن النظام «استهدف بهذه الأسلحة مستشفى اللطامنة، مما أسفر عن مقتل شخصين داخله؛ أحدهما طبيب جرّاح، وإصابة العشرات بحالات اختناق وحروق وعوارض خطيرة». ومن جانب آخر، بينما أعلن «جيش النصر» أحد أبرز التشكيلات العسكرية المعارضة، أن «معركة حماة مستمرّة، وأن انسحاب الثوار من بعض المواقع لا يعني هزيمتهم»، كشفت معلومات عن أن 17 فصيلاً عسكرياً «اتفقوا على تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة لقتال النظام في حماة وحلب والساحل السوري». منظمة «أطباء بلا حدود» أفادت أمس بأن لديها معلومات عن استخدام أسلحة كيميائية في ريف حماة، عندما جرى استهداف مستشفى تدعمه في مدينة اللطامنة من قبل الطائرات الحربية التابعة للأسد وحلفائه الروس. وأوضحت المنظمة الدولية في بيان أنه «نحو الساعة السادسة بعد ظهر يوم 25 مارس (آذار)، استهدف مستشفى اللطامنة في شمال حماة، عبر تعرضه لقنبلة ألقيت من طائرة مروحية وضربت مدخل المبنى». ولقد استندت المنظمة في تقريرها إلى معلومات جمعها موظفو المستشفى أثبتت استعمال أسلحة كيميائية، وقالت: «أبلغ المرضى والطواقم بعد الهجوم مباشرة، عن معاناتهم من عوارض تنفسية خطيرة وحروق في الأغشية المخاطية، وهي عوارض شائعة عند وقوع هجوم تستعمل خلاله الأسلحة الكيميائية». وتابعت أن «شخصين توفيا إثر الهجوم، من بينهما الدكتور درويش، وهو جراح العظام في المستشفى، وتمت إحالة 13 شخصاً للعلاج في مرافق أخرى». وبنتيجة هذا الهجوم، بقي مستشفى اللطامنة خارج الخدمة لمدة 3 أيام، ومن بعدها أعيد افتتاح غرفة الطوارئ. وللعلم، فإن هذا المستشفى يقع على بعد بضعة كيلومترات من خط الجبهة، وهو يوفّر الرعاية الطبية لنحو 8 آلاف شخص. وقبل وقوع الهجوم، كانت فيه غرفة طوارئ وقسم للمرضى الداخليين ويوفّر الجراحة العامة وجراحة العظام. من جهة ثانية، علّق ماسيميليانو ريباودينغو، رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» في شمال سوريا، على ما حدث قائلاً إن «فقدان الدكتور درويش يُبقي السكان البالغ عددهم نحو 120 ألف شخص مع جراحَي عظام فقط». وأردف: «رغم أن القانون الدولي الإنساني يمنع قصف المستشفيات، فإنه للأسف، لا تزال هذه الممارسات شائعة في سوريا وتتأثر الخدمات الصحية بشدة بهذه الهجمات المتكررة». ويذكر أن منظمة «أطباء بلا حدود» تلقت خلال العام الماضي، تقارير عن وقوع ما لا يقل عن 71 هجوماً على 32 مرفقاً صحياً مختلفاً، إمّا تديره المنظمة في سوريا أو تدعمه. وفي 22 فبراير (شباط)، تعرض مرفق آخر تدعمه المنظمة في محافظة إدلب لقصف بالصواريخ، مما أدّى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 33 آخرين. ميدانياً، في هذه الأثناء، تواصلت المعارك وعمليات الكّر والفرّ بين قوات النظام وفصائل المعارضة على طول جبهات القتال في ريف محافظة حماة الشمالي، وذلك بالتزامن مع عشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية والسورية على مناطق سيطرة المعارضة ونقاط الاشتباكات. وتعليقاً على مجريات القتال، صرح الناطق العسكري باسم «جيش النصر» الملازم أول إياد الحمصي، بأن «معركة حماة مستمرّة، وانسحاب الثوار من بعض المواقع لا يعني هزيمتهم». ورأى أنه «عندما عجزت عصابات الإجرام عن مقارعتنا في الساحات، لجأت إلى السلاح الكيميائي». ‏وأضاف الحمصي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «من يشاهد عدد قتلاهم (النظام والميليشيات الموالية له) ومدرعاتهم المشتعلة، يعلم يقيناً أن النصر حليفنا، ويكفي أننا أثبتنا للعالم بعد 6 سنوات من القتل والتدمير والتشريد أن ثورتنا مستمرة». واستطرد: «كما أننا كشفنا زيف الأمم المتحدة، بمجرد استخدام الطاغية (بشار الأسد) الأسلحة الكيميائية وقتل الآلاف بالأسلحة المحرمة دولياً بما فيها الكوادر الطبية». بدوره، أعلن أبو يزن النعيمي، مدير مركز حماة الإعلامي، أن «التقدم الذي حققه النظام خلال اليومين الماضيين، ناتج عن الانسحاب الاضطراري للثوار بسبب استخدام الغازات السامة». ولفت النعيمي إلى أن «النظام والإيرانيين يمارسون التعتيم الإعلامي على خسائرهم الكبيرة جداً»، متابعاً أن هذه المعركة «كبّدت العدو مئات القتلى من الميليشيات الإيرانية، وتدمير 30 دبابة وناقلات جند ومدافع». وفي تطوّر جديد، أعلنت فصائل مسلّحة تنتشر قواتها في مناطق الساحل ومحافظات حلب وحماة وإدلب، أنها اتفقت على تشكيل غرفة عمليات عسكرية شاملة تكون مهمتها قتال النظام السوري وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. ونقل موقع «الدرر الشامية» المعارض، عن مصدر وصفه بالـ«موثوق» قوله، إن فصائل «الجبهة الشامية» و«فيلق الشام» و«جيش المجاهدين» و«الفوج الأول» وتجمع «فاستقم» و«الفرقة الوسطى» والفرقة الساحلية الأولى والثانية و«جيش العزة» و«جيش النصر» و«جيش إدلب» و«لواء الحرية» من أبرز الفصائل التي ستكون ضِمن الغرفة. وأضاف المصدر أن الغرفة «سيترأسها العقيد فضل الله ناجي، أحد ضباط (فيلق الشام)». وستتولى مهمة دعم وتذخير الفصائل في المعارك، مؤكداً أن «اجتماعات جمعت قادة الفصائل على مدى شهر ونصف الشهر، تم الاتفاق فيها على كامل التفاصيل (فضل عدم ذِكرها) إلا أنه يبقى اجتماع أخير، سيعقد بعد أيام لعرض هيكلة الغرفة وإقرارها ليتم بعدها الإعلان عنها بشكل رسمي».

مشاركة :