مباراة فرنسا وأسبانيا خضعت لسطوة التكنولوجيا التي تهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة مع قرارات الحكام وإلى التدليل على أن العدالة في كرة القدم لم تعد تعتمد على ما يقرره.العرب [نُشر في 2017/04/02، العدد: 10590، ص(18)]كرة القدم في قبضة التكنولوجيا مدريد – شهدت مباراة الثلاثاء الماضي بين فرنسا وإسبانيا حضورا طاغيا ومفاجئا للتكنولوجيا عندما تدخلت مرتين لتصحيح قرار الحكام، مما يجعل من ذلك اللقاء علامة فارقة في تاريخ تطور هذه الرياضة واعتمادها على التكنولوجيا بشكل ملموس. فقد حانت اللحظة المناسبة لاستخدام تقنية المقاطع المصورة “فيديو” في كرة القدم، إذ بدأت الأدوات التكنولوجية المختلفة منذ سنوات في التسلل تدريجيا إلى اللعبة الشعبية الأولى في العالم. وغيّر الاعتماد على الفيديو نتيجة المباراة الوديّة بين فرنسا وإسبانيا في باريس بشكل جذري، فيما تسببت بعض المقاطع المصورة عبر كاميرات التلفزيون على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي في ابتعاد ليونيل ميسي عن المنتخب الأرجنتيني خلال المرحلة الحاسمة من عمر تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018. وشهدت المباراة قرارين خضعا لسطوة التكنولوجيا وأدواتها الجديدة المختلفة التي تهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة مع قرارات الحكام وإلى التدليل على أن العدالة في كرة القدم لم تعد تعتمد على ما يقرره حكم الساحة وحده داخل الملعب. وطلت علينا التكنولوجيا بوجهها المميز في بطولات كبرى في الماضي مثل مونديال البرازيل 2014 عندما تم إدراج تكنولوجيا خط المرمى لتحديد الأهداف الصحيحة وإلغاء الأهداف الخاطئة. وكانت للعقوبات التي يتم تسليطها بالاستعانة بكاميرات البث التلفزيوني سوابق شهيرة مثل واقعة “عض” لويس سواريز لمدافع المنتخب الإيطالي في مونديال البرازيل، بالإضافة إلى أنها أصبحت وسيلة اعتيادية في مسابقة الدوري الإنكليزي. بيد أن تقنية الفيديو التي وافق عليها مجلس اتحاد الكرة الدولي “إيفاب” في مارس الماضي في كارديف بدأت تتخذ خطوات أبعد رغم مخاوف بعض المتحفظين الذين يرون أن طبيعة لعبة كرة القدم تتأثر وتتغير جراء اللجوء إلى مثل هذه التقنيات. وبعد أن تعرضت لانتقادات واسعة خلال بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة شهدت الاستعانة بتقنية الفيديو تطورا ملموسا خلال مباراة المنتخبين الفرنسي والإسباني. وقال الألماني فيليكس زفاير حكم مباراة فرنسا وإسبانيا “لقد كانت تجربة إيجابية، وبفضل تقنية الفيديو تمكّنا من الحكم على جميع الحالات بشكل صحيح”. وأضاف “التعاون مع تقنية الفيديو كان مثمرا وسريعا واحترافيا للغاية، عندما كنت أشير إلى اللاعبين بالأخطاء كنت أتواصل في نفس الوقت مع الحكم المسؤول عن تقنية الفيديو، لقد تقبلوا الموقف باحترام”. وكان لتقنية الفيديو تدخل حاسم في المباراة التي فازت بها إسبانيا 2/صفر، حيث أن المباراة كانت لتنتهي بالتعادل الإيجابي 1/1 لولا تدخل الحكم المسؤول عن تقنية الفيديو توبياس ستيلر الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا. ولجأ زفاير إلى المقاطع المصورة لاحتساب هدف لصالح اللاعب الإسباني جيرارد ديولوفيو كان قد ألغي بداعي التسلل. وبالإضافة إلى ذلك ألغى الحكم الألماني هدفا لصالح المنتخب الفرنسي أحرزه المهاجم أنطوان جريزمان بعد اللجوء مرة أخرى لتقنية الفيديو التي أكدت تسلل لاعب أتلتيكو مدريد. واستغرق تصحيح القرارين المثيرين للجدل في المباراة من خلال تقنية الفيديو 25 و20 ثانية على الترتيب.
مشاركة :