العلاقة بين فينجر وجوارديولا.. هل هما متشابهان

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في عديد من المرات سواء كان مدربا لبرشلونة أو بايرن ميونيخ أو حتى مع مانشستر سيتي أبدى جوسيب جوارديولا إعجابه بأرسين فينجر مدرب أرسنال وعمله، لم يكن له سوى الاحترام والتقدير. كلاهما يحب الأخر، العديد قد يراهما متشابهان بشكل أو بأخر، سواء في طريقة اللعب أو التفكير مع بعض الاختلافات بالطبع، نظرا لأن لكل مدرب طريقة. إن نظرنا عن قرب لهدف كل مدرب فسنجدهما يتحدثان دوما عن تقديم كرة ممتعة، لكن بالطبع تختلف الطرق، إذا هل بيب وفينجر متشابهان؟ لنجيب عن هذا السؤال سويا. بالنسبة لبيب جوارديولا، وبدايته في برشلونة وطريقته في الهجوم ضد المنافس فلا يوجد أفضل من تيري هنري نجم أرسنال والبلوجرانا السابق لشرح ذلك الأمر. كتب هنري ذات مرة لصحيفة "صن" البريطانية :"جوارديولا أراد مني ومن ميسي أن نظل على الأطراف، لكي نفتح مساحات في العمق، لعبنا بمحور ارتكاز وحيد واثنين كرقم 10 هما شابي وإنيستا، مع صامويل إيتو في الأمام". وأضاف "إن خرجنا أنا وميسي عن الأطراف فبيب كان يرى أننا كنا نزحم المنطقة أمام الثنائي شابي وإنيستا". بالنسبة لفينجر فكتب :"فينجر يثق دوما في الخطة A، يثق في اختياراته، لا أتذكره قام باستبدال أي لاعب بعد 45 دقيقة لأسباب تكتيكية، حتى وإن ساءت الأمور كليا، فسيفكر كما لو أنه ترك الفريق هكذا سيجل من تلقاء نفسه". وأضاف "فينجر يمنح لاعبيه الحرية ليعبروا عن أنفسهم، إنه مدرب يثق كثيرا بخطته التي يضعها قبل المباراة، يمنحنا التعليمات قبل بدء المباراة، احذر من هذا، اعترض تلك التحركات، ويثب بأن تلك إجابة لما يحدث بعد ذلك". بالنظر للمدربين عن قرب، فكلاهما ليس متشابه لا من قريب أو بعيد، جوارديولا كان في فترته مع برشلونة أو بايرن ميونيخ أو حتى مانشستر سيتي يغير خطته حسب القدرات ونوعية اللاعبين، ثم يطوع فلسفته لخدمة ما يتواجد معه، ويجري تبديلات تكتيكية كيفما شاء في أي وقت، يايا توريه لعب قلب دفاع في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد. على الجانب الأخر فالمدرب الفرنسي أكثر من مجرد عنيد، إنه يثق ثقة عمياء في خطته وتشكيلته، يضع خطة ويعتمد على أن يسير خصمه وفقا لفكرته وفي الأمر بعض الخيال، لكن الإسباني واقعي للغاية. ما يدل أكثر على تمسك فينجر بخطته وأفكاره هو أنه لا يغير تكتيكه خلال المباراة أيا كانت النتيجة، رأينا ذلك في مباريات عدة، ولازال في عديد من المناسبات يجري تبديلاته مع اقتراب الدقائق من الـ70 في المباراة. قال هنري ذات مرة :"بيب مدرب يعرف كيف يغير تشكيلاته طيلة الوقت، ربما في المباراة الواحدة، أتذكر ضد ريال مدريد مرة، قام بيب بجعل ميسي يلعب كرقم 9 خاطئ، وجعلني وإيتو على الأطراف، وطلب منا أن نجري ضد الرباعي الخلفي، ونجعلهم يتراجعون أمام مرماهم". وأضاف "ميسي أيضا عاد للخلف ليزداد العدد في خط الوسط وتغلبنا على ريال مدريد، وفزنا بنتيجة 6-2، وذلك يظهر مرونة بيب". الشخصيات أيضا مختلفة كليا، أرسين فينجر شخص هادئ للغاية خاصة قبل المباراة وبين شوطيها، نجده لا يصرخ كثيرا أو يشير بالعديد من الإشارات العصبية. بيب يتعامل مع لاعبيه بطريقة جيدة خاصة في الأوقات الصعبة، لكن إن كان الفريق متقدم بنتيجة كبيرة وحاول بعض اللاعبين الاستعراض فإنه يرفض ذلك بشدة ويرفض الاستهانة بالخصم. جوارديولا يرغب في لعب مباراة ممتازة من كافة الجوانب، وأحيانا يبدو عصبيا حينما لا يتحقق مراده، وأيضا يهتم بأدق التفاصيل. نتذكر ما حدث حينما تعادل بايرن ميونيخ سلبيا مع بوروسيا دورتموند وجرى جوارديولا في الملعب إلى جوشوا كيميتش ليتحدث إليه فقط. صرح جوسيب جوارديولا في وقت سابق :"أنا شخص واقعي للغاية، انظروا إلى ماضي، وأنا في مانشستر سيتي لأنني فزت وأريد الفوز". وأضاف "لقد تواجد أرسين فينجر في إنجلترا هنا لفترة طويلة، وما يحدث لنادي مثل أرسنال هو لأنه يقوم بعمل جيد للغاية". وتابع "أحترم مسيرته كثيرا، وقلتها كثيرا إنني معجب بطريقته التي حاول لعب الكرة الممتعة، وخاصة نوعية اللاعبين الذين يفضل شراؤهم". وأتم "فينجر قائد أرسنال، وأنا القائد العام لمانشستر سيتي، أشاهد المسلسلات عبر شبكة (نت فليكس) وأعرف جيدا تلك الألقاب والفارق بينها، وأستخدمها كثيرا لكي أحدد الفارق". على الجانب الأخر قال أرسين فينجر :"الفارق بيني وبين جوارديولا؟ لقد بدأ مع برشلونة وبدأت مع أكاديمية، الأمر ليس متشابها إطلاقا، يجب أن أقول إنه قام بعمل رائع للغاية، وهو أحد أكثر المدربين المحترمين في اللعبة، إن لم يكن أكثرهم أيضا". ما قد يربط المدربان حقا هو إيمانهما القوي بفلسفتيهما، لكن دون ذلك كلاهما مختلف للغاية وإن كانا يلعبان الكرة الهجومية فهذا لا يعني أنهما متطابقان، كل منهما عاش ظروفا مختلفا، وتذوق النجاح ومرارة الفشل بطرق مختلفة.

مشاركة :