اليوم العالمي لكتب الأطفال يخلِّد ذكرى هانس أندرسن

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عبير حسين تتهادى لنا ذاكرة اليوم من بين الحكايات الخرافية التي ملأت العالم بمغامرات عن فتية أذكياء، وأحذية زجاجية، وأمراء عادلين، وعمالقة طيبين، وممالك بعيدة، وجزر نائية، وشعوب غريبة، وغيرها الكثير من القصص المشحونة بالكلمات، والذكاء، والصور، والشخصيات الاستثنائية التي دعت ملايين الصغار حول العالم للضحك، والدهشة، ومنحتهم خبرات، وأكسبتهم خيالات كانت تزداد كل مرة تخبرهم فيها الجدات بأنه كان يا مكان. لنصل إلى يومنا هذا الذي يحتفي فيه عالمنا باليوم العالمي لكتب الأطفال الذي بدأ منذ العام 1967، ويرعاه المجلس الدولي لكتب الشباب IBBY وهو منظمة غير ربحية تمثل شبكة دولية من اشخاص حول العالم مهتمين بدعم كتب الأطفال. وتشتمل الاحتفالات في جميع انحاء العالم على لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، أو الإعلان عن جوائز كتابة خصصت للطفل.اختير 2 ابريل من كل عام احتفالاً عالمياً بكتب الأطفال احتفاء بيوم ميلاد الأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن ( ولد بالعام 1805 ورحل في 1875 ) وكان من أفضل الكتاب البارزين على مستوى العالم في كتابة الحكايات الخرافية التي ما زالت تحكى حتى يومنا هذا ومن أشهرها بائعة الكبريت وجندي الصفيح وملكة الثلج والحورية الصغيرة وعقلة الإصبع وفرخ البط القبيح.كتب أندرسن في مختلف حقول الأدب كالرواية، والنص المسرحي، والشعر غير أن موهبته تجلت بشكل لافت في مجال الحكايات الخرافية التي برع في كتابتها ليحتل مكانة بارزة فيها، فحكاياته تأخذ من ناحية الشكل قالب الحكاية الشعبية، وبعضها ينطلق من القصص الخرافية التي سمعها عندما كان صغيراً، كما أن حكاياته، رغم بساطتها، تحمل مستويات عدة في بنائها. نقلت حكاياته إلى أكثر من 150 لغة، واستوحي منها مئات الأفلام والمسرحيات، وعروض الباليه، والرسوم المتحركة.عانى أندرسن من طفولة فقيرة اذ عمل والده صانعاً للأحذية، ووالدته في تنظيف الملابس لدى منازل الأغنياء، لكنه تعلق بالفنون منذ صغره، فأقام في ركن من الغرفة الوحيدة لأسرته مسرحا للدمى، وراح يمضي وقته في محاكاة دماه وتحريكها متخذا منها شخصيات لمسرحه الخيالي الصغير، وكان يتابع بشغف عروض مسرحيات شكسبير التي كانت تقام على المسرح الملكي في كوبنهاغن. وازداد شغفه واهتمامه بالحكايات الشعبية والخرافات مع إصغائه إلى القصص التي كان يسمعها من والدته التي استطاعت بأسلوبها الشفاهي البسيط الهام خياله، وتزويده برصيد هائل من الحكايات التراثية القديمة. لم يكن طريق الشهرة ممهداً لهذا الفتى الموهوب، بل لاقى الكثير من الصعوبات والعقبات، وحين سئل أندرسن، ذات مرة، عن سيرة حياته، أجاب: «اقرؤوا حكاية فرخ البط القبيح»، وهي تتحدث عن قصة النجاح التي لا تتحقق إلا بعد مشقة ومعاناة.يقول هانس كريستيان أندرسن عند توضيحه لقصصه «حكاياتي الخرافية للكبار كما هي للصغار، فالأطفال يفهمون السطحي منها، بينما الناضجون يتعرفون على مقاصدها ويدركون اهدافها». بهذا المعنى فإن أندرسن كان يكتب لذلك الطفل الموجود في أعماق كل منا، ومن يقرأ «قصص وحكايات خرافية»، وهي مختارات تضم ثلاثاً وعشرين قصة وحكاية، يكتشف ان أندرسن يخاطب مشاعر وأحاسيس الجميع رغم كونه يضع القصة في قالب من التشويق والإثارة بشكل متعمد لأنها موجهة للأطفال، لكنها قصص، وكما جاء في المقدمة، تدور حول شخصياتنا جميعا بجوانبها المضيئة والمظلمة، فهي تتناول الطبيعة البشرية بكل ما تحمل من نفاق ونبل، من خير وشر، وهي من زاوية أوسع، تنتقد بعض الأخلاقيات السلبية التي تسود في مجتمعات مختلفة في مراحل تاريخية معينة كالطمع، والتسلط، والاستغلال، كما تحتفي بتلك القيم الأخلاقية النبيلة كالشجاعة، والعدل، والوفاء.

مشاركة :