طراد لو كانت (الكتابة) شعلة ضوء.. من أوقدها في داخلك؟ - أظنك تقصد من أحياها، وأقول غازي القصيبي، رحمه الله، والأستاذ عبد الرحمن الراشد، رئيس تحرير الشرق الأوسط سابقاً. قبل رحيله قال غازي القصيبي عنك: طراد العمري، (غفر الله لنا وله)، يستغل علاقة الصداقة «فيمون» على العبد الضعيف، كاتب هذه السطور، بين الحين والآخر بوخزات تتبعها لمسات، ومداعبات تتلوها مشاغبات، وبدهيات تلتبس بالمغالطات، أنت ماذا تقول عن غازي القصيبي (غفرالله لنا وله) بعد رحيله؟ - أقول أولاً، رحمه الله رحمة الأبرار، وثانياً، لقد ظلمناه وافترينا عليه وما قدرناه حق قدره، وأتساءل ثالثاً، هل نكرر أخطاءنا مع ألف قصيبي بيننا الآن؟ في مقالك الشهير (وردة حمراء وبعير) قلت للقارئ أنصحك نصيحة، إذا عدت إلى المنزل قبِّل يد صاحبتك (زوجتك) ورأسها وأسمعها أغنية فيروز «حبيتك بالصيف»، وامنحها وردة حمراء، وأنشد لها من أشعار نزار قباني. وتساءل أحدهم من أين اكتسب هذا (البدوي) هذه (الرقة، واللطافة) تعليقك؟ - إذا المقصود بالبدوي، أنا، فلست كذلك، فأنا قروي من أصل قبلي، لكنني متمدن ومنفتح، وإنسان بطبعي وتطبعي. طيب لماذا كان عنوان أحد مقالاتك (اخرجوا المرأة من جزيرة العرب!)؟ - لأنه عنوان مستقر في الأذهان ومستفز بعض الأحيان لعقل الرجل/ المذكر الذي غلب عليه الجفاء والجفاف والتصحر من حيث يدري أو لا يدري. سؤال بلا رتوش كيف يمكن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة؟ - بإدراك أنها كائن وإنسان له ما لنا وعليه ما علينا. « قل لي كيف تتعامل مع المرأة أقل لك من أنت». في مقالك (المهايط الديني)قلت في ثنايا المقال ولا ننسى أن هناك «مهايطاً» ثقافياً أيضاً، فجميع من يستظلون تحت خيمة «الليبرالية» ويتلبسونها هم أكثر «مهايطة»، والشاهد على ذلك محاضرة الدكتور عبدالله الغذامي: «الليبرالية الموشومة». اذكر لنا لو (مهايطياً) واحداً ممن تقصدهم في هذا المقال لو سمحت...؟ - سامحكم الله، هل تريدون زيادة عدد الأعداء؟ قلت ذات مرة: نحن نمر بمرحلة مهمة من مراحل الوعي والنضج الاجتماعي والمجتمعي التي تتطلب أن يشعر المسؤول أنه سيسأل وسيحاسب وستتم إقالته. بصراحة من هو المسؤول الذي (رفع ضغطك)؟ - كل وزير له علاقة بالمواطن بشكل مباشر، لا يعي أهمية «إدارة التوقعات». في كل يوم تزداد التوقعات لسببين: زيادة التلميع الإعلامي للإنجازات؛ وظهور أجيال جديدة تعريفها للإنجاز مختلف جذرياً. على فكرة نافذة المقال ماذا رأيت منها؟ - لنقل أحسست أو شعرت منها. أشعر براحة كبيرة عندما أكتب وراحة أكبر عندما تنشر من دون حرص المحرر على التعديل. ما المجال الذي يهرب قلمك منه ويخاف أن يخوض فيه؟ - قلمي لا يهرب، فهو يكتب دائماً ما يمليه عليه فكري، الذي يهرب ويخاف ويجبن هو رقيب التحرير. بالمناسبة هناك قلم (رصاص) وهناك قلم (ناشف) وهناك قلم (أحمر) قلمك من أي الأنواع؟ - قلمي (وطني) ذو لون واحد، الألوان التي ذكرت هي في نظر المعني والمسؤول والمتلقي. هل نجح (حرفك) في وصف ما التقطه (طرفك)؟ - الجواب الابتدائي نعم، لكن السؤال: هل نجح حرفي في الوصول إلى النشر؟ الجواب: بالتأكيد لا. طيب لقطات من المشهد المحلي التقطها محمد الرطيان: لصٌ يُحاضر عن حماية المال العام.. وفاسد يكتب عن النزاهة.. ومريض يُقدم الوصفات الطبية للأصحاء أنت ماذا التقطت؟ - ما التقطه عباس العقاد: «عجوز يتصابى، وعليم يتغابى، وجهولًا يملأ الأرض سؤالاً وجواباً» يجزم البعض أن المثقف بحاجة إلى حبة (فياجرا) فكرية هل هذا صحيح؟ - لا أظن ذلك، فالأحداث الجارية، وتسارع الزمن، ودقة المرحلة، والإحساس بالمواطنة، عناصر فعالة ومستفزة لفكر المثقف أقوى من ألف «فياجرا». سموا أنفسكم مستقلين، كونوا دعاة سلام ومحبة، قولوا بحرية التفكير والتعبير لمخالفيكم قبل أنفسكم / قل رأيك (ولا تبالي) شرط أن تقول هو رأيي أعرضه ولا أفرضه. قالها عبدالله الغذامي. طراد العمري ماذا يقول؟ - أقول ما قاله الشاعر: «إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام»، وأقول بتصرف أيضاً: «لا يفتى والغذامي في المدينة». بسبب عدم تكافؤ النسب، زواج الثقافة من الإعلام باطل..!! هل توافق من يقول ذلك؟ - بالمعنى الدقيق للثقافة لا يجوز، لكن يمكن أن نقبله كنوع من «زواج مسيار» أو الزواج العرفي أو زواج «الفريند». يقول أحد الظرفاء نطبل لطلاب (أيام زمان) وكأننا نسينا أن مسرحية (مدرسة المشاغبين) هي من مسرحياتهم.. تعليقك؟ - «مدرسة الإرهابيين» أنستنا «مدرسة المشاغبين». (ليس عندنا شفافية إلا فى ملابس النساء) هذا ما يقوله الكاتب المصري الراحل جلال عامر - رحمه الله- أنت ماذا تقول؟ - الشفافية تتناسب طردياً مع الثقة بالنفس والمنهج. (لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت) لمن توجهها؟ - ليس كل انحناء يسمح بالركوب. لكن كما تقول الدعاية: «قوي قلبك» نقول «قوس ظهرك» واجعله عصي على الاستغلال. ما مقياس الإنسان الناجح لديك؟ - تحمل المسؤولية. نؤمن بوجود العالم الآخر .. لكننا لا نؤمن بوجود الرأي الآخر! لماذا؟ - سيطرة ثلاثة مفاهيم: القرية؛ الفرقة الناجية؛ و«أنا والعالم من حولي». في رسائل مغموسة بماء الورد والود والصراحة ماذا تقول لهؤلاء؟ وزير التجارة: - سيدي وزير التجارة: أخلصت فاجتهدت فنجحت وشعر بجهدك المجتمع. وزير العمل: - سيدي وزير العمل: اطلب إعفاء. أنت فشلت لثلاثة أسباب: سوء المعرفة؛ سوء الإدارة؛ سوء التقدير. في فضاء تويتر لماذا يتحول (التغريد) إلى (نعيق) في بعض الأحيان؟ - تحول «التغريد» إلى «تهريج» في تويتر حالة مؤقتة بفعل الابتهاج بفضاء يوفر ممارسة حرية تعبير. أتمنى أن يتم تحصينه لنتعلم الحوار والتعبير والاختلاف. ما الذي يشبع ذائقتك الموسيقية؟ - الوقت والحالة والحدث والبيئة من يحدد ذلك، هل يكون رابح صقر، راشد الماجد، محمد علي سندي، طلال مداح، محمد عبده، فيروز، أم كلثوم، باخ، أو فرانك سناترا. يقول أحد الشعراء الشعبيين (حليب خلفاتا على فكه الريق- في خايع طال الزهر في فياضة) أعندك مكان أو وقت أجمل مما قيل في هذا البيت؟ - كباتشينو بصحبة حالي الريق على شط بحر تلفح أمواجه. بالمناسبة ما أجمل ما سمعته من الشعر الشعبي؟ - لا خاب ظني بالرفيق الموالي مالي مشاريه على نايد الناس والفصيح؟ - قدري ما صنعته بيدي قدري صاغه العلي الجليل مع الصباح في أي (عمود) صحفي ترمي عينيك؟ - عمود خلف الحربي في صحيفة عكاظ «على شارعين». ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - مالي في الطيب نصيب. لا أمارس الرياضة مع الأسف. وتوقفت عن تشجيع المنتخب منذ رحيل الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله. متى آخر مرة ذرفت دموعك؟ - الأسبوع الماضي، عندما شاهدت حفل تخرج في بريطانيا، وأتساءل: لماذا يقتل وزير العمل روح الأمل؟! ما نسبة التسامح في قلبك؟ - اسأل زوجتي، وأولادي، وأصدقائي. (لمن تقول الله لا يسامحك)؟ - لمن يدبر لي مكيدة من غير علمي. ما الموعد الذي تنتظره كل ليلة ولم يأت بعد؟ - موعدي مع الموت. ما الذي ينقصك الآن؟ - أن أشاهد أبناء وبنات وطني متحابين بعيداً عن المناطقية والقبلية. ما الذي يشغلك الآن؟ - وطني، داخلياً ثم داخلياً ثم داخلياً. ممن تخاف منه على المجتمع؟ - «الإبائية» و«الأبوية» و«البابوية». ما الذي لا يعرفه الناس عنك؟ - ضعيف وأدعي القوة؛ جاهل وأدعي المعرفة؛ فقير وأدعي الغنى. من أجمل من قابلت في حياتك؟ - زوجتي وصاحبتي وحبيبتي وأم أولادي. ومن أشرس من خالفت؟ - أبنائي. ولو طلبت منك سؤالاً لمن ستوجهه؟ - إلى الأستاذ عبدالعزيز النصافي: لماذا أنا؟ بعد الانتهاء من الطعام تقول الحمد لله فماذا تقول بعد الانتهاء من إجابه هذه الأسئلة؟ - الحمد لله، وشكراً للأستاذ عبدالعزيز النصافي الذي أتعبته، وشكراً لليمامة ونقول لها «ياجبل ما يهزك ريح».
مشاركة :