عبد اللطيف الزبيديهل قيل كل شيء عن صعود اليمين المتطرف في بلدان الغرب المتقدم في كل شيء حتى في التطرف؟ تطرفهم لا يستهدف الغرب، بل يجلب له المزيد من الثروات. هل كل ما حدث للعرب كان مجرد مداعبات ناعمة؟ ماذا وراءك يا يمين؟كان القلم قد حذر من مقولة ابن خلدون: «إن المغلوب يقلد الغالب». هو ذا الغرب يكتشف نظرية: «على إيدك تعلمنا»، فقد عاشر العالم الثالث أربعين عقداً، لا أربعين يوماً، و«صار منهم» في ممارسة القمع ودوس الحريات والفساد والنهب، ولكن إزاء العالم الثالث، لا إزاء شعوبه. التطرف سلاح، المهم هو من يستعمله ولأي غاية؟ هل رأينا يوماً، ولو عرضاً، تطرفاً «إسلامياً» يخدم الإسلام وتدقيقاً العرب؟ هل يصح في العقل أن يتطرف مسلم حقيقي للقضاء على الإسلام والمسلمين؟ إذاً هم مجرد أدوات لا غير.الصورة مختلفة حين ننظر إلى الأحزاب الغربية اليمينية المتطرفة، في فرنسا، هولندا، النمسا وغيرها. هؤلاء لا يستطيعون أن يتعاملوا مع شعوبهم بالوحشية التي ترتكبها مرتزقة القوى الاستعمارية. من هنا نبدأ. من هنا نسأل: سلوك اليمينيين الغربيين في بلدانهم لن يتغير 180 درجة، فلماذا صعدوا؟ وماذا وراءهم من مخططات خارج ترابهم؟ السؤال الأنكى: إذا كان تشددهم وصرامتهم وبأسهم، تستهدف دول العالم الثالث، ولا قوة تتحرك إذا لم تكن الغنائم الاقتصادية «حرزانة»، فهل كل المصائب التي شهدتها العقود الأخيرة، كانت مجرد مداعبات ناعمة؟هل كانت مقبلات والوجبة الرئيسة آتية لا ريب فيها؟الموسيقى تستطيع أن تلهمنا التحليل السليم: على العرب أن يحذروا بجد التباس الأمور عليهم، فهذا دأبهم ودربهم، فصعود اليمين الراديكالي في الدول «الديمقراطية»، يشبه دوزنة الآلات لدى أعضاء الفرقة قبل بدء العزف، لتكون متوافقة متجاوبة في مستوى الترددات. ترومبيت «ترامب» صدحت، ومن غير المألوف أن تقود آلة «النفير» الأركسترا، إلا إذا كانت الفرقة ستعزف مارشات عسكرية، تصول فيها النحاسيات وتجول الطبول. فرنسا لا تريد التضاؤل بالعزف على كمان بين النافخات المعدنية. إن لم تكن توبا أو ترومبون فلا أقل من كلارينيت.وهي من عهد ساركوزي في ليبيا حنت إلى عهود الاستعمار في الأمس القريب. الشرق الأوسط ليس سوى العالم العربي بأسره في نظرهم. صيغته لدى الغرب و«إسرائيل» لم تصل إلى الشكل المطلوب بعدُ، والعرب كأصحاب الكهف يقلبهم السبات العميق ذات اليمين وذات الشمال. لكن، لعل اليمين المتطرف يوقظهم.لزوم ما يلزم: النتيجة الكهفية: جميل أن يوقظ اليمين الغربي العرب، شريطة ألا يكتشفوا أن عملة سيادتهم قد تجاوزها الزمن. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :