زوجات يعترفن:خدعنا بريق المال وحصدنا الوهم

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يستغل بعض الرجال الأغنياء الظروف المعيشية الصعبة للنساء ورغبتهن في تكوين أسرة وإنجاب الأبناء والعيش بأمان، ويخططوا للإطاحة بهذه أو تلك من خلال أوهامها بأنه مالك للعصا السحرية التي تحقق بحركة من يده كل أمانيها وأحلامها، وتفاجأ الفتاة بعدما تقع في الفخ بأنها تعرضت لعملية نصب محكمة في خطتها وأنّ ما عاشته لم يكن سوى أحلام، نعرض من خلال هذا التحقيق قصصاً لشابات تعرضن للنصب والاحتيال من قبل رجال أغنياء، وكيف خدع الأغنياء الشابات وأسباب قيامهم بذلك، فإلى نص التحقيق. قصص الاحتيال في البداية تقول، سهير عباس: تزوجت رجلاً كبيراً من أجل البحث عن الاستقرار، متخيلة أنّ غناه سيحقق لي ما حرمت منه طوال حياتي. وفوجئت أنّ زوجي بعد الارتباط فقير وبخيل وأدركت بعدها أنني تعرضت للنصب والاحتيال، فلم تكن عنده صفة يمكن أقبل الزواج من أجلها سوى غناه، خاصة أنني كنت أمر بظروف مادية سيئة. لقد كان يقدم المال على أنه حل سحري لأي مشكلة قد تعترضني وبما أنه متوافر فهو قادر على حل جميع مشاكلي، وعند الارتباط الحقيقي تكشف لي أنه استغل الظروف المعيشية الصعبة كوسيلة نصب حتى أوافق على الزواج منه. وأكدت سهير أنّ أغلب النساء يبحثن عن الاستقرار وتكوين أسرة وإنجاب الأولاد والعيش بأمان، ولذلك يلعب أغلب الأزواج المحتالين على هذا الوتر من أجل تحطيم قلوب العذارى حتى يقعن في فخ الحياة التي يكرهنها. عملية احتيال وتقول أميرة صالح إنها تعرضت لعملية احتيال محكمة من قبل زوجي، فرغم أنني رفضت الارتباط به، إلا أنّ والدي أقنعاني بأنه عريس ميسور وبالتالي فإنّ الارتباط به فرصة قد تساعد في حل مشكلاتي المادية وتعالج ما حرمت منه طوال حياتي. واكتشفت بعد ذلك أنه لم يكن غنياّ وإنما كان يتظاهر بهذا الغنى ويتظاهر به حتى أوافق على الزواج منه ونجح في ذلك، فأمام المال تسقط العديد من الفتيات. لقد كان ينفق بسخاء شديد دفعني لقبول الارتباط رغم أنني أبلغته برفض الارتباط به، فأغلب الفتيات في السن الصغيرة يبحثن عن من يشتري لهن ملابس جديدة، فمحبب إليهن الخروج وغيرها من المظاهر التي قد تحرم منها بعض الفتيات فتكون لديهن الرغبة في أن يعيشن هذه الظروف. غني.. وبخيل وتروي فاطمة عوض حكايتها قائلة: تزوجت رجلاً غنياً وغناه فاحش ولكنه كان بخيلاً ويكبرني في السن 20 عاماً وسبب موافقتي الأساسية عليه ماله، ورغم أنه كان ينفق بسخاء إلا أنه بعد الزواج امتنع مطلقاً، وكان يردد على مسامعي عبارات «حرام» على كثرة الإنفاق وكان يقول لي: بعد موتي سأترك لك كل شيء تنفقين كيفما تشائين. وتضيف: لا بد للفتيات أن يكن متيقظات تماماً وألا يقدمن المال أو يجعلنه سبباً لقبول الزواج من رجل أو سبباً للرفض، فمن تفعل ذلك تصبح ضحية وفي النهاية لا تلوم إلا نفسها. وتنصح فاطمة كل الفتيات بعدم الوقوع في خطر التقييم الخاطئ للزوج وألا يجعلن المال سبباً لقبول الزواج من عدمه، فبهذا السلوك تسمح الفتيات للرجال أن يمارسوا عليهن دور النصب والاحتيال فيبدو لهن أنهم سيحققون لهن الرخاء ثم يتغيرون بعد الارتباط. رفض.. وقبول ويذكر رمضان شميس أنه تقدم لأكثر من فتاة ورفضن الارتباط بسبب سني وتجربة زواج كانت في مقتبل العمر، وأنّه الآن يميز نفسه للقبول، ولم يجد غير المال يغري أغلب الفتيات ويغري الوالدين، حتى ظفرت بإحداهن وأتممنا عقد الزواج في أكبر الفنادق وأحسنها ووعدهما بقضاء شهر العسل في الخارج حتى وافقت. وأضاف: مثلما يضعف الرجل أمام جمال المرأة فإن أي فتاة تضعف أمام بريق المال والذهب ولذلك تتخلى عن أي شروط أو مواءمة قد تطلبها في شريك الحياة مقابل المال، وبالتالي هذه الظروف قد تشجع بعض الرجال على النصب والاحتيال واستغلال هذه الظروف لصالحه لو أنه لمس رفضاً من الطرف الثاني أو تلويحاً بالرفض. وأوضح رمضان أنه رفض من قبل زوجته في أول محاولة للارتباط ولكنه عندما كان سخياً في عطائه وعندما عاد مرة أخرى للتقدم اضطر الوالدان للموافقة والتودد إليه بدعوى أنهما يؤمنان مستقبل ابنتهما بزوج ميسور لا تعاني معه ضيق العيش، فتعيش في ظروف مادية تدفعها للراحة الأبدية. كذب وخداع ويقول سامح عوض: اضطررت للكذب على والدي العروسة التي تقدمت إليها قبل أكثر من خمسة عشر عاماً والكذب على العروسة نفسها وأوهمتها أنني صاحب عقارات وأطيان، فكان ذلك سبباً رئيساً لقبول الارتباط بعدما رفضت بمن هم أفضل حالاً. لكنها صدمت عندما اكتشفت الحقيقة المرة وسألتني عن سبب ما قمت به، فكانت إجابتي صريحة، أنك بحثتِ عن المال فلم يزيدك الله إلا فقراً، وماذا يفعل الفقراء لو أنهم تقدموا لكل فتاة فرفضتهم؟، إضافة إلى أنّ الغاية كانت شريفة هو الارتباط ومن أجل هذا الهدف النبيل كانت الرغبة الملحة في الارتباط. ويؤكد سامح بأنّ صدمة الفتاة كانت عنيفة ولكنه حاول أن يخفف عنها وحاول إسعادها بكل طريقة سوى المال لعدم وجوده معه من الأساس، وكانت تردد على مسامعي أنني سرقتها وأنّ ما فعلته كان احتيالاً ونصباً وإن كان القانون لا يحاسب عليه. ضحية المجتمع وعن هذه الظاهرة تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع: إن الفتيات يقعن فريسة المجتمع الذي يقدم المادة على المشاعر، والذي يرفع شعار «اللي معاه مال يساوي مال» وبالتالي تبحث الفتيات على من يعادل هذه الحياة المادية معهن. ومن حق الفتاة أن تبحث عن العريس المناسب ولا مانع أن تبحث عن الغني ولكن شرط ألا يكون الغنى السبب الرئيس في القبول والرفض وإنما يكون سبباً للقبول بجانب أسباب أخرى لا تساعد الآخرين على النصب عليهاواستغلالها. والفتيات يدفعن ضريبة عظيمة من حياتهن واستقرارهن وبعضهن يطلقن بسبب سوء الاختيار ووقوعهن في أزمة الاختيار الخاطئ، فيكلفهن ذلك الراحة والسكون الذي تبحث عنه أي فتاة، فتضطر للبحث عن زوج جديد بعدما تخوض رحلة الانفصال عن زوجها الذي خدعت فيه. ومن جانبها، تقول، الدكتورة، حنان زين، مدير مركز السعادة للاستشارات الزوجية: أغلب حالات الطلاق وحتى من لم يطلق وكثير من البيوتات المفتوحة لكن أصحابها لا يشعرون بأي سعادة سببها أنّ أحد الزوجين احتال على الآخر أو أنك تكشف أنّ كليهما كان سبباً في الاحتيال والتغرير والنصب. والفتاة تتعرض أكثر للاحتيال لأسباب نفسية يأتي في مقدمتها أنها تبحث عن المال والمظاهر وبالتالي للآخرين فرصة لأن يمارسوا هذا الاحتيال عليها، فالفتاة دائماً تبحث عما يلمع ظناً منها أنه ذهب، وتترك الأصل والصفات التي تعيش معها في زوجها إلى الأبد ولذلك أغلبهن يقعن فريسة حقيقية للاحتيال والنصب. وطالبت د.حنان بضرورة أن تكون الفتاة حريصة على ألا تكون مادة للنصب والاحتيال وأن تبحث عن الصفات الأصيلة فيمن تريد الارتباط به وأن تترك فكرة المال والجمال لأنها فقط للاستهلاك ولا قيمة لها أمام صفات أخرى أهم عند الرجال، ولا بد أن تكون على درجة من الأهمية عند الفتاة التي تريد الاستقرار.

مشاركة :