اللويمي: لا يوجد دليل قطعي وعلمي على علاقة الإبل بـ«كورونا»

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور أحمد محمد اللويمي استاذ علم المناعة في كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية إن وجود أجسام مضادة في جسم الإبل للكورونا وتشابه مقاطع من مورث فيروس كورنا المعزول من الإنسان مع المعزول من الإبل لا يمكن اعتبارهما دليل قطعي بأن الإبل مصدر العدوى، لافتاً إلى أن أغلب الإصابات المرصودة هي بين كبار السن ولا صلة لهم بالإبل وتم انتقال الفيروس لهم بشكل أفقي من مصابين آخرين.  ووصف اللويمي الحث على عدم أكل لحم أو تناول حليب الإبل دون وضع معايير في شكل الإبل وعمره ومكان تواجده والبيئة بغير الواقعي كونه لم يثبت مدخليته بوبائية المرض، مطالبا وزارة الصحة بضرورة بناء قسم التحقيق الوبائي لمعرفة كيفية وصول الإصابة لهؤلاء المصابين. آن الأوان لبناء خارطة وبائية ومختبر مركزي للكشف عن الأمراض السارية المستجدة واستطرد أن أهم العوامل التي أدت لانتشار الأمراض الوافدة في المملكة خلال الأعوام الماضية هو التطور الهائل في وسائل النقل الذي أصبح بالإمكان الوصول لأبعد نقطة في الأرض خلال ساعات، وانفتاح الأسواق في تبادل المنتجات الغذائية وتبادل الحيوانات، مضيفاً أنه من المتعذر معرفة قابلية الأمراض المستجدة الحيوانية في إصابة الإنسان إلا بعد توفر الظروف المرضية البيئية والوراثية والمناعية والوبائية المساعدة لتحوله لوباء بشري، مشددا على أن إثبات المصدر الحيواني لأي مرض ساري يصيب الإنسان لا يمكن أن يكون عبر وجود أجسام مضادة مطابقة لمسبب المرض أو تطابق نسبة مئوية من مورثات المسبب في الحيوان مع المسبب المعزول من البشر المصابين، فهذه الوسائل قد تشير إلى بعض المؤشرات، إلا أنها ليست الدليل الدامغ في مصدريته من الحيوان، وهكذا الحال بالنسبة للكورونا الذي يريد البعض حسم الأمر من خلال الاستناد إلى مثل هذه القرائن السطحية، فالإبل بريئة من هذه التهمة حتى إثبات ذلك بالدلائل العلمية الدامغة. ونبه اللويمي الأجهزة الرقابية المسؤولة عن مراقبة حركة الحيوانات والمنتجات الحيوانية إلى داخل المملكة والطرق المتبعة في انتقال الحيوانات داخلها، مؤكداً أن من بين العوامل المهمة التي ما زالت تتسبب في دخول الأمراض السارية إلى داخل المملكة عدم وضوح قائمة الأمراض التي تستوجب حجز الشحنات الحيوانية، بسبب عدم وضوح المعايير المحددة في وضع هذه القوائم، ومنها الالتزام بمعايير منظمة الصحة الحيوانية، إضافة إلى ما تعانيه المحاجر البيطرية خصوصاً في المنافذ البرية النائية من ضعف في الإمكانات والمعدات والقوة البشرية المؤهلة، مما يجعل الأمراض السارية الخطرة تتسرب بسهولة. ودعا رئيس الجمعية البيطرية السعودية إلى إطلاق برنامج وطني لبناء الخارطة الوبائية التي تسهم بشكل كبير في رصد وتحديد الأمراض المستوطنة، ومن ثم وضع الخطط الطويلة الأجل لاستئصال هذه الأمراض، وعدم الاكتفاء في رصد الأمراض الحيوانية على الإحصاءات الواردة من البلاغات المرسلة من مديريات الزراعة المختلفة، معيداً التأكيد على أن الخارطة الوبائية الوطنية مهمة في رصد أي مرض مستجد بسرعة لوضوح قائمة الأمراض المستوطنة، داعياً إلى علاج جوهري لهذه المشكلة عبر تبني مجلس الشورى لمشروع قانون فصل خدمات الثروة الحيوانية عن وزارة الزراعة، وإنشاء هيئة وطنية متخصصة للخدمات البيطرية لتحتضن هذه الهيئة أهم مركز في مراقبة ومكافحة الأمراض السارية ألا وهو مركز مراقبة الأمراض الحيوانية. وأشار إلى أنه من مهام هذا المركز هو العمل على بناء الخارطة الوبائية وبناء مختبر مركزي للكشف عن أي مرض ساري مستجد، وبناء البنك الوطني للعترات الذي يهتم بخزن وتصنيف أنواع العترات المرضية المنتشرة في المملكة، ليتمكن الباحثين من اتخاذها كمرجعية في تحديد الأنواع الجديدة المستجدة من المسببات المرضية، وتمكين الجهات المختصة في إنتاج لقاحات لمكافحة هذه الأمراض.

مشاركة :