السديس: الأوبئة علاجها باتباع السنة وباتخاذ الأسباب الشرعية والطبية

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة إمام وخطب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام أن بعض الأوبئة العارضة علاجها باتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهي النور الذي به يقتدى فيهتدى وذلك باتخاذ الأسباب الشرعية والطبية بالتوكل على الله سبحانه ودعائه وطلبه ورجائه فالذي قدر الداء قدر الدواء والشفاء لا باتباع الشائعات ونشر الأضاليل فذاك من أشنع الموبقات وقال: «إن الأمر بحمد الله هيَن يسير خصوصًا مع الإجراءات الوقائية والكفاءات الطبية وقبل ذلك وبعده العناية الربانية»، وتحدث عن قضية الحفاظ على البيئة، فقال: «إن قضية الحفاظ على البيئة ورعايتها دعت إليها الشريعة الإسلامية وقيمنا الإنسانية، مبينًا أن الحفاظ على البيئة إنسانًا وحيوانًا وبناءً بحرًا وجوًا وسماءً وشجرًا ونباتًا وزرعًا وماءً إحدى شعب الإيمان ودلائل البر والإحسان، لافتا إلى أن البيئة التي طرزت ببدائع الموجودات وأحاسن المخلوقات من نعم البارئ تجنى منها المنافع الكثيرة والارتفاقات الخطيرة، وأوضح فضيلته أن في كثير من الأقطار وبجهل الجاهلين أصبحت البيئة رسمًا محيلاً وأثرًا مشوهًا ضئيلاً، وقال: إن السعي في إفساد المنظومة البيئية داء قميء عضال لا يتلبس به إلا من هو عن سبيل الأمانة والزكاة منحرف وضال، مفيدًا أن انبعاث دخان المصانع وعوادم المركبات وأكوام النفايات وطفح الصرف الصحي ونحو ذلك من البيئات الطاردة. وأن الحفاظ على البيئة العامة يمتد إلى البيئة الاجتماعية والوطنية والسياسية والاقتصادية وحماية الحياة الفطرية والتعبدية والعملية الجاذبة وذروة سنامها البيئة الروحية بالتوحيد والإيمان والقرآن والسنة وعليه لزم تقويم رؤية العالم والمجتمعات إزاء البيئة بإخراجها من الحيز المادي المحدود إلى الحيز التعبدي. - وفي المدينة المنورة أكد فضيلة إمام خطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أن للفقر آثاره السلبية على المجتمع بما يثيره من مشاعر الحقد والبغضاء، وأنه عند ذلك يأتي دور أهل العلم والفكر والمال بالعمل على معالجة الفقر وتحصين المجتمع من آثار الفقر السلبية وذلك بفتح آفاق العمل للفقراء وتنمية قدراتهم ومواهبهم.. وقال: إن الإسلام دعا الفقراء خاصة كما الأغنياء إلى تربية أنفسهم على غنى النفس بكبح جماحها، مشيرًا إلى أن الإسلام عالج الفقر بدعوة الأغنياء إلى البر والإحسان وكفالة الفقراء وبالدعوة إلى العمل ونبذ البطالة حتى لا يكون عالة على المجتمع، ومضى يقول: إن الغنى نعمة من الله وأن الرزق الوفير ثمرة العمل الصالح، متحدثًا عن الابتلاء بالغنى والفقر، وقال: إن ابتلاء الله سبحانه وتعالى عباده بالغنى أو الفقر ليسمع حمد الغني لله وشكره على فضله، أو ليمتحن صبر الفقير ورضاه أو يعلن سخطه وجزعه، وأن حال المؤمن كلها خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له. وأضاف: إن التفاوت في الرزق هو الذي يسخر الناس لبعضهم في دورة الحياة (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريًا)، شارحًا ذلك بأن الله العلي القدير يستعمل بعضهم بعضًا في حوائجهم فيحصل بينهم التآلف ويكون بعضهم سببًا لمعاش بعض، ونبه إلى أن الفقر قد يكون خيرًا للعبد (ولوبسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)، وأوضح الشيخ الثبيتي أن معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وجل أصحابه كانت كفافًا وأن متاع الدنيا الزائل لا يستحق الأسى والحزن على فواته، موردًا حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه).

مشاركة :