ثقافة الإحباط - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من يتابع شبكات التواصل الاجتماعي في أطروحاتها السعودية يجد مشهداً شبه منظم من تكريس ثقافة الإحباط بين المتعاطين مع الشبكة.... إشكالية الإحباط تلك لا تقف عند حدود النقد للقصور وإلا قلنا إنها نافذة وفتحت ومن حق الجميع أن يطل منها ويقول رأيه... بكل وضوح وشفافية... ولكن المشكلة انها باتت حالة من التذمر المستمر للنقد السلبي والتغاضي عن أي إيجابية يعيشها الوطن... في الأسبوع الماضي ومع تنوع المنجزات الوطنية بين قوة عسكرية لنا حق التباهي بها حيث كانت مناورة سيف عبدالله التي اجتمعت فيها جميع الفصائل العسكرية السعودية في بوتقة واحدة... مؤكدين أن الجميع لحماية الأمن الوطني وإن اختلفت التسميات فوزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية جميعها قوه عسكرية لحماية أمننا الوطني في الداخل وعلى الشريط الحدودي... في مناورة تعتبر هي الأقوى على مر التاريخ السعودي... وتزامن معها منتج بشري حق لنا الفخر به متمثلاً في 1200 خريج وخريجة سعوديين من المبتعثين في أمريكا منهم 180 طبيبة.. وبين هؤلاء وهؤلاء أثبت أبناؤنا وبناتنا أنهم يؤكدون التميز بابتكار وآخر في تلك الجامعات... مؤكدين أن الابتعاث عمق التنمية البشرية، في جانب آخر احتفلت بعض الجامعات المحلية بالمتوقع تخرجهم وتخرجهن لتضيف طاقات بشرية لمسيرة تنمية لن تتوقف بمشيئة الله ثم إرادة ملك وتضامن شعب... في نفس الأسبوع تم افتتاح ملعب الملك عبدالله جوهرة الرياضة المتسعة لستين ألف مشجع في مدينة جدة... وفي نفس السياق التنموي بدأ التنفيذ الفعلي لمترو الرياض والمتوقع الانتهاء منه خلال أربع سنوات.... تنوع المنجز وتنوع جغرافيته في بلادنا... يستحق أكثر من تغريدة خجولة... يستحق أن يكون جزءاً من حالة فرح نستمتع بها جميعا... تستحق أن نتخلص من خلالها من حالة إحباط نشيعها بيننا، وان نتخلص من إشاعة الإحباط بيننا لنعلو مع وطننا ونعلو مع منجزاته التي جاءت بجهد إخوة وأخوات لنا... هناك عمل وهناك منجزات.. تستحق الاحتفاء ... من حق وطننا أن نعلن حبنا له وأن نجاهر بفرحنا لأي منجز وألا نعتقد أن في ذلك تطبيلاً لإنسان أو آخر بل هي منجزات لكل مواطن... قد يقول قائل إنها واجب على هذا المسؤول أو ذاك... أقول نعم ولكن الشكر يعزز الروح الإيجابية والعطاء عند الإنسان والله عز وجل بقدره وجلاله شكر المحسنين وعاتب المسيئين... فهل في شكرنا لمن عمل وأنجز نفاق بينما نقدنا للمقصرين عمل بطولي...؟ هناك رغبة غريبة عند البعض في إشاعة ثقافة الإحباط والتقليل من أي منجز وطني والتركيز على السلبيات بشكل شبه منظم... وللأسف يعملون على تكوين صورة سلبية لمن يرى بعين متفائلة أو شاكرة للوطن ومنحزاته... ووجدوا في شبكة التواصل الاجتماعي فرصة لبث سمومهم مستغلين موقفاً أو آخر... لا يعني ذلك رفض النقد ولا يعني ذلك وصولنا لأعلى الدرجات ولكن المؤكد أننا نتقدم والمؤكد أن المنجزات تتوالى والمؤكد أن النقد السلبي فقط غير موضوعي كما هو المدح الدائم غير موضوعي... ومن سمة المسلم الحق أن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت... والفرح بالمنجز الوطني مستوى من الوطنية... ولعل المتعاطين مع شبكات التواصل الاجتماعي يزرعون ثقافة التفاؤل بيننا أكثر من خلال النظر بعين العدل للمشهد التنموي في وطننا...لا نريد الإيغال في التذمر وقد تجاوزت جامعاتنا الثلاثين فيما كنا قبل أقل من عشر سنوات نعتبر وجود سبع جامعات مع توقف الابتعاث إنجازاً نتغنى به.

مشاركة :