أجب : هل تشبهنا ؟

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هكذا وكقدر مكتوب لا بد من خوضه يسألك عن رأيك بقضية ما وبعدما تجيب برأيك دون نفاق أو انتظار تصفيق منه تُصفع بكل مفردة تندرج تحت مسمى ” شتيمة” و لا يسعك المجال إلا أن تحاول كتبرير أخير لجنحتك التي إرتكبتها بتحريض منه قائلا : هذا رأيي الذي سألتني عنه وهذه الإجابة التي ينتظرها سؤالك و لكن لأن جنحتك عظيمه يهز رأسه بكل أسف محاولا تأنيب ضميرك لأنك لم تجب بالإجابة التي كان ينتظرها منك قائلا : يا خيبة الأمل لقد عولت عليك كثيرا بعدها تدرك أن لا أمل في أن يقتنع أن هناك رأي آخر لا يشبهه و أن هذه سنة الكون أن يكون هناك إختلاف و تباين في وجهات النظر ، و لكن بعد مرات من الإبتلاء بهذا السؤال إكتشفت بما وهبني الله من قدرة عقلية – كما تعلمون –  أن ذاك السؤال ماهو إلا محاولة لمعرفة هل تشبهه إم لا كي يحدد موقفه تجاهك هل ينفيك إم يتقبلك أو يتخذ إجراءات أخرى كي لا تشوه لوحة حياته المتشابهه بكل التفاصيل و أن لا تدخل الشك إلى عقله بما ورثه من أسلافه أو أن تهز مشاعره بأن يرى مختلف عنه . تفاقم هؤلاء و إزديادهم في مجتمع ما يدل على أن أسمه الأبرز في هذا المجتمع هو التشابه إلى الحد الذي لا تجد إختلافا و لو بسيطا به وهذا ما يخلق حالات من إنفصام بين العقل والرأي المُنافق به عادة  فالإنسان كائن إجتماعي يحاول بشتى الطرق أن لا ينفى و لو كان ذلك يعني أن يرتدي مليون قناع و ينافق بألف رأي أما من يحاول مجرد المحاولة أن يأخذ طريقا غير إعتيادي فهذا يعني ان عليه أن يعتاد على إلتصاق إسمه بشتيمة ما و بعزلة تأكل ماتبقى من عمره و التهمة هي أنه لا يعرف أن يقول إلا رأيه . – لولا الإختلاف لما كانت الغابة جميلة . – في أي مجتمع ينظر إلى الحرية على أنها : فجور و الإختلاف : ذنب لا يغتفر تكون أكثر الآراء مجرد نفاق متشابه . في الختام : رأيك هو مرآة لعقلك إياك أن تظهر عقلك بصورة سيئة لتحضى على إعجاب الجمهور !

مشاركة :