تحدثت في مقال سابق عن الفساد المستشري في العديد من المؤسسات... فساد منظم يتم باحترافية من دون عائق قانوني أو حتى هيبة لحكومة تملك القرار التنفيذي...مرت الكويت في الأسبوع الماضي بكارثة، وعندما أقول كارثة فإني أقصد ما أقول، لأن أرواح الناس غالية ولا يمكن المساومة عليها أو حتى المجاملة فيها. فقد تسببت الأمطار بكشف البنية التحتية السيئة في شوارع الكويت. والغريب أن جسر المنقف تم الانتهاء منه حديثاً، ومسألة غرقه تستدعي وقفة جادة من الأخوة أعضاء مجلس الأمة. ولا أخفيكم، كنت أتوقع أن يبادر الأخ وزير الأشغال بتقديم استقالته، حتى وإن كان غير مسؤول عن أعمال وزارة سابقة، ولكنها الغيرة الوطنية التي تعبر عن تضامنه مع الشعب.مطار الكويت الدولي، وهو واجهة البلد، دخلت إليه مياه الأمطار، وتحوّلت أسقفه وأرضياته، ممرات لتلك المياه، وهذا المشهد تكرر مرات سابقة من دون أن تكلف الحكومة نفسها، معرفة الأسباب. ولهذا أصبح المواطن لا يثق بأي أداء حكومي. ففي العديد من الدول، هناك من يتحمل مسؤولياته السياسية أمام الشعب ويتقدم باستقالته. أما نحن في الكويت، فعلى الرغم من كثرة الكوارث، ابتداءً باللحوم الفاسدة ومروراً بالداو كيمكال، وانتهاءً بغرق المواطنين، لم ولن يتم توقيف فاسد واحد. وما زال الفريق الحكومي منفرداً في الساحة، ويمطر شباك الوطن والمواطن بالكثير من الأهداف الفاسدة...!نحن لا نحلم بمدينة إفلاطون الفاضلة، ولكننا نريد أن نحظى بقليل من الاحترام الحكومي، سواء في التعليم والصحة والبنية التحتية والكثير من الخدمات الحكومية، فهل هذا كثير علينا؟ لا نتدخل في إدارة الحكومة لأموال البلد، ولسنا في معرض الحديث عن الإيرادات النفطية، ولسنا مهتمين بالاستثمارات الخارجية أو الصناديق السيادية، ولكننا نطالب بحقنا في تحسين كل الخدمات الحكومية، فهل تلبي حكومتنا هذه المطالب؟برأيي المتواضع، متى ما كانت الحكومة بمعزل عن المحاسبة السياسية عن طريق ممثلي الأمة، ومتى ما كان القياديون بعيداً عن العزل، ومتى ما كانت الشركات بعيدة عن رقابة وزارات وهيئات الدولة، فما حدث وما سيحدث من كوارث نتيجة طبيعية في بلد، الجميع يعيش فيه على بركة الله...meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :