زيجات فاشلة وأطفال مشردون لماذا؟!

  • 4/3/2017
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

تنامت مؤخرا ظاهرة الطلاق وبشكل ملفت للانتباه، إذ أصبحت المحاكم تمتلئ بدعاوى الطلاق ومن الطرفين، فالانفصال همهما الأول والأخير، لا يهمهما مصير أطراف أخرى ستكون الضحية الأكبر إذا ما حصل الطلاق. فهل من الممكن تلافي الطلاق أو حتى الحد منه؟ الإجابة: ممكن إذا تحرى الزوجان الحكمة، وحسن العشرة مع استحضار الهدف الرئيس من الزواج الذي هو تحقيق الاستقرار النفسي للزوجين، «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»، ومعرفة كل منهما لحقوق الآخر، وحدود الله، وعقابه، وتفكير كلا الطرفين في مستقبل الأولاد، وأن من مصلحتهم بقاء العلاقة الزوجية. والأهم من ذلك هو البداية بالوقاية، وهي الاختيار المناسب، فالمظاهر الشكلية كثيرا ما تكون خادعة، فالجمال الخارجي للزوجة أو الغنى بالنسبة للزوج ليسا بالهدف الرئيس من الزواج. كما أن التأهيل للزواج ضرورة، وقد كتبت سابقا ورجوت أن يكون للزواج شرط ثانٍ كشرط اجتياز الفحص الطبي هو: اجتياز بنجاح دورة التأهيل للزواج. إلى متى يبقى الاطفال يدفعون ثمن خلافات لا شأن لهم بها؟!! ويواجهون صعوبات كثيرة تؤثر سلبا على توافقهم النفسي والاجتماعي، فاختلال نمو شخصيتهم وارد، وفقدان ثقتهم بأنفسهم مؤكد، أما عن فترة المراهقة فحدث ولا حرج، عدم ثقة بأنفسهم وبوالديهم، وتمرد، وسلبية، ناهيك عن عدم الاستقرار النفسي وعدم الشعو بالأمان. والمؤسف أكثر أن كل هذه الاضطرابات السلوكية، والعقد النفسية تكبر معهم، ويحتاجون بالطبع لمحيط أسري يحسون فيه بالأمان والاستقرار وتفريغ مكنوناتهم. فإن تهيأ لهم المحيط الأسري الآمن، واليد الحانية، والاحتواء من زوج أم مسئول حي الضمير، أو زوجة أب تخاف الله، في حالة إقامتهم مع أحد الوالدين، سيعيشون بفضل الله سعداء، والكارثة حينما يكون الأمر عكس ذلك، فعندما يكبرون لا قدر الله في وسط فاقد للحنان والدفء والاحتواء، فإنهم يكبرون في دائرة مظلمة لا يرون فيها النور، ويدخلون في صراعات داخلية تكبر معهم وتؤثر على أفكارهم السليمة، فلا يهمهم بعدها القيام بأي سلوك منحرف. الحديث في هذا الموضوع يطول، وسأتناوله لاحقاً بعون الله في مقالات أخرى. تمنياتي لكل المقدمين على الزواج بالتوفيق، ووصيتي الرفق بالأمانة.

مشاركة :