أظهرت دراسة جديدة أن الشبان الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة تزيد فرص إصابتهم بأمراض الكبد في أوقات لاحقة من أعمارهم، مقارنة مع نظرائهم من أصحاب الأوزان العادية. وأوضح الباحثون أنه إذا كان الشبان السمان يعانون أيضاً من مرض السكري من الدرجة الثانية، فإن فرص إصابتهم بأمراض الكبد ستزيد في منتصف العمر 3.3 مرة. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن مرض السكري يزيد احتمالات الإصابة بأمراض الكبد وسرطان الكبد، لكن الدراسة الحالية تشير إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يعتبر في حد ذاته عامل خطر. وقال المعد الرئيس للدراسة، هانس هاجستروم: "ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في سن مبكرة عند الرجال، مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الكبد في وقت لاحق من العمر، وهذا لا يمكن تفسيره بزيادة استهلاك المشروبات الكحولية أو بالتهاب الكبد الفيروسي". وأضاف: "وزادت هذه الأخطار كذلك بين الرجال الذين مرضوا بالسكري من الدرجة الثانية، أثناء فترة المتابعة بصرف النظر عن مؤشر كتلة الجسم". وفحص فريق البحث بيانات مليون و220261 رجلاً عندما جندوا في الجيش السويدي في الفترة من 1969 إلى 1996، وكانت أعمارهم تتراوح بين 17 و19 سنة في ذلك الوقت. وباستخدام سجلات الصحة العامة تابع الباحثون الرجال حتى العام 2012. وعندما جند الشبان كان متوسط مؤشر كتل أجسامهم يبلغ 21.5، وكان 100 ألف منهم فقط تزيد أوزانهم على المتوسط، و20 ألفاً يصنفون بأنهم يعانون من السمنة، لكن الباحثين قالوا، إن "معدلات السمنة اختلفت خلال فترة تجنيدهم". وفي 1969، كان حوالى ستة في المئة من الرجال تزيد أوزانهم على الطبيعي، وأقل من واحد في المئة يعانون من السمنة، لكن بحلول 1996 كان 12 في المئة منهم أزيد من الوزن الطبيعي، وحوالى ثلاثة في المئة يعانون من السمنة. وخلال فترة المتابعة أصيب 5281 رجلاً بأمراض كبد خطيرة، منها التليف الكبدي، والفشل الكبدي، وأصيب 251 رجلاً بسرطان الكبد. وبالمقارنة بالرجال الذين قل مؤشر كتل أجسامهم عن مستوى 22.5 في سنة الأساس، فإن أخطار الإصابة بأمراض الكبد الخطيرة زادت، فالرجال الذين كانت أوزانهم تزيد على الطبيعي، زادت أخطار إصابتهم بأمراض الكبد بنسبة 50 في المئة، والسمان زادت أخطار إصابتهم إلى نفس أخطار أصحاب الأوزان الطبيعية. وأدى استبعاد الرجال الذين شخصت حالتهم بأنها أمراض كبد مرتبطة بتناول الكحول من التحليل إلى زيادة الأخطار المرتبطة بالسمنة قليلاً. وفي ما يتعلق بسرطان الكبد، وجد الباحثون أن الذين كانت أوزانهم زائدة في سنة الأساس، زادت أخطار إصابتهم به بنسبة 60 في المئة، لكن الأخطار زادت على ثلاثة أمثالها بين السمان. وقالت مديرة مركز موازنة الطاقة في الوقاية من السرطان التابع لجامعة تكساس، كارن باسن إنجكويست: "السمنة عامل خطر مهم في العديد من أنواع السرطان، وسرطان الكبد أحد هذه الأنواع"، مضيفة: "هذه الدراسة تظهر أنه حتى السمنة في فترات المراهقة المبكرة مرتبطة بأخطار لاحقة. من المهم أن نحافظ على وزن صحي في مختلف المراحل العمرية".
مشاركة :