كليات الصحافة البريطانية إلى الرد عبر تدريب أجيال جديدة من الصحافيين المؤهلين لإدارة وفرز تدفق المعلومات على الإنترنت بأفضل الطرق.جيمس رودجرز: التغيير سيأتي أيضا من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وقال جيمس رودجرز المحاضر في جامعة سيتي في لندن المرموقة في دراسات الصحافة لفرانس برس إن المطلوب “فكر تحريري مختلف” بحسب الأدوات الجديدة المتاحة. واستطرد الأستاذ الخبير في “الأخبار الكاذبة” والصحافي السابق في بي بي سي ورويترز أن التغيير سيأتي أيضا من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بقدر تأقلمهم مع هذه الأدوات. وفي الجهة المقابلة، راهن أحد مفبركي “الأخبار الكاذبة” على تطور معرفة المستخدمين، معتبرا أن أنشطته تساهم في ذلك. وقال الصحافي الثلاثيني من لندن وأحد المحررين الرئيسيين لصحيفة “ذا ساوثند نيوز نيتوورك” الساخرة “أشجع الناس على اعتبار الأخبار الكاذبة بمثابة تسلية وأعلمهم أنها بحاجة إلى تحليل قبل مشاركتها”. وأوضح المحرر الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب تهديدات تلقاها أن الطريقة الأفضل لتفشي معلومة ما بشكل واسع هي تغليب العاطفة على الفكر. وأكد أن “الخبر الكاذب المؤثر يخاطب دائما غضب الناس ومخاوفهم”، مشيرا إلى أن فترة استفتاء بريكست وفرت كثافة خاصة في الأمثلة على ذلك. وقال “إنه موضوع حساس إلى درجة تدفع الناس إلى الغوص فورا” بشكل غريزي. وذكر خبرا علق في ذهنه مفاده أن رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون أعلن لزبائن سوبرماركت أنه لن يحترم نتيجة الاستفتاء إذا أقرت بريكست وتمت مشاطرته أكثر من 400 ألف مرة. وأضاف “أعرب الناس عن سخطهم وقالوا كنا نعلم أنه سيفعل ذلك!، بعدما اكتفوا بقراءة العنوان والفقرة الأولى وشاطروا الخبر دون تفكير”. أما في الولايات المتحدة فقد كان الرهان على وعي القراء وقدرتهم على تمييز الأخبار الكاذبة خاسرا، ويقول ألكسندر دارديلي نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة (ايريكس)، المختصة بتعزيز الحكم الرشيد والوصول إلى المعلومات والتعليم العالي الجودة إن في الاستجابة لموجة من الأخبار الوهمية الزائفة التي غمرت حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كان قدر كبير من الاهتمام مكرسا لأولئك الذين ينتجون أو ينشرون هذه القصص، والافتراض هنا هو أن القراء والمشاهدين سوف يصلون دائما إلى الاستنتاج الصحيح بشأن أي قصة بعينها، إذا اكتفت المنافذ الإخبارية بعرض “الحقائق” فقط. وأضاف دارديلي “ولكن هذا النهج يعالج نصف المعادلة فقط، صحيح أننا نحتاج إلى وكالات أنباء تقدم معلومات جديرة بالثقة، ولكننا نحتاج أيضا إلى أن يكون المستهلكون الذين يتلقون هذه المعلومات فطنين ومجربين”. وكانت المعتقدات الشخصية وراء القرارات التي اتخذها الملايين من الناخبين في انتخابات عام 2016، لم تكن قائمة فقط على تجارب كل شخص والمعلومات التي يتمكن من الوصول إليها، بل وأيضا على كيفية معالجته لهذه التجارب أو على المعلومات، وقد ساهمت علاقة الناخبين بمنتجي المحتوى، ودافعهم إلى تصديق أو تكذيب الحقائق، ومهارات التفكير الانتقادي التي يتمتعون بها في تحديد كيفية تفسيرهم للمعلومات وتفاعلهم معها، بحسب دارديلي. ويبدو أن أغلب خبراء التيار السائد في الانتخابات لم يتمكنوا من “فهم” معتقدات أو وجهات نظر الملايين من الأميركيين، وليس من المستغرب إذا أن ينفر الملايين من الأميركيين من الحديث المتواصل لأولئك الخبراء، فقد رأى الناخبون في الخبراء مجرد مروجين لمعلومات لا تربطها أي صلة بالقضايا المهمة، والرجال والنساء الذين يتحدثون أمام كاميرات التلفزيون بعيدون كل البعد عن المصانع والمكاتب والحانات والكنائس والمدارس والمستشفيات، حيث يشكل المشاهدون العلاقات التي تحدد الكيفية التي يعالجون بها المعلومات، ولم تنجح الثورة الرقمية المزعومة في جعل أهمية التواصل البشري في تشكيل تفسيرات الناس واستجابتهم للمعلومات التي يتلقونها زائدة على الحاجة.
مشاركة :