كلاسيكو الإثارة في الدوري المغربي بطموحات متباينةعالم الكلاسيكو مختلف تماما عن أي لقاءات أخرى، له طقوسه وحيثياته التي لا يدركها الجمهور العادي، فقط هم الضالعون في لعبة كرة القدم الذين يستهويهم التكهّن بنتيجة هذه اللقاءات، لكن مهما كان تكهنهم صائبا فإنه حتما لن يحيد عن قاعدة أن الأجدر هو من يفوز في النهاية. يبدو أن ديربي الوداد والجيش في الدوري المغربي لن يحيد على هذه القاعدة.العرب  [نُشر في 2017/04/03، العدد: 10591، ص(22)]صراع الكبار الدار البيضاء (المغرب) - يستعد الوداد البيضاوي كأفضل ما يكون لاستضافة الجيش الملكي الاثنين في لقاء مؤجل من الجولة الـ21 بالدوري المغربي للمحترفين على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء ضمن كلاسيكو يعرف دائما بالإثارة والتشويق. ويحظى كلاسيكو الوداد والجيش عادة بمتابعة جماهيرية واهتمام إعلامي كبيرين خاصة أنه يأتي هذه المرة في أجواء خاصة، حيث ينافس الوداد على درع الدوري ويحتل المركز الأول برصيد 43 نقطة، بينما يحتل الجيش المركز السادس بـ32 نقطة. ويعتبر الفريقان من الأندية العريقة في الدوري المغربي بدليل أن الجيش هو أول فريق مغربي يحرز لقبا أفريقيا بعدما فاز بدوري أبطال أفريقيا عام 1985، كما فاز أيضا بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2005. أما على المستوى المحلي، فقد فاز الجيش بلقب الدوري المغربي في 11 مناسبة، بينما فاز بكأس العرش في 12 مناسبة. يعود أول لقاء تقابل فيه الفريقان إلى كأس العرش موسم 1958-1959 وانتهى بفوز الفريق العسكري بهدف دون رد. وكان أول كلاسيكو بين الفريقين على مستوى الدوري كان في موسم 1960-1959 وانتهى بالتعادل ذهابا وإيابا. ومهما اختلفت الأرقام فإن الكلاسيكو دائما ما يحافظ على طقوسه الخاصة حيث يصعب التكهن بالفريق الذي بإمكانه حسم اللقاء.الأرقام مهما اختلفت فإن الكلاسيكو دائما ما يحافظ على طقوسه الخاصة، حيث يصعب التكهن بالفريق الفائز ويأمل الفريق العسكري بألا يتكرر كابوس مباراة الذهاب وقد استعد بكل الأسلحة الممكنة لمواجهة نجوم الوداد، حيث سيعول كثيرا على تجربة عزيز العامري وخبرته إذ سبق أن واجه الوداد في العديد من المناسبات، علما وأنه لم يكن حاضرا في مباراة الذهاب، حيث كان عبدالمالك العزيز مدرب الفريق العسكري وقتها. وقال أمين بورقادي، حارس مرمى الجيش الملكي، إن مواجهة الوداد البيضاوي ستكون مثيرة وصعبة على الفريقين. وأضاف “رغم أن المباراة تبقى عادية على غرار باقي مباريات الدوري، إلا أن قيمة الفريقين تجعلها مهمة خاصة أن التجارب السابقة عودتنا أن كل فريق يريد تسجيل نتيجة إيجابية”. وتابع “خسارة الذهاب بخماسية لن تؤثر على فريقه”، مؤكدا أنها أصبحت من الماضي، خاصة أن مجموعة من الأمور في رأيه قد تغيرت في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن فريقه لا يعتبر المباراة ثأرية. يعول نادي الجيش الملكي المغربي على خبرة عزيز العامري المدير الفني ودهائه التكتيكي لعرقلة الوداد البيضاوي أمام جماهيره. ولم يكن عزيز العامري حاضرا في مباراة الذهاب التي عرفت واحدة من أقسى الهزائم التي تجرع مرارتها نادي الجيش في مواجهات الكلاسيكو أمام أنصاره. وحضر العامري للإشراف على القيادة الفنية للجيش الملكي بعد الخماسية ووعد بإعادة الفريق إلى المسار الصحيح في مرحلة الإياب، وهو ما تم بالفعل بعد أن انضبط إيقاع وتفاعل اللاعبين مع تكتيك المدرب الجديد. وقال العامري في تصريحات صحافية بعد تعيينه “إنه يحتاج إلى 70 حصة تدريبية كي يعتاد لاعبو الفريق على الأمور الخططية بالشكل الذي يحبذه”. ومن المنتظر أن يكون عزيز العامري صاحب لقبي الدوري برفقة التطواني في آخر 5 مواسم حاضرا بدهائه التكتيكي لإيقاف الوداد أمام أنصاره، ومحاولة الحد من خطورته ومن ثم المراهنة على قلب الطاولة على متصدر الترتيب الحالي. ويملك عزيز العامري خبرة مثل هذه المباريات الصعبة والمعقدة ويراهن على نقلها إلى لاعبيه للثأر لخماسية الذهاب المدوية. وأكد بورقادي أن حسم المباراة سيكون أمرا رائعا وتأكيدا لعودة الفريق القوية، وكذلك للنتائج الجيدة التي سجلها الفريق منذ انطلاق مرحلة الإياب. وختم الحارس حديثه “نحن نعرف الوداد مثلما يعرفنا، لذلك ننتظر أن تكون المباراة تكتيكية على أرضية الملعب. نعرف أن جمهورنا ينتظر منا التوقيع على مباراة في المستوى، لتأكيد النتائج التي حققناها منذ بداية مرحلة الإياب، لذلك لن ندخر أي من أجل العودة بنتيجة إيجابية”. سيكون الجيش محروما من أحد أبرز لاعبيه إسماعيلا تونجارا، الذي سيغيب بسبب حصوله على 4 إنذارات إلى جانب أنس عزيم المصاب. بينما سيغيب عن الوداد كل من صلاح الدين السعيدي وإسماعيل الحداد للإصابة، ورغم هذه الغيابات إلا أن الفريقين يملكان تشكيلة غنية، إذ للمدربين العامري وعموتة اختيارات كثيرة. وتظل طموحات الفريقين في النهاية واحدة، حيث يريد الوداد تكريس قوته في الدوري وتعزيز موقعه في الصدارة، بينما يأمل الجيش في تحقيق نقاط المباراة والاقتراب أكثر من فرق المقدمة.