بعد تونس، جاء الدور على الجزائري لتنفي ما تداولته عدد من وسائل الإعلام الإيرانية حول تصريحات لرئيس الوزراء، عبد المالك سلال، غداة لقائه مع وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، رضا صالحي أميري، منتصف الأسبوع الماضي، إذ قالت الخارجية الجزائرية إن ما نقل لا يعدّ أن يكون نقلا غير سليم واستنتاجا غير مطابق لحقيقة ما تم تداوله من مواضيع وما ورد من تصريحات خلال هذا اللقاء". وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية، بن علي الشريف، أمس الأحد، إن كلّ ما جرى التداول بشأنه في اللقاء كان التركيز على أهمية الجوانب الثقافية، من أجل توطيد علاقات الصداقة والتعاون، وأن عبد المالك سلال عبّر عن "أمل الجزائر في أن تلعب إيران دورا إيجابيا في محيطها، وأن تكون عامل استقرار وتوازن في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي". وفيما لم تتحدث الخارجية الجزائرية عن نوعية التصريحات التي أثارت الضجة، يرّجح أن يكون سبب التوضيح ما نشر عن تعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وما نُسب لرضا أميري عن خلاف بلاده مع السعودية ودعم الجزائر لإيران في هذا الصدد. وترفض الجزائر أن تتدخل في الصراع القائم بين السعودية وإيران في الشرق الأوسط، ويؤكد هذا ما جاء في توضيح الخارجية الجزائرية بأن عبد المالك سلال لم يفته التأكيد على "نوعية العلاقات التي تربط الجزائر بجميع الدول العربية في الخليج والمشرق، وخاصة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة"، وأن "الحوار وحده هو الكفيل بتجاوز المشاكل الظرفية المطروحة في الوقت الحاضر". وكانت تونس قد نفت هي الأخرى ما نُشر عن أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي صرح خلال لقائه برضا أميري أن إيران "هي حامية العالم الإسلامي من إسرائيل وأن كل الدول العربية والإسلامية تقف إلى جانبها في هذه المواجهة". وأوضحت الرئاسة التونسية أن اللقاء تناول " أهمية أن تستفيد إيران من فك العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها لعقود وأن تعمل على التفاعل إيجابيا والانفتاح على محيطها الإقليمي وتحسين علاقاتها بدول الجوار"، وأن "اللقاء تطرق أيضا إلى حرص الجانبين على توخي الحوار للمساعدة على التوصل لحلول سلمية للنزاعات القائمة خاصة في سورية واليمن".
مشاركة :