سان بطرسبورغ (روسيا) - قالت السلطات الروسية إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا في انفجارات بعربتي قطار في شبكة مترو سان بطرسبورغ الاثنين، فيما اصيب خمسون آخرون. وقال اندريه كيبيتوف مدير المكتب الصحفي لرئيس بلدية المدينة على تويتر إن 17 سيارة انتقلت إلى موقع الانفجار لنقل وعلاج الجرحى. وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في وقت سابق أن محطات المترو في المدينة أغلقت. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموجود في سان بطرسبورغ للاجتماع مع رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو، إن سبب الانفجارات لم يعرف بعد وإن الجهود جارية لمعرفته. وأضاف أنه يدرس كل الاحتمالات بما في ذلك الإرهاب. ورأى شاهد ثماني سيارات إسعاف قرب محطة مترو سينايا بلوشتشاد. وقالت وسائل إعلام محلية إن ثلاث محطات مترو أغلقت. وأظهرت لقطات مصورة المصابين وهم ممددون على رصيف المحطة وحولهم أفراد خدمة الطوارئ وآخرون فروا من المحطة وسط سحابة من الدخان. وتسبب الانفجار في حالة من الإرباك مع منع حركة المرور فى موسكوفسكى بروسبيكت، الشارع المزدحم في حين كانت سيارات الطوارئ تتجه الى المحطة بسرعة. وقالت مواطنة تدعى ناتاليا خارج المحطة بينما كانت تحاول اجراء مكالمة هاتفية "امي كانت في المترو، لا اعرف ما حدث لها، لا استطيع الوصول اليها". وقال مصدر في وزارة الأوضاع الطارئة الروسية "تفيد المعلومات الأولية بأن 10 أشخاص قد قتلوا وأن 20 آخرين قد أصيبوا". وكان مصدر من قوات الأمن قال في وقت سابق لوكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء، إن "الانفجار وقع في إحدى عربات القطار وأسفر عن سقوط ضحايا". وذكر الجهاز الاعلامي للمترو في ثاني مدينة روسية، كما ذكرت وكالة أنباء انترفاكس، أن جميع محطات المترو قد أغلقت وأن الانفجار وقع في عربة قطار لدى وجودها بين محطتين في جنوب غرب سان بطرسبرغ. وتوجه محققون إلى مكان الانفجار لتحديد العناصر الأولية والوقوف على أسباب ونوعية التفجير، كما أعلنت النيابة العامة في سان بطرسبورغ في بيان. وإذا كانت النيابة قد تحدثت عن انفجار واحد، فإن مصدرا في قوات الأمن أشار لوكالة ريا نوفوستي إالى "انفجار عبوتين تم تفجيرهما في عربتين في محطتي سينايا بلوشياد وتكنولوجوتشيسمي انستيتيوت"، موضحا أن العبوتين يدويتا الصنع وضعيفتان. وتظهر الصور الأولى التي بثتها شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات التلفزة الروسية، احدى قاطرات المترو التي دمرها الانفجار وعددا كبيرا من المسافرين يحاولون اخراج مصابين من بين ركام الحديد. وأكد ادارة مترو موسكو على تويتر أنها "بصدد اتخاذ اجراءات أمنية إضافية" كما يقتضي القانون في مثل هذه الحالات. وكان تنظيم الدولة الاسلامية دعا الى ضرب روسيا بعد بدء تدخلها لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر/سبتمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، تعرضت روسيا لعدد كبير من الهجمات، لكنها وقعت جميعا في جمهوريات القوقاز الروسية غير المستقرة. وأعلنت أجهزة الأمن الروسية مرارا أنها قضت على خلايا جهادية كانت تستعد لضرب موسكو وسان بطرسبورغ. وفي عام 2013، تعرضت روسيا لاعتداءات انتحارية مزدوجة أسفرت عن مقتل 34 شخصا وأثارت حالة من القلق حيال أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي. وقد أدى انفجار قنبلة في محطة السكك الحديد الرئيسية في مدينة فولغوغراد الجنوبية الى مصرع 18 شخصا بينما استهدف اعتداء آخر حافلة ركاب ما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وأدى اعتداء انتحاري في يناير/كانون الثاني 2011 استهدف مطار دوموديدوفو فى موسكو وتبناه متمردون اسلاميون من شمال القوقاز إلى مقتل 37 شخصا. وقد أعلنت "الإمارة الإسلامية" بزعامة دكقو عمروف مسؤوليتها عن الاعتداء. وتعرضت روسيا لهجمات من متشددين من الشيشان في السنوات الماضية. وهدد زعماء لمتمردي الشيشان مرارا بالمزيد من الهجمات. وقتل 38 شخصا على الأقل في العام 2010 عندما فجرت انتحاريتان نفسيهما في مترو أنفاق موسكو. والأسبوع الماضي تبنى تنظيم الدولة الاسلامية هجوما استهدف قاعدة عسكرية روسية في الشيشان قتل فيه 6 جنود روس. وأقرت موسكو بوقوع الهجوم وبالحصيلة. وكان التنظيم المتطرف الذي يقاتل في صفوفه عشرات الجهاديين من القوقاز قد توعد مرارا باستهداف المصالح الروسية ردّا على التدخل الروسي العسكري في سوريا منذ 2015. وتشن الطائرات الروسية غارات جوية على مواقع الدولة الاسلامية وجماعات اسلامية متشددة أخرى في سوريا إلى جانب استهدافها لمواقع المعارضة المعتدلة. ونجحت في قلب موازين القوى لصالح حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.