الظهران – عبدالوهاب الصالح | الأحلام التي راودت الشباب في المملكة العربية السعودية تحققت في الدورة الرابعة من مهرجان السينما السعودية، حيث أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي عن مشاريع سينمائية قادمة، منها مواصلة عرض الافلام السعودية في العواصم العالمية، وذلك من خلال التنسيق بين الجمعية ووزارة الخارجية، وستكون الوجهة الأولى واشنطن وباريس خلال الصيف المقبل، كما أكد البازعي خلال كلمته بأن صندوق الفنون السعودية الذي اعلنت الجمعية مؤخراً عن نشأته سيكون «شريكاً فاعلا في انتاج افلام 5 X 5» وكانت غصت «الخيمة» التي شهدت عروض المهرجان قد غصت بالحضور من الجنسين، حيث فصلت مقاعد الحضور النسائي والرجالي، لكنها لم تفصل على قاعة المسرح، حيث تناوب على التقديم شاب وفتاة، وبحضور الفائزين من الجنسين، حيث كانت الصالة تضج بالتصفيق مع إعلان أسماء الفائزين الذين عاشوا خمسة أيام في عرس سينمائي حقيقي. السجاد الأحمر الذي كان يغطي دروب المهرجان، الأمكنة الخاصة باللقاءات التلفزيونة والبث المباشر من خلال القناة الثقافية السعودية، وبث اللقاءات مع الفنانين الحاضرين، وكذلك الزائرين مع ملاحظة عدم وجود أي علامات أو إشارات خارجية تدل على وجود المهرجان. وقد تصدّر 4 متنافسين في المهرجان من خلال استحواذهم على 11 جائزة من أصل 20 جائزة مقسمة على كل الفروع. حيث حصل فيلم «المغادرون» لعبدالعزيز الشلاحي على الجائزة الكبرى عن الأفلام الروائية وكذلك جائزة أفضل ممثل (محمد القس) الذي سجد أمام الجمهور لحظة استلامه الجائزة، وكذلك بأفضل ملصق.. عروض المهرجان وورشه على مدى الأيام التي أقيم فيها المهرجان شهد حضوراً تجاوز العشرة الاف زائر طيلة أيام المهرجان، حيث بلغت تذاكر اليوم الأخير 2165 تذكرة عرض خلالها 14 فيلماً داخل خيمة إثراء و7 أفلام في ساحة العروض الخارجية من أصل 58 فيلماً عرضت في المهرجان، وكانت الورش تعقد في الفترة النهارية، وبشكل منظم في مواعيدها، وحضور فاعل من قبل المشاركين فيها. حيث عقدت أربع ورش متوازية هي (ادارة وتمويل الإنتاج الثقافي، اساسيات تصميم رسوم ثلاثية الأبعاد، الارتجال للكاميرا وتطوير هيكل القصة وتنمية الشخصية). امتلأت ساحة المهرجان بحضور متميز من الجنسين خارج الخيمة وداخلها، حيث كان الحضور الفردي أو العائلي بدون أي معوقات لدخول خيمة العروض أو الساحات الخارجية حيث حضر ما يزيد عن 100 متطوع ومتطوعة يقومون بمساعدة الجمهور للوصول الى مقاعدهم في المهرجان. تميز الفيلم السعودي المشارك في المهرجان بأنه يحمل طبيعة السيناريو المحلي الذي كتب من وحي المجتمع وهمومه اليومية، حيث حكى فيلم «مغادرون» قصة السفر والمطارات، وتناول حكاية شاب (محمد القس – سوري مقيم في السعودية)، وقصته مع السفر وذلك من خلال رغبة البطل في السفر الى تركيا ويتنقل بين الطائرة والمطارات، لذا كان التصوير في أكثر من بلد (السعودية/ تركيا) وقد حصل الفيلم على أكثر من جائزة للمهارة العالية في الأداء التمثيلي لبطله محمد القس. وقد حصد الفيلم على أكثر من جائزة حيث الأداء المميز من قبل الممثل القس، وكذلك تنقلات الكاميرا في التصوير. بينما جاء فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» اخراج بدر الحمود وبطولة إبراهيم الحساوي، يحمل قصة نفسية لشخص يسرد ما بداخله خلال رحلة طريق «صحراوية»، وهذا ما درجت عليه أفلام المخرج بدر الحمود في طريقة العرض التي تتركز على الروح الفنية عالية الدقة من خلال التصوير والنص. كواليس المهرجان يغلب على معظم الأفلام أن طاقم العمل التمثيلي من السعوديين، حيث استمرت التجارب من خلال متابعة جيل المخرجين الجدد للسينما العالمية وحضورهم للمهرجانات في الخليج بشكل دائم وحصولهم أيضا على جوائز في تلك المهرجانات، حيث فاز فيلم (300 كم) بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي 2015 ويحكي الفيلم قصة اجتماعية تدور بين رجل وامرأة وطفل رضيع تجمعهم رحلة سفر في ظروف المجتمع المحافظ. ويلاحظ على الفيلم السعودي بأنه يفتقر للنص الجيد، فيحصل على أفضل تصوير أو اخراج، بينما يكون النص «ركيكا» وفق رؤية بعض النقاد. تتميز طبيعة الأفلام المقدمة في المهرجان بأنها تعبر عن روح المكان، والشباب والمجتمع بكافة صوره الأجتماعية أو المحافظة، كما هو في فيلم «وسطي»، كما يحاول معظم المخرجين الجدد التنقل بالكاميرا في المدن التي يمكن التعامل فيها بسهولة مع التصوير السينمائي. الشخصية المكرمة كرمت الدورة الرابعة الفنان سعد خضر أحد رواد العمل السينمائي في السعودية، وكانت الدورات السابقة قد كرمت كل من المخرج السينمائي السعودي عبدالله المحيسن عام 2008، والفنان والمخرج إبراهيم القاضي 2015، والمخرج الراحل سعد الفريح 2016.
مشاركة :