كاسياس ينفض الغبار عن نفسه ويظهر تألقا لافتا

  • 5/3/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على مدار عام واحد مضطرب وحافل بالأحداث، قلب حارس المرمى الأسباني المخضرم كاسياس أوضاعه رأسا على عقب بفريق ريال مدريد ليصبح في انتظار المشاركة بنهائي دوري أبطال أوروبا أمام جاره أتلتيكو مدريد في 24 أيار/مايو الحالي. وقبل عام واحد فقط ، بدا كاسياس وكأنه على وشك الرحيل من النادي الملكي بعدما فقد مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق لصالح دييجو لوبيز. ولكن أحلام كاسياس حالت دون اتخاذه قرار الرحيل ومنعته من الرد على قرار البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للفريق بوضعه على مقاعد البدلاء. وتحمل كاسياس ما حدث له في الموسم الماضي وحرص على الاستمرار ضمن صفوف الفريق الذي قاده من قبل للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين بخلاف خمسة ألقاب في الدوري الأسباني. وجاء رحيل مورينيو عن الفريق في نهاية الموسم الماضي ليمنح كاسياس بعض الارتياح أملا في العودة إلى التشكيلة الأساسية للفريق وساهم هذا في أن يتخذ اللاعب قرار البقاء في الريال. ولكن هذا الارتياح سرعان ما تبدد عندما أعلن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق أن لوبيز سيستمر في حراسة مرمى الفريق بمباريات الدوري الأسباني وهو القرار الذي أثار الجدل وأدهش كثيرين لأن دور كاسياس مع الفريق سيقتصر على مباريات كأس ملك أسبانيا ودوري أبطال أوروبا. وكان لهذا القرار وقع سيئ بعض الشيئ على كاسياس (32 عاما) خاصة وأن هذا الموسم يسبق مشاركة المنتخب الأسباني في بطولة كأس العالم البرازيل 2014، وأصبح السؤال الذي تردد في أذهان الكثيرين وفي مقدمتهم فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني هو : كيف يمكن الدفع بحارس شارك في حفنة فقط من مباريات الموسم حتى وإن كان هذا الحارس لعب دورا بارزا في فوز الفريق بكأس العالم 2010 وبكأس أوروبا في 2008 و2012. ولكن كاسياس قلب الوضع لصالحه مثلما نجح في هذا دائما منذ مشاركته الأولى مع الريال في 1999 عندما كان لا يزال حارسا شابا في الثامنة عشر من عمره يبهر الجميع بعروضه رغم وجهه الطفولي. وعلى مدار تسع مباريات خاضها في مسابقة كأس ملك أسبانيا، استقبلت شباكه هدفا واحدا ليكون رقما قياسيا أسبانيا جديدا للاعب في طريقه نحو لقب البطولة. وجاء الهدف الوحيد بضربة رأس من مارك بارترا لاعب برشلونة في المباراة النهائية للبطولة ولكن الريال حسم المباراة لصالحه بنتيجة 2-1. وكان كاسياس على نفس المستوى ولعب بنفس الحدة في مباريات دوري الأبطال حيث استقبلت شباكه تسعة أهداف فقط في 12 مباراة خاضها في دوري الأبطال وتصدى للعديد من الفرص في مباريات الفريق أمام بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ الألمانيين في دور الثمانية والدور قبل النهائي على الترتيب. وفي المقابل، عانى لوبيز كثيرا مع الفريق في الدوري الأسباني، حيث يحتل الفريق المركز الثالث في جدول المسابقة حاليا وأصبحت فرصته في الفوز بلقب البطولة ضعيفة للغاية. وقال كاسياس أمس الأول الخميس، بعد يومين من الفوز 4-0 على بايرن ميونيخ في إياب المربع الذهبي لدوري الأبطال ، كان موسما غريبا.. دييجو قدم عروضا جيدة تماما في الدوري بينما حاولت بذل قصارى جهدي في دوري الأبطال وكأس الملك كان عاما غريبا في عديد من الأمور. ومنذ أن نهج رون جرينوود المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي سياسة التبادل بين الحارسين بيتر شيلتون وراي كليمنس في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لم يتأرجح أيي مدرب بين حارسين للمرمى لهذه الفترة الطويلة. ولكن أنشيلوتي يتعرض الآن لضغوط هائلة من أجل الدفع بكاسياس بدلا من لوبيز في المباريات الأربع الباقية للفريق بالدوري الأسباني حتى يستعد كاسياس بشكل مناسب للمباراة النهائية لدوري الأبطال والمقررة في 24 أيار/مايو الحالي أمام أتلتيكو مدريد بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وقال الأرجنتيني خورخي فالدانو مهاجم ومدرب ريال مدريد السابق، في تصريحات إلى إذاعة كادينا سير الأسبانية أمس الجمعة عدم مشاركة كاسياس في المباريات حتى نهائي دوري الأبطال سيكون مشكلة.. كنت لأشركه في المباريات الباقية بالدوري. إذا لم يشارك فيها، سيظل لمدة أربعة أسابيع بدون لعب قبل المباراة النهائية لدوري الأبطال. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة آس الأسبانية الرياضية على موقعها بالانترنت أن 81 بالمئة من قراء الصحيفة يودون مشاركة كاسياس في مباريات ريال مدريد الباقية بالدوري الأسباني هذا الموسم. وتمثل مشاركة كاسياس في هذه المباريات أيضا دعما قويا للمنتخب الأسباني ومديره الفني دل بوسكي خاصة وأن كاسياس سيكون الحارس الأساسي للفريق في المونديال البرازيلي نظرا لإصابة فيكتور فالديز بقطع في الرباط الصليبي . ولذلك ، يبدو كاسياس هو الحارس الأول للريال وللمنتخب الأسباني بلا منازع حقيقي. وبعد هذا العام العصيب الذي مر به اللاعب، يتطلع الحارس العملاق في الفترة المقبلة للفوز بلقبي دوري الأبطال مع الريال وكأس العالم مع الماتادور الأسباني.

مشاركة :