طفل شغله عالم الطعام منذ الصغر بدلاً من الألعاب، قصة طفولته كانت أشبه بنسخة عربية من فيلم «الفار الطباخ»، كان يهوى رائحة الملوخية والحمام المحشى أكثر من الحلوى، وتحديدا بهارات الطعام كانت لعبته الدائمة، ونقد الطعام وتذوق التوابل فى منازل أقاربه كانا هوايته المفضلة، ليصبح الطعام بالنسبة له عشقا وعلما وظل يطور من نفسه فى مراحل حياته ليصبح أول ناقد طعام فى الوطن العربى. عمرو حلمى، خريج كلية الإعلام، صحفى ومصور فيديو ومونتير وستايلت، مجالات امتهنها عمرو لفترة فى حياته، ولكنه لم يجد نفسه فيها، وقرر أن يتركها جميعها بعد أن حقق فيها تقدما، ليسير وراء قلبه الذى ينبض مع كل أكلة يتذوقها، ويقول: «كنت ستايلت لفنانات شهيرات، مثل أنغام وغادة عادل، ومصورا صحفيا فى جريدة كبيرة ومونتيرا، لكن ملقتش نفسى، حجرة المونتاج كانت بتخنقنى فقررت أسيب كل ده وأنا لسه مش عارف هعمل إيه». «مشيت خلف فطرتى»، هكذا وضح عمرو بدايته فى هذا المجال، فبعد تركه للعمل ومكوثه فى المنزل لفترة قرر أن يخرج كل يوم ليجرب أكلة مختلفة وتقييمها على صفحته الخاصة بـ«فيس بوك»، وسرعان ما تطور الأمر معه: «عملت صفحة خاصة بالأكل من 5 سنين قبل ما موضة الأكل تنتشر، كنت تقريبا أول واحد يعملها، وحبى للأكل وفهمى له وكمان كونى صحفيا وبعرف أكتب ساعدنى جداً». «من كل بلد أكلة»، كان هذا هو هدف عمرو، فبعد اكتشافه لموهبته قرر أن يوسع فكرته والسفر لتذوق أكلات الشعوب، ، فدرس فنون الطهى لمدة 4 سنوات، وحصل على دبلومة بعدها من مصر معتمدة من إنجلترا، ثم التحق بدبلومة فى المطبخ الفرنسى، وعشرات الكورسات فى مطابخ البلاد المختلفة، ويحضّر حالياً لماجستير فى إيطاليا عن ابتكارات الطعام حول العالم. يقول: «مش مجرد عشق للأكل، لكن كمان الأكل ده علم وثقافة وتاريخ، والماجستير اللى بعمله حالياً بلف فيه العالم وبشوف ابتكارات الأكل الجديدة حول العالم، وزرت المصانع اللى بتصنع روائح الطعام وقهوة كل اللى بيقدم فيها إنسان آلى». بدأ الأمر عند عمرو فى طفولته، فكان يتسلل من وراء والدته ويدخل المطبخ ويسرق لحظات السعادة بالنسبة له، ويبدأ فى تذوق الطعام والتوابل والبهارات ويحللها، كان المطبخ أشبه عنده بمعمل: «كانوا بيقولوا عليا مجنون فى الأول، لكن دلوقتى بينبهروا بيا، كنا زمان فى البيت بنجيب شيف بيطبخ لنا، ورغم صغر سنى كنت أنا اللى بقبله أو أرفضه بعد ما أخليه يعمل كام أكلة». «مفيش طائر أو حيوان أو حشرة معدوش على معدتى»، زار حلمى 19 دولة تقريبا بين الشرق والغرب، يتذوق ويحلل ويدرس عشقه الأول والأخير، بداية من الباستا والسوشى والأرز وصولاً إلى الحشرات والتماسيح والدود: «أحلى بلد بتعمل أكل هى اليابان وبعدها سنغافورة، وأصعب دولة مرت عليا كانت الصين دوقت نمل وحشرات وتماسيح وكانجارو وأخطبوط حى كانت تجربة سودا». ربط عمرو الأكلات بثقافة الشعوب، خاصة الأكل الشعبى، فكان أول طعام يتذوقه عندما تطأ رجله أى بلد هو أكل الشوارع، ثم يبدأ بعدها بالبحث عن تاريخها: «بحب أعرف أصل الأكلة، وبشوف إن الأكل هو سمة رئيسية فى تحديد هوية البلد وثقافتها». ويعمل حلمى حاليا على برنامج عن المطبخ المصرى «ببحث عن الأكلات المصرية من أيام الفراعنة وبعمل دراسات عنها وهجمعها فى برنامج بـ4 لغات بمساعدة صديقة ليا عشان أشهر المطبخ المصرى».
مشاركة :