أطلق مكتب برنامج الأمم المتحدة الانمائي في البحرين يوم أمس تقرير التنمية البشرية العالمية لعام 2016 الذي حمل شعار: «تنمية للجميع» برعاية وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وبحضور ممثلين عن جهات حكومية وأهلية وسفراء وصحافيين. وقال مدير فريق إعداد التقرير والمؤلف الرئيسي سليم جهان في تصريحات لـ«الأيام» إن ما يميز هذا التقرير هو تأكيده أن التنمية البشرية للجميع وقيمتها يجب أن تطال كل إنسان، معتبرًا أن هذا الطرح الفريد من نوعه يأخذ بعين الاعتبار توفر التنمية بل جودها والقدرة على الوصول إلى أكبر عدد من الناس.وقال جهان: «ما يميز هذا التقرير ويجعله فريدًا من نوعه هو تأكيده على أن التنمية البشرية هي حق للجميع وقيمتها يجب أن تطال جميع الناس، ولم نعد نتحدث فقط عن التنمية بل جودة هذه التنمية وقدرتها على الوصول الى جميع الناس وليس فقط لشرائح محددة من المجتمعات وجودة الحياة وجودة التعليم، كذلك تناول التقرير الاصلاحات العالمية وما يتوجب تحقيقه عالميًا».وعن البحرين قال جهان «البحرين حققت جميع معدلات التنمية البشرية وتعمل على تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة 2030 وهذا تقدم كبير جدًا لاسيما أنها قد حققت معدلات تنمية تفوق دولاً لديها معدلات دخل أكبر». وعن التحديات التي تواجه الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتنمية البشرية قال جهان «أعتقد أن هناك أجزاءً من افريقيا لا زلنا نواجه تحديات في تعميم التنمية البشرية فيها، وهم يتطلعون لدعم من قبل المجتمع الدولي». من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في تصريحات لـ«الايام» إن الاهتمام بالعنصر البشري يشكل أولوية قصوى بالنسبة للبحرين وقد تمكنت البحرين من تحقيق تقدم ملحوظ على دول ذات دخل أعلى من البحرين. وأشار الشيخ عبدالله إلى أن البحرين قد حققت تقدمًا كبيرًا في مجال تمكين المرأة والشؤون الاقتصادية وفرص الشباب. وحول مجانية التعليم قال الشيخ عبدالله «البحرين تولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم وجودته، والتعليم الإلزامي في البحرين مجانًا للمواطنين والمقيمين الأجانب، ووزارة التربية والتعليم تقوم بجهد كبير في دعم العديد من مؤسسات الدولة منها هيئة جودة التعليم، وذلك بهدف تحسين مخرجات التعليم والارتقاء بمخرجاته بما يخدم العنصر البشري وذلك كي لا تنعكس على التنمية المستدامة». وحول التحديات التي تواجه البحرين كدولة حققت معدلات مرتفعة جدًا في التنمية البشرية قال الشيخ عبدالله «تبقى أولوياتنا الداخلية والتي تناولها برنامج عمل الحكومة ويبقى التحدي الأكبر هو عملية ربط برنامج أهداف التنمية المستدامة الدولية بأولوياتنا الداخلية، والتحدي الإحصائي وكيف قياس بعض مؤشرات التنمية وهنا لا أعني المؤشر الدولي بل إيجاد مؤشر لقياس نسبة التقدم التي ستحققها البحرين في المجالات المختلفة». وكان المنسق المقيم لشؤون الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمين الشرقاوي قد اكد خلال كلمته على الروابط بين تقرير التنمية البشرية لهذا العام وفرصة البحرين لتعزيز القدرة التنافسية والاستدامة والإنصاف. وقد رمز ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الى ذلك بقوله «الدمج بين البيئة والصحة والتعليم، يوفر صورة أكثر توازنًا للتقدم من مجرد الاعتماد على المؤشرات الاقتصادية وحدها. وهذا بدوره يسمح للحكومات بوضع سياسات وقوانين تعزز التنمية الفعالة والمستدامة».وتابع بالقول «لقد حققت البحرين مؤشرًا عاليًا للتنمية البشرية هذا العام بالتركيز على التعليم والصحة، في حين ركزت بلدان أخرى على الدخل».فيما اعتبر وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في كلمته إن «شعار التنمية التي لا تتخذ من المواطن هدفًا لها هي تنمية عديمة الجدوى وغير مرغوب فيها» الذي اطلقه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال إطلاق رؤية البحرين الاقتصادية 2030 هو تأكيد واضح لا لبس فيه بأن رفاهية وسعادة واستقرار المواطنين هي الركائز الأساسية للتنمية في جميع المجالات وأن جهود الحكومة لتحقيق أهداف التنمية على الصعيد الدولي تسير بالتوازي مع تحقيق أهدافها الاقتصادية وخطة عملها عل الصعيد الوطني.أما مدير مكتب تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نيويورك ورئيس فريق إعداد التقرير والمؤلف الرئيسي له سليم جهان فقد اعتبر ان الاهتمام الكبير بالمعدلات الوطنية يخفي الكثير من الاختلافات الهائلة بين الناس، مشددًا على أهمية عدم تدارس ما تم تحقيقه فحسب بل ما تم استبعاده والأسباب. وقال جهان «نولي اهتمامًا كبيرًا للمعدلات الوطنية التي غالبًا ما تخفي اختلافات هائلة في حياة الناس». وأضاف: «من أجل تحقيق تقدم علينا أن ندرس بشكل وثيق ليس فقط ما تم تحقيقه بل أيضًا ما تم استبعاده ولماذا».وأضاف «على الرغم من الثغرات في التقدم إلا أنه يمكن تحقيق التنمية البشرية العالمية. فعلى مدى العقود الماضية شهدنا إنجازات في التنمية البشرية كان ينظر اليها قبل ذلك على أنها مستحيلة التحقيق».وفي سؤال لـ«الأيام» حول ما إذا كان غياب وجود قانون أحوال أسرية للشق الجعفري يشكل تميزًا واضحًا ضد المرأة رغم كل ما تحقق للمراة في البحرين قالت مديرة العلاقات العامة والدولية في المجلس الاعلى للمراة الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة أن هناك الكثير من المجالات التي تحققت للمرأة في المجالات التعليمية والسياسية والتشريعية والاجتماعية، كما تم إنشاء العديد من الجهات التي تعمل من أجل تعزيز استقرار الاسرة، لكن بالطبع هناك أمور لا بد من العمل عليها وهي أولوية كبيرة بالنسبة لنا». وفي رّد على سؤال قال جهان «إن البحرين قد حققت خلال 8 أعوام الماضية تقدمًا كبيرًا في مجال التمية البشرية لاسيما في مجال التعليم وتمكين المرأة بما يفوق ما حققته دول مصنفة ذات داخل اكبر من البحرين».
مشاركة :