محمد طيران لم يكن يعلم مهلهل محمد مهلهل أن شقاوة وبراءة الأطفال ستقودانه إلى فَقْد ذراعيه منذ أن كان عمره تسع سنوات، عندما كان يلهو ويلعب على كومة تراب، أحدثها مقاول تحت أسلاك للضغط العالي بقرية الشرفة التابعة لمحافظة محايل جنوبي السعودية، عندما قام بملامسة الضغط العالي؛ فتعرَّض لصعق كهربائي؛ أحرق أجزاء كبيرة من جسده، بينها ذراعاه اللتان طالهما العطب؛ ليُنقل إلى مستشفى عسير، الذي قرر بعد خمسة أشهر قضاها مهلهل على السرير الأبيض بتر ذراعيه؛ ليقضي بقية عمره دون ذراعين، إلا أنه رضي بالواقع، وقرر منذ صغره عدم الاستسلام للإعاقة؛ والتحق بالدراسة، وحقق تفوقًا في دراسته الابتدائية، لكنه ترك الدراسة، بعد أن أتم دراسته الابتدائية؛ ليقوم على شؤون ورعاية أسرته. "مهلهل" استوقفته "سبق" في أحد طرق عسير أثناء قيادته مركبة لاندكروزر دون ذراعين، وأكد أنه يقود السيارة منذ صغره رغم إعاقته، وينقل أسرته من مكان إلى آخر متجولاً بين سهولها وجبالها وأوديتها وعقابها، رغم أن المركبة التي يقودها ذات ناقل حركة يدوي، وليست "أوتوماتك"، إلا أن إرادته وإصراره قهرا إعاقته. وأوضح أنه يبلغ من العمر 32 عامًا؛ فهو من مواليد 1406 هـ، وأشار إلى أنه مُنح أطرافًا اصطناعية إلا أنها زادت من معاناته، وزادت من أعاقته؛ فتركها؛ ليتقدم إلى الشؤون الصحية بطلب أطراف إلكترونية، وأُحيل لمدينة الملك فهد الطبية، التي ذهب إليها برًّا بمركبة قادها دون ذراعين لأكثر من 2000 كيلومتر ذهابًا وإيابًا، التي أكدت له أنه لن يستفيد من تلك الأطراف الاصطناعية الإلكترونية؛ ما جعله يعود دون تحقيق حلمه! وأكد الشاب مهلهل أنه ارتاد مدرسة مرور عسير لاستخراج رخصة قيادة إلا أنها رفضت طلبه بسبب إعاقته، وحاجته إلى مركبة ذات مواصفات خاصة، تتناسب وإعاقته. وقال في نهاية حديثه إنه لا يحلم في حياته إلا بثلاثة أشياء: أولها أن يحصل على أطراف اصطناعية إلكترونية، تعينه على قضاء حاجاته اليومية. وثانيها سيارة تتناسب مع إعاقته. وثالثها وظيفة تساعده على تكوين مستقبله.
مشاركة :