خالد الجابر: خطتي أن أصبح أول عربي يقطع طريق الحرير بدراجة نارية

  • 4/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لكل منا شغفه الخاص ولكل منا حياة تختلف عن البقية، ولكن يبقى الاختيار لشكل الحياة التي يعيشها كل فرد اختياراً شخصياً بالدرجة الأولى، خالد الجابر شاب قطري يعمل مهندس شبكات ويبلغ من العمر 39 عاماً، يعيش حياة هادئة ومستقرة إلى حد كبير، ولكنه تطلع لأن يكون شخصاً مختلفاً عن شباب جيله؛ فتحلى بروح المغامرة والتحدي واختار السفر والترحال عنواناً لحياته، لكنه سفر وترحال من نوع آخر ليس على الطريقة التقليدية المعتادة، بل اختار دراجته النارية لتكون وسيلته لمشاهدة بلدان أخرى بعيون تدرك معنى اختلاف الثقافات، وقلب مستعد للمخاطرة، وروح تتطلع لكل ما هو مختلف، وعقل يرفض كل ما هو تقليدي.. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن خالد الجابر ورحلاته أجرت «العرب» هذا الحوار وإليكم تفاصيله.شاركنا تجربتك في السفر بالدراجة النارية؟ ومتى بدأ شغفك بهذا الأمر؟ - أمتلك دراجة نارية منذ سبع سنوات، لكن حالة الشغف بالسفر بها خارج الدوحة بدأت منذ خمس سنوات تقريباً، فبدأت أولى رحلاتي بها إلى أوروبا ثم تجولت بين كل دول الخليج، والرحلة التي سوف أقوم بها خلال نهاية الشهر الجاري ستكون من لندن إلى الصين عبر طريق الحرير. وهذا الطريق هو الأكثر صعوبة على المسافر بالدراجة النارية. سبل الأمان كيف توفر لرحلتك سبل التأمين على كافة المستويات؟ - هناك عدة أمور يلزم القيام بها قبل السفر مثل: الفحص الطبي الكامل، التطعيم ضروري قبل أي رحلة، فحص دراجتي النارية التي تعتبر فئة مختلفة عن باقي الدراجات؛ فهي صُممت من أجل المغامرة والسفر لمسافات طويلة لذلك يطلق عليها «دراجة المغامرة»، وتمتاز بقوتها وكبر حجمها، ويمكن إضافة لها بعض الصناديق على الجوانب الوضع الطعام والمياه ومستلزمات السفر بأكمله، بالإضافة إلى ارتداء الملابس التي صُممت خصيصاً للسفر عبر الدراجات النارية لتحقيق السلامة بهدف حماية المفاصل والأكتاف والعمود الفقري في حال التعرض لأي حادث -لا قدر الله- فمن الضروري الاهتمام بكل هذه التفاصيل؛ لأن حوادث الدراجات النارية عواقبها وخيمة لمن لا يلتزم باحتياطات الأمن والسلامة. تحري الدقة ما الأمور التي من اللازم أخذها في الاعتبار أثناء رحلتك؟ - من الاعتبارات الهامة عدم استكمال السفر والرحلة بالدراجة بعد غروب الشمس، فإذا صادف عدم وصولي لوجهتي لا بد من التخييم في أي مكان، أو المبيت في أي فندق قريب حتى شروق الشمس، فكثيراً ما نصادف الحيوانات كالضباع والذئاب وكان ذلك كثيراً أثناء رحلتي للهند، بالإضافة إلى أنه من الضروري أيضاً إذا تم التخييم لا بد من اختيار مكان نظيف لربما نواجه العقارب أو الثعابين، وهذا تحدٍّ خاصة أني ليس لدي أية وسيلة للتأمين كالسلاح أو غيره من وسائل الدفاع عن النفس، ما يتطلب التحلي بالمزيد من الشجاعة وروح المغامرة. الاعتبار الآخر هو تحري الدقة في اختيار الطرق التي من المفترض أن نسلكها حتى الوصول لوجهتنا، والابتعاد عن كل الطرق التي من المعروف عنها أنها خطرة أو ربما نواجه فيها أي اعتداء أو سطو أو قطاع طرق. الإسعافات الأولية ما التدريبات التي اجتزتها ليكون لديك القدرة على القيام برحلة لمسافات طويلة من خلال دراجتك النارية؟ - من الضروري التدريب على الإسعافات الأولية لأن الرحلة ربما يحدث فيها أية إصابة لأي زميل، فيجب أن يكون لدينا القدرة على التعامل مع هذا وإنقاذه إذا لزم الأمر. ثانياً من الضروري التدريب على صيانة الدراجة في حال حدوث أي عطل أثناء الرحلة ووجود بنزين إضافي معنا لأنه ربما يحدث أننا لا نصادف أية محطة بترول طوال يوم بأكمله. ثالثاً توفير الكثير من الفيتامينات التي يمكن اللجوء لها في حال نفاد الطعام، ومن الأمور الهامة جداً شرب المياه بكثرة وأنا لدي شنطة معدة خصيصاً لاستيعاب 3 لترات من المياه متصلة بأنبوب من المفضل الاستمرار في تناول هذه المياه طوال الطريق. ما الرحلات التي قمت بها حتى الآن؟ - قمت برحلة إلى جبال الهمالايا في الهند وتايلاند والدول المجاورة لها ومعظم دول أوروبا ودول الخليج، والرحلة القادمة من لندن إلى الصين التي ستكون نهاية هذا الشهر الجاري والتي سأحصل فيها على لقب أول رحالة عربي يقطع طريق الحرير بدراجة نارية. كم تبلغ تكلفة هذه الرحلات مادياً؟ - أنفق تكلفة كل هذه السفريات من حسابي الخاص، وتكلفة رحلتي القادمة من لندن إلى الصين بلغت 100 ألف دولار. هل هناك أي أفكار لديك للحصول على رعاة من شركات أو وزارات لدعم رحلاتك؟ - جارٍ الآن التواصل مع بعض الشركات ليكونوا رعاة لهذه الرحلات، وكان من ضمن هذه الشركات شركة الفردان للدراجات التي عرضت عليَّ ورشة عمل في كيفية صيانة الدراجة، وهناك شباب قطري يقومون ببرنامج رياضي صحي تحت اسم «تمرن وخليك صحي» وقاموا بتدريبي على الاهتمام بلياقتي البدنية من خلال برامج رياضية. دعم كبير هل هناك أية مساندة أسرية لما تقوم به؟ - أنا معروف بين أسرتي بأنني شخص مغامر وكثيراً ما أقوم بأمور مختلفة وجديدة؛ لهذا أجد دعماً كبيراً من والدتي وزوجتي، بالإضافة إلى الفخر الذي تشعر به ابنتاي الصغيرتان (5 و8 سنوات) وهذا يدعمني بشكل كبير. ما أبرز الصفات التي أضافها السفر والترحال إلى شخصيتك؟ - السفر له العديد من الفوائد، ولكن السفر عبر الدراجة النارية أضاف لي الكثير كالصبر وقوة التحمل؛ نظراً لما نواجهه من مشكلات وعوائق في الطرق الوعرة أثناء السفر، بالإضافة إلى اللياقة التي أصبحت أفضل كثيراً عن السابق وضبط النفس في حالة العصبية، أما عن معلوماتي الجغرافية فتطورت بشكل ملحوظ، وتعرفت على الكثير من الثقافات من خلال معايشة أهل كل بلد يتم زيارتها، وهذا هو السفر الحقيقي على عكس ما يفضله البعض من نوعيات السفر التقليدية والذهاب إلى الفنادق الفخمة فقط. في انتظار راعٍ هل قمت بأية خطوات نحو إيجاد راعٍ دائم لهذه الرحلات التي تقوم بها؟ - لم أجد حتى الآن راعياً يدعم فكرة رحلاتي بالدراجة النارية، ولكن على أمل أن أجد في الفترة القادمة راعياً دائماً سواء شركة أو إحدى الوزارات المهتمة بهذا الأمر في قطر لأنه من المهم لاستكمال الشكل الصحيح لهذه الرحلات أن يكون لها راعٍ وهذا لأن القيام بهذه الرحلات والمخاطر التي أتعرض لها ليس لإرضاء حالة الشغف فقط التي أتمتع بها ولكن أيضاً أنا أقوم بهذا من أجل رفع اسم وعلم قطر بلدي الحبيب في كل دولة أسافر إليها وشعاري في كل هذه الرحلات «شيء لوطني وشيء لنفسي»، وقد تم التواصل مؤخراً مع مركز بطابط للدراجات النارية والذي رحَّب بفكرة الرحلة ووعدني بالدعم التام من خلال القنوات الرسمية نحو توفير التسهيلات اللازمة. هل هناك مجموعة ثابتة من الأصدقاء لتسافروا سوياً عبر دراجتك النارية؟ - لا... ولكن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت هذا الأمر كثيراً من خلال الالتقاء بمجموعات تتطلع إلى السفر عبر الدراجات النارية فيتم الاتفاق على ترتيب مثل هذه الرحلات مع المهتمين بها في أي مكان حول العالم، فعلى سبيل المثال المجموعة التي سيتم السفر معهم من لندن إلى الصين تتنوع جنسياتهم بين بريطاني وروماني وسويسري وآخر نيوزيلندي. التعاون على الطريق واجه خالد الجابر، العديد من المشكلات خلال مغامراته وحول تلك المشاكل قال: «أعاني كثيراً من حصولي على تأشيرات السفر لبعض الدول؛ لذلك أتمنى أن تدعمني الدولة كشاب قطري من خلال التواصل بشكل مباشر مع وزارة الخارجية القطرية لتسهيل حصولي على التأشيرات لكافة الدول من أجل استكمال رحلاتي إلى أن تصل حول العالم إن شاء الله. وأضاف: «ما أسعى إليه هو إدخال شيء جديد على المجتمع القطري من خلال الرحلات التي أقوم بها ودعم ثقافة ركوب الدراجات النارية ولا بد على المجتمع احترامها، وأن يكفوا عن النظرة الدائمة لنا بأننا أشخاص متهورون ومندفعون، وأتمنى من سائقي السيارات الذين يشاركونا الطريق في الدوحة أن يتعاونوا مع سائق الدراجة لأنني فقدت الكثير من أصدقائي في حوادث طرق بسبب أخطاء اقترفها أصحاب السيارات، بالإضافة إلى أن حوادث الطرق لسائقي الدراجة أقلها تتسبب في كسر بالعمود الفقري، وربما تصل إلى الشلل التام؛ لذلك أشدد مراراً وتكراراً على فكرة التعاون على الطريق بين سائقي السيارات وسائقي الدراجة».;

مشاركة :