تسود حزب «ليكود» الحاكم شبه قناعة بأن حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، الشريك في الائتلاف الحكومي الذي يقوده وزير التعليم نفتالي بينتيت، يبحث عن افتعال ازمة يريد من ورائها كسب ثقة «المعسكر القومي» على حساب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بداعي أن الأخير ما زال يوافق على حل الدولتين وأنه يرفض ضم مستوطنة «معاليه أدوميم» إلى السيادة الإسرائيلية. ورأى قياديون في «ليكود» في الانتقادات التي وجهها بينيت لرئيس الحكومة، الشرارة الأولى في معركة أعد لها بينيت جيداً «للالتفاف على نتانياهو من اليمين». وكتب بينيت في صفحته على «تويتر» أن التفاهمات التي توصل إليها مستشارو نتانياهو مع الإدارة الأميركية حول لجم البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة هي «تفويت فرصة استراتيجية» من جانب إسرائيل، منتقداً نتانياهو لعدم طرح خطة بديلة على الأميركيين مثل فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة (المحتلة) «سي»، مشككاً في الوقت ذاته في أن يطبق نتانياهو التفاهمات بشأن معايير السماح بالبناء الاستيطاني، أي البناء فقط داخل حدود المستوطنات القائمة». ورد رئيس الائتلاف الحكومي في البرلمان النائب دافيد بيطان (ليكود) على بينيت بالقول إن «البيت اليهودي» يعتزم القيام بلعبة في الكنيست تتمثل بطرح مشاريع قوانين تحرج الحكومة، منها ضم «معاليه أدوميم» إلى إسرائيل، «وهو مشروع مثار خلاف مع الولايات المتحدة، ونحن في ليكود لن نقبل بأي خلاف مع الولايات المتحدة إنما نريد استغلال حقيقة أن الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب يدعم دولة إسرائيل». واستهجن وزراء «ليكود» تهجم بينيت على التفاهمات، مشيرين إلى أنه صوّت إلى جانبها عندما طرحها نتانياهو على الحكومة الأمنية المصغرة للتصويت، الخميس الماضي. وعزا بعضهم موقف بينيت المتقلب إلى اقتراب موعد الانتخابات الداخلية على زعامة الحزب «وأنه بدّل موقفه بعد أن رأى أن المستوطنين يعارضون التفاهمات فقام بكتابة ما كتبه على تويتر لينال رضاهم». وأصدر «ليكود» بياناً رد فيه بشدة على أقوال بينيت جاء فيه: «من المثير للسخرية قراءة ما كتبه بينيت عن رئيس الحكومة، وبينيت آخر من يمكن أن يكون واعظاً في كيفية مواجهة الضغوط». ورد بينيت على الاتهامات بالقول إن السياسة التي يتبناها تختلف عن سياسة نتانياهو: «هو يؤيد إقامة دولة فلسطينية وأنا ضدها، هو يؤيد حل الدولتين وأنا ضده». وأضاف غامزاً من قناة رئيس الحكومة: «ما أقوله قبل الانتخابات أقوله بعد الانتخابات. في الحالتين لا أغير مواقفي. لستُ ممن يعارض الدولة الفلسطينية خلال المعركة الانتخابية (نتانياهو) ويؤيدها بعد الانتخابات. أنا إنسان مثابر. أنا ضد الدولة الفلسطينية». من جهة أخرى، قال الوزير زئيف ألكين (ليكود) إن الخطأ الذي وقع فيه وزراء «البيت اليهودي» وحتى وزراء من «ليكود» هو أنهم اعتقدوا غداة انتخاب ترامب رئيساً «أننا بلغنا أيام المسيح المنتظر.. وحذرتُ في حينه من هذا الاعتقاد». وأضاف أنه ما من شك أن الرئيس الأميركي الحالي يقود إدارة «أكثر إصغاءً لمطالبنا وتفهماً وانفتاحاً من سلفه لقضية الاستيطان، إذ أعلن أن الاستيطان ليس عقبةً أمام السلام، لكن ترامب ليس عضواً في ليكود ولا يتبنى أيديولوجيته، ورأيه حول مصير الضفة الغربية ورئيس السلطة محمود عباس مختلف عن رأينا». وقالت زعيمة حركة «ميرتس» اليسارية النائب زهافه غالؤون، إن الجدل بين نتانياهو وبينيت ليس جوهرياً، «بل إنها كذبة كبيرة.. كلاهما يقاتل من أجل أصوات عشرات آلاف المستوطنين».
مشاركة :