أن تجد منصة عرض للأفلام المرئية السعودية ليس بالأمر الهين. كان هذا قديمًا قبل سنوات، ولكنها اليوم باتت ماثلة للعيان من خلال جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بالتعاون مركز إثراء (مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران) الذي جهز أنظمة صوت احترافية، وشاشة ذات جودة عالية، وجهاز عرض متخصص، واكتملت بذلك قاعة، صارت ملتقى صناع الأفلام من مختلف مناطق المملكة. يحسب للأديب الشاعر/ أحمد الملا مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام انبعاث هذا الفن؛ إذ أعاده من جديد بصورة تتوافق مع طموح الشباب السعودي المهتم بصناعة الأفلام، ووصل بالمهرجان إلى موسمه الرابع كمنجز مهم في عالم الأفلام بدعم ومؤازرة من المركز الرئيس للجمعية بالرياض ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ومساندة رسمية من أصحاب القرار بالمنطقة الشرقية. يعرف الملا جيدًا أن تأسيس مهرجان للأفلام السعودية مليء بالعقبات، ولكن انحيازه التام للشباب جعله يخوض البحر بشجاعة؛ فأمله أن يكون للشباب السعودي مكان يليق بشغفهم. ولأنهم يشبهونه قرر أن ينطلق باتجاه كل الجهات الداعمة مهندسًا للعلاقات ومقربًا لوجهات النظر ومسهلاً للعقبات حتى اكتملت صورة المهرجان. أحمد الملا يحمل بداخله (المحبة الكبيرة)؛ ما جعل ذلك ينعكس على أجواء المهرجان الذي تمر أيامه بسلاسة وحب وسلام. ولأنه كذلك فقد قرر استبعاد (المراجعات النقدية) التي عادة ما تتم بعد نهاية كل عرض، واستعاض عنها بورش العمل والتدريب والمعارض؛ ليكتمل اجتماع المحبة والأخوة والإبداع. هذا يؤكده علم القيادة الذي يشير إلى أن (الطبيعة الشخصية) للقائد تنعكس بصورة أو بأخرى على منجزاته. ولأن أحمد الملا محب للفن والسلام جاء المهرجان مصبوغًا بشخصيته اللطيفة، ونال بذلك كل الحب من الجميع والعرفان بدوره كصانع للمهرجان. الملا صنع المهرجان بشغفه من دون أي حسابات (ربح وخسارة) كما يحصل في بعض المهرجان، صنعه بصدق لأنه (فنان) وليس (تاجرًا)، وبمؤازرة من فرق مهنية، تعمل ليلاً ونهارًا، وهي الأخرى شغوفة بفكرة المهرجان. ولأن الملا (قائد) مؤثر لا (يزبد ولا يرعد) سار معه الجميع باتجاه تحقيق الرؤية برغبتهم وحبهم على اعتبار أن القائد الحق هو الذي يعترف به المرؤوسون من تلقاء أنفسهم، وليس الذي يفرض نفسه عليهم بأنه الأوحد الأكبر الأعظم الأفخم.
مشاركة :