أعلن قادة حركة إسرائيلية جديدة بقيادة كبار الجنرالات، أن المجتمع الإسرائيلي بات ممزقاً من الداخل، ومعظم سكانه يكرهون بعضهم بعضاً، ولذلك فقد التأموا في حركة جديدة هدفها إنقاذ الوضع. ويقود هذه الحركة، رئيسان سابقان لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي؛ هما غابي أشكنازي وبيني غانتس، ووزير التعليم الأسبق شاي فيرون، والمركزة الاجتماعية في بلدية اللد فاتن زيناتي (وهي من فلسطينيي 48)، ومؤسسة حركة الشبيبة اجنحة كريمبو، وعدي التشولر، والمربي حيلي طروفر وغيرهم. وقد أعلنوا في مؤتمر صحافي عن نتائج استطلاع رأي بحثي، تبين منه أن الكراهية تمزق المجتمع. وقد أجري بمشاركة 1189 مواطناً في إسرائيل، لمناسبة الإعلان عن تأسيس حركة شعبية جديدة تحمل اسم «إلى الداخل». وقد شارك في اللقاء جميع المؤسسين. وقد فحص الاستطلاع كيف يعرف المواطنون في إسرائيل أنفسهم، ويستدل من النتائج أن 45 في المائة يعتبرون أنفسهم علمانيين، و44 في المائة أشكنازيين، و34 في المائة يمينيين و24 في المائة شرقيين، و16 في المائة متدينين، و12 في المائة يساريين، و7 في المائة متزمتين و5 في المائة مستوطنين. وفي مسألة القومية، قال 46 في المائة من اليهود إنهم يهود أولاً، بينما قال 41 في المائة إنهم إسرائيليون. وفي الوسط العربي قال 60 في المائة إنهم عرب، فيما اعتبر 8 في المائة أنفسهم إسرائيليين. كما فحص الاستطلاع نظرة القطاعات إلى بعضها بعضاً، وكانت النتائج سيئة، إذ أشارت إلى عمق الشرخ الذي اتسع بين القطاعات المختلفة في المجتمع الإسرائيلي. فقد قال 60 في المائة من اليهود، إنهم يعتقدون أن المتدينين المتزمتين يبتزون الدولة. وقال 22.5 في المائة من اليهود، إن اليساريين يشكلون خطراً على الدولة. فيما قال 52 في المائة من اليهود، إن العرب هم خطر، واعتبرهم 53 في المائة مخيفين، فيما اعتبرهم 51 في المائة غير مخلصين. أما بين العرب، فقال 62 في المائة إن الوسط العربي مخلص. ويعتبر 30 في المائة من العرب أن الأشكناز هم حضاريون، بينما اعتبر 53 في المائة من العرب أن المستوطنين خطرون، فيما قال 35 في المائة من العرب إن الإثيوبيين بدائيون. وقال 19 في المائة من الجمهور الإسرائيلي فقط إن العلمانيين يقدمون مساهمة للدولة، بينما قال 30 في المائة إن المستوطنين يسهمون في الدولة. واعتبر 49 في المائة سكان تل أبيب متعجرفين. وتبين من الاستطلاع، أن أكثر مظاهر العنصرية على شبكة الإنترنت كانت موجهة ضد العرب، ثم ضد النساء، ثم ضد المتدينين المتزمتين واليساريين. وقال أشكنازي إنه «على الرغم من أن هذه النتائج ليست مفاجئة، فإنها تؤكد عمق التغرب، والتمزق والكراهية التي تعتبر ميزة بارزة في المجتمع الإسرائيلي». وأضاف: «هذا الاستطلاع يؤكد إلى أي حد ترجع فيه الكراهية إلى عدم معرفة القطاعات لبعضها في المجتمع الإسرائيلي». وقال فيرون، إن هذا التمزق يعكس عدم الاهتمام الحقيقي بالإنسان. وقالت زيناتي إن الحكومات الإسرائيلية تشجع الكراهية، أكان ذلك بسياسة التمييز التي يعاني منها العرب واليهود الشرقيون والمتدينون اليهود المتزمتون، أو بسياستها الاقتصادية الاجتماعية. وقال غانتس، إنه يرى أن التمزق الداخلي يهدد إسرائيل بأخطار أكبر من التهديدات الخارجية التي تحكي عنها الحكومة ليل نهار.
مشاركة :