دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس الاثنين (3 أبريل/ نيسان 2017) الأتراك في أوروبا إلى «الرد على أحفاد النازية» من خلال التصويت بـ «نعم» في استفتاء 16 أبريل الجاري بشأن توسيع صلاحياته. وسيقرر الأتراك ما إذا كانوا سيوافقون على رئاسة تنفيذية من شأنها أن تلغي منصب رئيس الوزراء وتعزز صلاحيات أردوغان في الاستفتاء الذي يعتبر أنه يشكل مفترق طرق في التاريخ الحديث لتركيا. وأشاد أردوغان بالأتراك في الخارج، قائلاً إنهم سيشاركون بأعداد أكبر مقارنة بالانتخابات التشريعية السابقة العام 2015. وقال خلال تجمع في محافظة ريز الشمالية «قولوا (نعم) في صناديق الاقتراع إن شاء الله ستقدمون الرد اللازم لأولئك الذين يؤيدون الممارسات الفاشية، أحفاد النازية هؤلاء!». من المحتمل ان تؤدي هذه التعليقات إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع أوروبا، والذي بدأ بعد أن منعت هولندا وألمانيا وزراء أتراكاً من التحدث في تجمعات انتخابية الشهر الماضي. ورداً على ذلك، قارن أردوغان مراراً بعض خطوات البلدين بـ «الممارسات النازية»، رغم نداءات القادة الأوروبيين إلى التخفيف من حدة لهجته. وقال «حاولوا منع أشقائنا من التصويت في أوروبا كيفما شئتم، إن أبناءنا هناك سيملأون صناديق الاقتراع في أوروبا بإذن الله». وفي إشارة واضحة إلى قادة الاتحاد الأوروبي الذين يعتبرون معادين لأنقرة، قال «نحن لن نسمح لثلاثة، أو خمسة فاشيين أوروبيين بتدنيس شرف هذا البلد». من جانب آخر، قال زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، أمس (الاثنين)، إن محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت العام الماضي، تم تنفيذها بمعرفة الحكومة، ووجه انتقادات لها، لما وصفه بحملة الاستفتاء «غير العادلة». وأضاف أنه يملك إثباتات تؤكد أن الانقلاب الفاشل الذي استهدف أردوغان كان «انقلاباً تحت السيطرة» وأن السلطات تركته يحدث لاستغلاله لاحقاً. وقال إن ما لا يقل عن 180 شخصاً يعملون في الإدارات الرسمية استخدموا وسيلة اتصال مرمزة للإعداد للانقلاب، وأن الاستخبارات التركية كانت تملك لائحة بأسمائهم. وجاءت تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال قليتش دار أوغلو، أثناء حديثه لصحافيي التلفزيون المحلي في إسطنبول، والذي نقلته شبكة «سي إن إن تورك» و»إن تي في». ونقلت قناة «إن تي في» عن قليتش دار أوغلو القول: «قالوا إنه قد تم الكشف عن الأمر في وقت مبكر، وهذا يعنى أنهم كانوا يعلمون بشأن الانقلاب مسبقاً»، وذلك في إشارة إلى اجتماع مع قيادة البلاد عقب محاولة الانقلاب. وكانت لجنة برلمانية تحقق في محاولة انقلاب التي قام بها فصيل في الجيش التركي، أوقفت عملها في يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي السياق نفسه، أعلنت الحكومة الألمانية أمس أن 262 تركياً يحملون جوازات سفر دبلوماسية أو إدارية طلبوا اللجوء في ألمانيا، وسط اتهامات أنقرة برلين بحماية المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة. واعلنت الداخلية الألمانية أن 151 شخصاً يحملون جوازات سفر دبلوماسية و111 يحملون جوازات سفر إدارية قدموا طلبات مماثلة. من جهته، شدد الاتحاد الألماني للصحافيين على مطلبه بإطلاق سراح فوري للصحافي الألماني التركي دينيز يوجيل المعتقل حالياً في تركيا. وقال رئيس الاتحاد فرانك أوبرال أمس: «إن توفير إمكانية التواصل الدبلوماسي مع دينيز يوجيل بالنسبة لممثلي الحكومة الألمانية يعد الحد الأدنى مما نتوقعه كمعيار بين الدول المتحضرة».
مشاركة :