استبعد الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر إمكانية القضاء السريع بشكل مُبْرم على تنظيم "داعش" الإرهابي على النحو الذي تعهد به الرئيس دونالد ترامب.
وأشار ميلر - في مقال نشرته صحيفة (يو إس أيه توداي) أمس الأحد - إلى أنه في ذات اليوم الذي شهدت فيه واشنطن اجتماع وفود 68 دولة أعضاء في الائتلاف العالمي المناهض لـ"داعش" جنبا إلى جنب مع منظمات دولية، كان إرهابيٌ محليٌ واحدٌ يعيث فسادا في وسط لندن بسيارة دفع رباعي وبحوزته سِكّينًا.
ورأى ميلر في ذلك التناقض بيانًا بالحقيقة المؤلمة وغير المريحة سياسيا والمتمثلة في أن الحرب على الإرهاب سيطول أمدها وربما كانت بلا نهاية؛ وأن المجتمع الدولي قد لا يكسبها بأي شكل تقليدي، مضيفا أنه إذا لم يقف ترامب على تلك الحقيقة فإن الأمور ستشهد مزيدا من التردي.
ونوه الكاتب إلى ميل الساسة عادة إلى إعلان الحرب على أمور بعينها، كالحرب على الفقر والمخدرات والسرطان والإرهاب وذلك على سبيل المثال لا الحصر، لكن الخطط الفخمة لحل مشاكل منهجية لا تؤتي ثمارها المرجوة عادة؛ فلقد استغرق الأمر نحو 150 عاما للتعامل مع مشكلات التمييز على أساس الجنس في أمريكا ورغم ما تم إنجازه في هذا الصدد إلا أن الهدف المرجو لم يتحقق بعد.
وقال ميلر "على الرغم من مرور 16 عاما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ورغم إحراز مكاسب ضد تنظيمَي (داعش) و(القاعدة)، إلا أننا لسنا قريبين من القضاء بشكل نهائي على الإرهابيين؛ فالقاعدة تتمدد في سوريا وتوابعها تخطط ضد الولايات المتحدة في اليمن، كما يتمدد تنظيم (داعش) في أفغانستان وشرق إفريقيا وليبيا وغيرها".
ورأى صاحب المقال أن تدمير تنظيم "داعش" الإرهابي وإنزال الهزيمة به على الأرض المتواجد عليها ربما يزيد التحدي تعقيدا؛ حيث أن "الدواعش" الذين أكسبتهم الحروب خبرة وجَلَدًا سيتفرقون وينتشرون في صحاري سوريا والعراق وينضمون إلى فروع التنظيم في ليبيا واليمن وأفغانستان ومنهم مَن سيعودون إلى أوطانهم في أوروبا وهم عازمون على إحداث الفوضى.
وأضاف ميلر قائلا "إنه في ضوء تلك الحقائق فإن الرئيس ترامب بحاجة إلى إعادة النظر في الطريقة التي يتناول بها مشكلة الإرهاب، وعليه أن يتوقف عن التهويل شأن التهديد الجهادي؛ فهو وإن كان خطيرا إلا أنه ليس تهديدا وجوديا، ومن ثمّ فإن المبالغة بشأنه أو عدم الوقوف على أبعاده يمكن أن ينجم عنه ردود أفعال جريئة وكارثية؛ كما يتعين على الرئيس ترامب أن يتوقف عن تنفير الثلاثة ملايين أمريكي المسلمين الذين هم بمثابة حليف رئيسي في الوقاية من ازدهار الفكر الراديكالي والتصدي له في الداخل الأمريكي".
واختتم الكاتب الأمريكي مقاله: "إن الرئيس ترامب يحتاج إلى التنديد بالتطرف والتمييز والكراهية في كل أشكالها، لكن تأمين الوطن على حساب القيم التي ندافع عنها ليس ضرورة ولا هو أمرًا يقبل المساومة".
مشاركة :